بوابة الوطن المصرى أجرأ موقع عربى
بقلم الدكتورة وفاء الجندي
أمس الأول أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهًا لوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام المصري، تضمنت مراجعة وضع الإعلام الحالي، تعزيز حرية التعبير ونشر مبدأ “الرأي والرأي الآخر”، والاعتماد على الكفاءات الشابة وتوفير التدريب، بالإضافة إلى التركيز على توفير البيانات والمعلومات الإعلامية خاصة خلال الأزمات وشمل التوجيه أيضًا تحسين الأوضاع المالية للعاملين في ماسبيرو ومحطات الإعلام الرسمي .
هنا لابد ان نقف برؤية تحليلية لهذا التوجيه الغاية في الأهمية ونتساءل لماذا اختيار هذا التوقيت تحديدًا؟
ببساطة لان هذا التوقيت يرتبط بعدة عوامل داخلية وخارجية مهمة:
يتزامن هذا التوجه مع ما يُسميه النظام بـ”الجمهورية الجديدة”، وهي مرحلة تسعى فيها الدولة إلى إعادة تشكيل صورتها الداخلية والخارجية، وترسيخ رؤية إعلامية حديثة تتماشى مع التحديات الراهنة.
سعى مصر أيضًا إلى مواجهة التغيرات المتسارعة في العالم الإعلامي والتكنولوجي،مما يتطلب إعلامًا أكثر مرونة وتفاعلية،وفاعلية ويكون قادرًا على التعامل مع مختلف الآراء والمعلومات.
قد يكون توقيت هذا التوجيه مناسبًا مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يمثل إنجازًا ثقافيًا كبيرًا يعزز الشعور بالهوية الوطنية، ويعكس الحاجة لتغطية إعلامية أكثر احترافية من حيث التناول والنشر والتأثير ليس فقط الداخلي بل عالميا ، لاسيما ان افتتاح المتحف المصري في هذا التوقيت ومع كل هذه التحديات الأمنية سواء من جهة الشرق(إسرائيل) او جنوبا (السودان وإثيوبيا )او غربا (ليبيا ) يبعث برسالة قوية اللهجة والمضمون لكل من يعادي مصر.
وهناك زاوية اخري ربما تكون ضمنية في هذا السياق فأنا أري ان هناك تجهيز للرأي العام:
فالإعلام في هذه الحالات بيكون أداة تعبئة وتوجيه، سواء لتعزيز الصمود الداخلي أو للتأثير في الرأي العالمي.
ولن نغض الطرف عن القول بأن مصر مقبلة بشكل مباشر علي الدخول في أزمات كبيرة ولابد ان يكون الإعلام ركنا اساسياً في إدارة الأزمات:
فتطوير الإعلام قبل الدخول في مرحلة أزمات يعطي فرصة لتدريب الكوادر، وضبط الرسائل، وبناء ثقة الجمهور الداخلي قبل وقوع أي مواجهة.
إنني وكثير معي ممن يعملون في الحقل الإعلامي سعدنا كثيرا بهذا التوجه الرئاسي الذي ربما كان تلبية نداءاتنا وكتاباتنا المتكررة بتغيير منظومة الإعلام المصري الذي لابد له من حتمية التغيير .
