الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 8:28 ص
د. غالى أبو الشامات

غالى أبو الشامات يكتب : الشعب السورى يصنع الفارق

لطالما كان الإقتصاد علامة نهوض الدُول وتقدم الأُمة  وكلنا يعي بدرجاتٍ متفاوته ما حققتهُ الحكومات السورية السابقة والحالية من نجاحات رغم قلة الموارد و الإمكانيات ، مع كل هذا كان إيمان القيادة ورهانها دوماً على شعبنا ليصنع الفارق و يحقق المعجزة ، فالإنسان سرُ معادلة النجاح ، والاقتصاد هو عَصّب حياة الدُول وسرُ  إزدهارها وتطورها .

الحرب على سورية لم تكن تستهدف تدمير البنية التحتية والمنشآت الصناعية و الحركة التجارية فحسب، ناهيك عن توقف حركة الاستيراد و التصدير  وتوقف الإعمار و السياحة، بل حرصت هذه الحرب على إفراغ الإقتصاد السوري من العنصر الأهم ، ألا وهو الإنسان السُوري.. لم يكن هذا حدثاً عارضاً أو بمحض الصدفة بل كان أحد أهم أهداف المؤامرة التي حيكت ، ولم يكن هذا الإفراغ عبثياً أبداً ، بل كان عملاً مُمنهجاً وتطبيقاً لخطة موضوعة بعناية و مدروسة جيداً لضرب سورية في مقتل ، ضرب سورية في موردها الأساسي إن لم نقل الوحيد، فكانت هذه الحرب الضروس حرب على هذا الشعب العظيم الذي سَطّر عبر تاريخه القدرة على بعث الحضارة، فكان هدفهم ذلك المواطن البسيط، الصادق، المكافح، المخلص و المتقن لعمله .

سورية عبر تاريخها كانت ومازالت تكمُن قوتها في هذا المواطن الأبي، الوفي لأرضه وأُمته وقيادته و ها نحن اليوم نستشرف النصر المؤزر ، ونرسم مسار دولتنا ونبعث مجد امتنا ونصنع مستقبلاً ، ينبلج فجره و يقهر قوى الظلام .

إن المعنى الحقيقي لإعادة إعمار سورية يبدأ بعودة جميع السوريون لحضن وطنهم، فإذا كان سبب مغادرة الوطن الأمن والأمان، فها هما الأمن والأمان يعودان تدريجياً لجميع المناطق السورية وفق خطة مدروسة بعناية، وإذا كان سبب المغادرة لقمة العيش، فالآن هو الوقت المناسب لجميع فئات الشعب أن تعود، فبسبب إعادة الإعمار سوف تتوفر فرص هائلة للعمل في جميع القطاعات بلا استثناء.

إعادة الإعمار الحقيقة ليست بالمصانع والبنية التحتيّة فقط، بل هي إعادة إعمار الذات أولاً، وسيادة الرئيس بشار الأسد مُدركٌ تماماً لهذا الشئ، فقد قال سيادته: ” إن مكافحة الفساد وتعزيز الحوار بين السوريين هو ضرورة” حتمية ، فمكافحة الفساد والحوار العاقل و الحضاري لا يأتي فقط من قوانين و تشريعات وقرارات، بل من التربية الصحيحة في الاسرة و المدارس و الجامعات.

 مهما طالت مدة الإغتراب يجب على المواطن السوري أن يعود إلى بلده ليزرع الخير والمحبة والتسامح ويعطي الأمل للأجيال القادمة، و يُعلم أولاده حب الوطن والانتساب إليه.

هناك حزمه من التعديلات سوف تطال جميع المجالات لكي توائم المرحلة القادمة من إعادة الإعمار،  وهذا أيضاً ما أكد عليه الرئيس الأسد بقوله: “مستمرون في مكافحة الإرهاب حتى تحرير كافة أراضي سوريا مهما كانت الجهة التي تحتلها، وتعديل القوانين والتشريعات بما يتناسب مع المرحلة القادمة”.

هذا التأكيد السوري الذي يأتي عبر سيادة الرئيس الأسد هو ضمانة للمواطن و المستثمر بأن أعلى سلطة في سورية سوف تراقب و تدعم و تُسهمُ في إنجاح المرحلة القادمة بكل أشكالها.

إقرأ أيضا :

د. غالى أبو الشامات يكتب لـ(الوطن المصرى) : كيف نجح السيسي فى أن يردد كل العرب ( تحيا مصر)

تعليق واحد

  1. مقال رائع جدا ويستحق أن يكون مقرر يدرس فى المدارس والجامعات لتعزيز الولاء والانتماء لدى الطلبة والحفاظ على الأمن الفكرى لديهم من الانخراط مع أى أشخاص أو جماعات .
    خالص تحياتي د.غالي ابو الشامات وكل الشكر والتقدير لطرح هذه الموضوعات الهامة .

اترك رد

%d