الثلاثاء, 21 أكتوبر, 2025 , 7:08 م
د. هانئ النقراشي

مستشار رئيس الجمهورية يكتب لـ ( الوطن المصري ) : أوروبا تقاطع غاز روسيا والبديل كهرباء صحراء إفريقيا

بقلم : د. هانئ محمود النقراشي

أعلنت اليوم 20 أكتوبر 2025 المفوضية الأوروبية أنها  قررت منع استيراد الغاز الروسي – وهو يعادل 30% من واردات الاتحاد الأوروبي – تدريجيا إلى نهاية 2027.

وينتظر أن يوافق البرلمان الأوروبي على هذا القرار رغم رفضه من دولتي المجر وسلوفانيا.

وهذا معناه أن خط الكهرباء عن طريق إيطاليا الذي بدأت الدراسات الخاصة به الأسبوع الماضي يجب أن يكون جاهزا للعمل في منتصف 2027.

وزير الكهرباء الأسبق، المهندس ماهر أباظة، رحمة الله عليه، كان له نظرة ثاقبة للمستقبل. وبناء على هذه النظرة المدعومة بعلمه كان تخطيطه للكهرباء صحيحا، فلم يحدث في عهده ما يسمى “تخفيف الأحمال” لأنه كان يعرف أن قطع الكهرباء يتسبب في تقليص الناتج القومي (حسب حسابي أيامها أربعة أضعاف ثمن وحدات توليد للطوارئ) ولذلك يعتبر قطع الكهرباء هو أعلى “حمل مالي” على الاقتصاد الوطني في مثل هذه الظروف (نقص الموارد المالية).

لذلك عمل الوزير الحالي د. محمود عصمت على ضمان إمداد الوقود إلى محطات الكهرباء مع تفادي سياسة “قطع الكهرباء” (وهي الصفة الحقيقية لتخفيف الأحمال)

رؤية المهندس ماهر أباظة للمستقبل كانت مبنية على الابتعاد التدريجي عن الوقود التقليدي لتوليد الكهرباء واستبداله بالطاقات المتجددة، أساسا أشعة الشمس من شمال إفريقيا والمياه من السدود على أنهار وسط إفريقيا وعلى رأسهم سد إنجا في جمهورية الكونغو.

المهندس ماهر أباظة ألقى في مؤتمر عالمي في باريس سنة 1994 محاضرة عن رؤيته للربط الكهربائي بين قارات إفريقيا وأوروبا وأسيا مدعمة بالخرائط التي  تبين مقصده.

اجتهدت في البحث عن هذه المحاضرة حتي وجدتها في الإنترنت في أجزاء متفرقة، فجمعتها  ونشرتها في صفحتي الالكترونية حيث كنت أخذت منه الإذن بالنشر مسبقا، وذلك لأني وجدت أنه من واجبي الحفاظ على هذا التراث العلمي الراقي.

ولا يخفى أن تركيا وإسرائيل تسعيان لاحتلال صفة “المركز الإقليمي لتوزيع الكهرباء” بين قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا ولكن مصر هي وحدها التي تتمتع بالإشعاع الشمسي الكافي الذي يمكنها بفضل خميسة من تصدير كهرباء لها الصفات:

  • ميسورة التكلفة
  • نظيفة في إنتاجها
  • مأمونة في استعمالها
  • مضمونة في إمدادها
  • مستدامة في مستقبلها

اترك رد

%d