كتب – خالد عبد الحميد
في تطورات جديدة ومثيرة حول العلاقات الأمريكية الأوروبية ، والتي تمثل انتفاضة ضد الهيمنة الأمريكية ، وللمرة الثانية خلال أقل من 10 أيام حذر المستشار الألماني فريدريش ميرتس من أن أوروبا يجب أن تكون مستعدة لرسم مسارها الخاص بشكل مستقل عن الولايات المتحدة.
وقال فريدريش ميرتس في برلين يوم الاثنين في خطاب موسع حول السياسة الخارجية: “علينا أن ندرك أن علاقتنا مع الولايات المتحدة آخذة في التغير.. الولايات المتحدة تعيد تقييم مصالحها وليس فقط منذ الأمس.. ولذلك، علينا نحن في أوروبا أن نعدل مصالحنا دون حنين زائف”.
وحاول المستشار الألماني الحفاظ على توازن دقيق في تعامله مع إدارة ترامب.
وقد تأثر المستشار بمواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتذبذبة بشأن الحرب في أوكرانيا، حيث حذر منذ ليلة فوزه بالانتخابات في أواخر فبراير من أن أوروبا بحاجة إلى السعي للاستقلال عن الولايات المتحدة.
لكن في الأشهر الأخيرة، حاول فريدريش ميرتس بناء علاقة وثيقة مع ترامب، وأشاد بجهود الرئيس الأمريكي في التفاوض على اتفاق سلام في أوكرانيا، وأشار إلى الأمريكيين باعتبارهم شركاء “لا غنى عنهم” في مسائل الأمن وحلف شمال الأطلسي.
إلا أن تعليقات ميرتس، يوم الاثنين، تشكل إشارة واضحة إلى أن الزعماء الأوروبيين وراء الثناء العلني على ترامب، حيث أنهم يستعدون بهدوء لمستقبل لم يعد فيه التحالف عبر الأطلسي هو الأساس الذي يعتمد عليه دفاع القارة واقتصادها.
وصرح ميرتس وفقا لنص خطابه: “تظل الولايات المتحدة أهم شريك لنا.. نحن مستعدون للتنسيق والتعاون الوثيقين.. لكن من الواضح أن هذه الشراكة ستكون أقل وضوحا، وستكون أكثر تركيزا على القضايا والمصالح”.
وتابع المستشار الألماني قائلا: “إن العلاقة مع الولايات المتحدة في المستقبل سوف تعتمد على قوتنا كأوروبيين”، مضيفا أنه لتعزيز هذه القوة تحتاج أوروبا إلى البحث عن تحالفات جديدة في جميع أنحاء العالم.
وأردف بالقول “يتعين علينا أن نكون أكثر استباقية مما كنا عليه حتى الآن في إقامة شراكات جديدة في مختلف أنحاء العالم وتوسيع وتعزيز الشراكات القائمة”.
وأشار المستشار الألماني إلى أنه في حين تسعى برلين إلى التعاون “حيثما أمكن” مع الصين بشأن قضايا مثل سياسة المناخ، فإن تزايد التنافس النظامي مع بكين يعني أن أوروبا يجب أن تبحث في أماكن أخرى لتنويع سلاسل المواد الخام والتجارة لديها لصالح السيادة الاستراتيجية.
وهذا يعني أن أوروبا تحتاج إلى اتفاقيات تجارية وشراكات أوثق مع دول أمريكا الجنوبية وكذلك الهند وإندونيسيا والمكسيك، ولكن أيضا خارج دول مجموعة العشرين، بما في ذلك إفريقيا وآسيا.
كانت ( صحيفة الوطن المصري ) الإلكترونية قد حذرت في مقال سابق نشر بتاريخ 23 أغسطس الماضي من تصرفات الولايات المتحدة تجاه دول الاتحاد الأوروبي وضرورة إنهاء التبعية والهيمنة الأمريكية وقالت :
« ألمانيا تعتبر من أكبر وأقوي الدول الأوربية في شتي المجالات أو معظمها علي أقل تقدير ، فقد رأينا في صحيفتنا ( الوطن المصري) elwatan elmasry
ضرورةأن نطرح رؤيتنا لتكون استراتيجية التعاون بين مصر وألمانيا قائمة علي استقلالية تامة في القرار السياسي والاقتصادي دون ضغوط من قوي خارجية تسعي دائما الي تقزيم دور الدولتين الكبيرتين بقيود آن الآوان لكسرها والتحرر من نظام العبودية – ان صح التعبير –
ولأننا نتمتع بقدر من الحرية المسئولة فلا غضاضة لدينا في القول بأن دول الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها ألمانيا خضعت لابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية وأصبحت رغما عنها تدور في فلكها حتي وان كان في ذلك ضررا لها وتقزيما لدورها وتقليصا لنفوذها في الشرق الأوسط علي وجه التحديد .
ما الذي أوصل دول الاتحاد الي هذا المستوي من الضعف رغم أنها دولا قوية تمتلك أدواتها وثرواتها ، الا أن الشاهد أنه تم إضعاف دول الاتحاد الأوربي بفعل فاعل ليظل قرارها السياسي مرهونا برغبة ومصلحة البيت العالي في واشنطن ، وهذا ما يفسر حالة الوهن التي يعيشها الآن الاتحاد الأوربي بصفة عامة وألمانيا بصفة خاصة رغم أن الأخيرة دولة عظمي شاء من شاء أن يعترف بذلك وأبا من أبا .
فقط ما ينقصها أن تتحرر ومعها باقي دول الاتحاد الأوربي من قيود الولايات المتحدة الأمريكية التي تعيش أسوأ عصورها بفعل قرارات وسياسات أعادتها للوراء سنوات طويلة ، وإزاء الحالة المتردية التي تشهدها واشنطن ، لابد لدول الاتحاد الأوربي أن تنتهز هذه الفرصة لتحرير قرارها السياسي وسيتبعه حتما تحرير قرارها الاقتصادي .
والبداية هو اعتراف دول الاتحاد الأوربي بدولة فلسطين ذلك الشعب الذي يعاني من مذابح يومية وسط صمت دولي مهين ولا نعفي الدول العربية والإسلامية من جريمة القتل السلبي للشعب الفلسطيني بصمتها .
لن يتم تحرير القرار الاقتصادي في ألمانيا إلا بتحرير القرار السياسي وفك القيود » .
العلاقات المصرية الألمانية .. لا تقدم .. لا تراجع .. أين المشكلة ؟!