الأربعاء, 3 يوليو, 2024 , 2:04 م

 دكتور حسن صابر يكتب عن : التحكم في المخ البشري

النظام العالمي الجديد ( الجزء الرابع عشر )

 

يتم التحكم في المخ البشري بواسطة التعليم ، والمشاهدة ، والقراءة . . لا يريدوننا أن نفكر كثيرآ ، ويشغلوننا بأجهزة الإعلام والأفلام والمخدرات والكحوليات وغيرها من الأمور التي لا تترك لنا وقتآ للتفكير ، وهناك أناس يقودون أفكارنا وعقولنا دون أن نعرف ، فأنت حر أن تفعل ما نقوله لك أو ما نأمرك به .

المثال الواضح هو شركة جنرال إليكتريك التي تملك محطة NBC ، وهذه الشركة هى من أعلى خمس شركات في أمريكا من حيث التعاقدات مع وزارة الدفاع . . إذن هذه الشركات والمؤسسات هى التي تنفق على النواب الديموقراطيين ، والجمهوريين وتوجه أفعالهم وتصرفاتهم ، وهذه المؤسسات هى التي تنفق على أجهزة الإعلام من خلال الإعلانات ، وهكذا تتحكم المؤسسات في الزراعة والصناعة والتكنولوجيا والتعليم والإتصالات . . وهكذا فإن الحكومة ليست حكومة الشعب ، بل حكومة المؤسسات وعندما يتحكم رأس المال في الحكومة أو يتزاوج رأس المال مع السلطة حسب الإصطلاح المصري ، وهذه هى الفاشية ، وغالبآ ما يكون التليفزيون هو تنويم شامل للمخ عن طريق زرع الإيمان بالحقيقة التي يراها المشاهد ، كما أن الصحفيين والإعلاميين ينقلون لنا ما يسمعوه من السياسيين أو ما يريد السياسيون أن نسمعه .

وقد لوحظ تدهور مستوى التعليم في أمريكا مقارنة بعدد من الدول الأوروبية واليابان ، ذلك مقصود لأنهم لا يريدون للأبناء أن يتعلموا ، فالتعليم وسيلة لتغيير الأفكار والأفعال والأحاسيس لدى الأبناء ، لكن في المقام الأول من الذي حدد نظام التعليم ؟ والإجابة هى المؤسسة الوطنية للتعليم National Education Association NEA والتي يمولها جوني روكيفلر والذي كان يقول لا أريد مفكرين وطنيين ولكني آريد عمال مواطنين
‏ I don’t need national thinkers , but I need national workers حيث يمكن أن يكون عاملاً جيداً في مصنع أو موظفاً في شركة ، أو فنياً في الكمبيوتر بوادي السليكون ، لكنه لا يريده خريجاً من التعليم الكلاسيكي والذي يربط كل العوامل البيئية والإجتماعية معاً ليخلف رأياً ذكياً فيما يحدث وفيما يجب أن يحدث ، على أن يقتصر التعليم الكلاسيكي الراقي على الصفوة ، وتقدمه معاهد خاصة مملوكة للبنوك لا يلتحق بها إلا هذه الصفوة .

ويدرك الأمريكيون أن إحساسهم الكلي بالحقيقة قد تم التلاعب به والتحكم فيه ، وأصبحوا مثل فئران المعامل التي تم تكييفها لفهم وإدراك العالم بكيفية لا تهدد الأسياد أو الماسترز ، هل أتى هتلر في يوم الخميس ليحرق اليهود في يوم الجمعة ، بالطبع لا ، فهو كان قد أُعِدَّ لذلك من قبل . . يشعر الأمريكيون أن الأفضلية وطبقة الصفوة قد تكدست ضدهم ، وبُذِلَت جهود كبيرة لإحباطهم ولسرقة قوتهم الحقيقية من أجل التحكم فيهم ، وقد تكيفوا على حالة ثابتة من الخمول وعدم الإكتراث والإلهاء والخوف والجهل والتسطيح وغسيل المخ ، وتمت قيادتهم بطريقة خاطئة ، كما أن هناك إعتداء مستمر على إدراكهم الحسي بالحقيقة ، والأهم من هذا أنه بالرغم من تفتيتهم وتقسيمهم ، فإن ظلم الأقلية للأغلبية لن يكون ممكنآ إلا إذا تم التلاعب بهم ليتقاتلوا مع بعض ، فروق بسيطة مثل الجنس والدين والنوع والعمر والجنسية ، يمكن أن تكون كافية لتفرقهم وتبعدهم عن حقيقة أنهم جميعآ في قارب واحد ، قارب يغرق بسرعة . . وبدأ بعض الأمريكيين يدركون أن الفروق والأفكار المسبقة لدى كل واحد منهم يجب أن تجعلهم يدركون أن عدوهم واحد ، وأنهم يجب أن يعملوا معآ لإسترداد مسئولياتهم في الحياة ، ويدركوا أن مناخ الجنون والإضطهاد والخوف إستمر معهم وسيستمر بفعل أجهزة الإعلام الرئيسية التي تجعلهم ضد بعضهم البعض ، وهناك أمل أن النظام العالمي الجديد سيهزم . . هكذا يفكر العامة من الأمريكيين ، وأنا أعتقد أنه وإن كان النظام العالمي الجديد يشمل العالم كله ، فإن أول شعب سوف يكتوي بناره هو الشعب الأمريكي نفسه ، وهم يدركون ذلك .

اترك رد

%d