بقلم – خالد عبد الحميد
المكان .. قاعة المنارة
الزمان .. الأحد 19 أكتوبر
المناسبة .. الندوة التثقيفية الـ 42 للقوات المسلحة بمناسبة الذكري الـ 52 لانتصارات أكتوبر
بحكم عملنا نلتقي دائما بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة في الندوات التثقيفية التي تنظمها القوات المسلحة وبدعوة كريمة من القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي وبتشريف فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، واستوقفتنا كثيرا الندوة التثقيفية الـ 42 والتي عقدت الأحد الماضي والتي لم تكن كبقية الندوات ، فقد ألقي الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة كاشفة .. صريحة .. وضعت المسئولين في مصر أمام مسئولياتهم أمام الله .
رسالة السيسي كانت موجهة لكل مسئول يتولي موقع مسئولية في مصر بداية من رئيس الجمهورية وحتي أصغر مسئول .
لم تكن كلمة الرئيس كبقية الكلمات استشعرنا ونحن نصغي إليها أنها تخرج من قلب مسئول يتحمل مسئولية كبيرة أمام الله .. هكذا قال الرئيس أمامنا في المنارة وأمام جموع المصريين الذين كانوا يتابعونه عبر الشاشات والإذاعة المصرية .

قال أنه مسئول أمام الله وأنه يوما ما سيلقي الله وأنه أعد العدة لهذا اليوم – أطال الله في عمره –
أطلق الرئيس رسالة تحذيرية.. حذر فيها كل مسئول يحمل أمانة ومسئولية أن يراعي الله فيها وأن يتذكر دائما أنه محاسب أمام الله وسيسأل عن الأمانة التي حملها .. حافظ عليها أم أهمل فيها ؟ .
وقد استدل الرئيس في رسالته بعدد من الوزراء علي سبيل المثال ليؤكد أن كل مسئول سيحاسب مهما كان حجم التقصير أو الخطأ لأن الأمر يتعلق بحقوق العباد ، واذا كان قد نجح المسئول في الإفلات من العقاب في الدنيا فإنه لن يفلت من حساب وعقاب رب العباد .
أصدقكم القول .. لقد هزتنا بقوة كلمات الرئيس السيسي وشعرنا بأنه أطلق سهما في قلب كل مسئول تولي المسئولية ولم يكن أهلا لها ، إما لتقصير منه أو فساد شاب عمله .
الرئيس تحدث بلسان كل مصري لم يستطع الحديث ربما خوفا من عواقبه ، حتي جاء الرئيس ليتحدث بلسانه وكأنه يقول لشعبه : أشعر بما تشعرون به وأحزن لما تألمون منه .
حتي قضية رفع الأسعار لم يتجاهلها الرئيس وتصدي لها رافضا أن يترك رئيس مجلس الوزراء في مرمي النيران ، حيث أكد سيادته أن تحمل مسئولية أكثر من 110 مليون مواطن ليست بالهينة في ظل ضعف الموارد والحرب الاقتصادية التي تتعرض لها مصر ، ومن بينها التراجع الكبير في إيرادات قناة السويس بسبب الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط .
وضعف الإنتاج وتراجع التصدير ، بالإضافة إلي التهديدات التي تتعرض لها الدولة عبر حدودها الأربعة وما يستلزم ذلك من استعدادات وتجهيزات تكلف الدولة مبالغ باهظة .
كلمات الرئيس لابد أن تكون دستورا يسير عليه المسئول ويطبقه في المرحلة المقبلة .
عتابنا شديد علي الوزير الذي تخلي عن مسئوليته واهتم بالرد علي منتقديه بتصريحات غير مسئولة ألهبت مشاعر وغضب المواطنين ، وعتابنا أشد علي المحافظ الذي ترك الحبل علي الغارب لرؤساء الأحياء والمدن يعيثون فسادا أو تقصيرا في مدنهم وأحيائهم ولم يحاسبهم، وعتابنا شديد علي المسئول أو الجهة التي رشحت واختارت نوابا عن الشعب بعضهم ليس فوق مستوي الشبهات ، بل لديه كم من المخالفات والتجاوزات والجرائم وسعي للحصانة للهروب من المسئولية والعقاب ، وعتابنا علي الإعلامي الذي ارتضي لنفسه العمل في خندق معاد للدولة مقابل حفنة من المال ( الحرام) ، يستوي معه في ذلك الإعلامي الذي يري الحقيقة ولا يعلنها حفاظا علي مكتسباته الخاصة .
كلمة الرئيس كانت فاضحة لكل المقصرين .. ناصفة لكل المواطنين .. شافية لكل المرضي الذين يعانون من طاعون الفساد.
بقي أن نؤكد علي حقيقة كنا نعلمها وتأكدت في كلمة السيد الرئيس خلال الندوة التثقيفية الأخيرة وهي أن هذا الرجل الذي تعرض لظلم كبير علي مدار السنوات الماضية .. لديه من الحكمة والصبر والشفافية والمكاشفة ما يجعله وبحق زعيما وقائدا ورئيسا لكل المصريين .
تحمل ما لم يتحمله بشر وكان رهانه دائما علي وعي الشعب .. فاستحق الدعم والمساندة التي كانت وستظل حائط صد منيع أمام كل من يفكر في التطاول أو المساس بزعيم مصر .
وعلي المسئولين في بلادنا أن يتخذوا الرئيس قدوة لهم .. وقتها ستتغير مصر للأفضل ، علينا أن نحسن الاختيار ، ثم الاختيار ، ثم الاختيار في كافة المواقع والمناصب بعد أن فشل أهل الثقة في تحمل المسئولية ، نحتاج وبحق إلي من يمتلك الحسنيين ( الثقة والخبرة ) ومصر ولاّدة ولديها الكثير والكثير من الخبرات والوطنيين الذين يعشقون تراب الوطن ولكن أعيننا لا زالت بعيدة عنهم .
عتابنا علي الجهات التي تختار المسئول ثم نكتشف بعد ذلك أنه ليس أهلا للمنصب أو الموقع الذي تم اختياره له.
لا خير فينا ان لم نقولها .. فمن يحب هذا الوطن يجب أن يواجه السلبيات بقلم محارب من أجل الإصلاح وليس الهدم .
ربما تكون رسالة الرئيس الفرصة الأخيرة للمسئول المتقاعس أن يعيد ترتيب أولوياته والاهتمام بمسئولياته قبل أن يُحاسب في الأرض وفي السماء .
حفظ الله الجيش والشرطة .. حفظ الله مصر
بوابة الوطن المصرى أجرأ موقع عربى

