كتبت : أمل أبوزيده
انتشرت في الآونة الأخيرة مبادرات لمنع الشبكة في اتمام الزواج، بحجة أن جرام الذهب وصل إلى ٤٠٠ جنيه، وكانت شظايا تلك المبادرة من أهالي الصعيد حيث أقدم مجموعة من شباب الكرنك بالأقصر، والقرى المجاورة، بالاتفاق لمحاربة المغالاة في المهور، وتكاليف الزواج التي تسببت في عزوف الشباب عن الزواج، مما أدى إلى عنوسة الكثير من الفتيات.
وبدأت المبادرة بالتنفيذ بالفعل بالاتفاق على إلغاء الشبكة مهما كان مستوى الرجل المادي، فلا يقوم بشرائها لكي تكون عادة على أهل الصعيد كلهم، وهي عدم المطالبة بالذهب في مراسم الزواج هناك، وأن من يخالف الاتفاق ستكون عليه غرامه مادية لا تقل عن 10 ألاف جنيه.
وإلى رجال الصعيد اقول بأي حق تمنعون نسائكم من حقهم الشرعي إجبارًا وليس اختيارًا، بحجة تسهيل الزواج، فمن المفترض أن من يوافق على تلك المبادرة أن ترجع لحريتة، ومن لم يوافق فهو أيضًا أمر راجع لاختياره.
قال الله تعالي في كتابه العزيز “ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا أتيتموهن أجورهن فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة”.
والمقصود بقوله تعالى بأجورهن هي المهور التي تدفع للمرأة قبل الزواج، ويؤخذ من هذا المهر قيمه ما يستلزم لشراء الذهب الذي فرضه الله تعالى على الرجل عند الزواج، ولكن كل منهم بما استطاع.
فالزواج اليوم أصبح بمساعده كلا الطرفين وليس الرجل فقط فأهل الزوجة يساعدون بما يستطيعوا من تجهيز المنزل والعفش وحفل الزفاف، وأيضًا في شراء الذهب وذلك كله لتيسير وتسهيل الزواج على الرجل فما رأيكم أن نجعل الشبكة على العروسة ….!!.
من وجه نظري الشخصية أنا لست مع تلك المبادرة شكلًا وموضوعًا، وخاصة في مثل هذه الأيام التي أصبح فيها الطلاق أسهل وأسرع من قبل.
وإلي المرأة اقول إذا تنازلتي من البداية عن مهرك، ومؤخرك وشبكتك، سوف تكوني عرضه أسهل للطلاق وذلك وفقًا لمبدأ “الي بيجي سهل بيروح سهل”.
ولكن معني كلامي ليس المُغالاة في المهور ومؤخر الصداق فيجب التيسير والتسهيل، وخاصة إذا كان الرجل على دين وخلق وفقًا لقوله صلى الله عليه وسلم :- “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه”.
فمهرك عزيزتي هو حقك الشرعي الذي أحله الله لكي تكوني عزيزة غالية ليس الغرض منها الماديات، وإنما إحساس الرجل بمسؤليته تجاه الزواج، فإذا تزوج بلا مهر بلا ذهب وبلا مؤخر فمن السهل أن يتزوج بأخريات وينفصل عنهن لأنهم بلا ثمن ووصالهم كان سهلًا.
فانا أطالب بدفع المهور التي تؤخذ منها قيمة الذهب ولكن في النطاق المسموح لإمكانيات الرجل ولو بلغ ثمن الجرام ألاف الجنيهات.
الخيانة
لون الخيانة أسود هكذا تخيلته ربما لأنها لاتعيش ولا تنمو إلا في الظلام.
الخيانة هي شعور مؤلم لا يشعر به إلا من تذوقه فعلًا، ربما عجزت كلماتي عن وصف مدى ألمه، ومايترتب عليه.
فبعد أن تجعل شريك حياتك ملكًا في قلبك، وتاج مرصع بالألماس، على رأسك وتبني من أحلامك قصور من الأماني مع ذلك الشخص الذي تمناه قلبك إلى أن تتحول تلك المملكة إلى صحراء جرداء قاتمة السواد لا يسكنها إلا كل ألم وآسى بعد معرفة خيانة الشريك.
المُبكي المؤسف في الأمر هو أن يحلل الخائن تلك الخيانة لنفسه ويجعلها خيانة مشروعة، سواء الطرف الآخر كان مقصرًا أم لا، فنجد أن كثير من الرجال يحللون خيانتهم لنساءهم إما أنها امرأة محبة للنكد والكآبة، أو أنها مقصرة في حقوقه الزوجية، أو أنها لاتهتم سوى بابناءه لنجده يصدق بنفسه بأن له الحق لمعرفة أخريات عليها بسبب تقصيرها .
وأيضا نجد آخرون يعانون من نقص في رجولتهم ويقوم بتعويضه بمعرفة تلك وهذه، لكي يثبت لنفسه أنه رجل ذو قيمة ومرغوب من النساء.
ونجد آخر زوجته لا غبار عليها شكلًا ومضمونًا واهتمامًا إلا أن عِلته أنه فقط يتسلى، وأنها هي التي بالقلب والوجدان.
كثيرة هي تشريع واستباحه الرجال لخيانتهم، لكن المؤسف هو أنه أصبح أمرًا طبيعيًا، لا يخلو منزل أو أسره إلا وبه خائن أن لم يكن الزوج فالأب فالأخ أو حتى الابن.
كل ماتحدثت عنه ليس بجديد فأغلب الرجال من طبعهم الخيانة، ولكن من المحزن المبكي هي خيانة النساء لأزواجهن فكثيرًا كنا نسمع عن خيانة الرجل لكن في زمننا هذا أصبح من الكثير أن نسمع عن خيانة النساء وبكل بساطة يكون مبررها أنه رجل لا يستحق الوفاء ولا الإخلاص ومنهن من تتباهى أمام صديقتها بمعرفتها لهذا ومرافقتها مع هذا.
تعتمد إسناد لفظ خيانة مشروعة في مقالي هذا لأن كل طرف من الأطراف رجل أو امرأة علي حدٍ سواء يحلل تلك الخيانة وكأنها حق وأمر مشروع له.
من أهم اسباب الخيانة في نظري :
الانفتاح التكنولوجي الذي نعيشه اليوم الذي سهل التواصل بين الأفراد فهو أيضًا سهل الخيانة إلى حد كبير فنجد أن العلاقة من الممكن أن تصل إلى حد العلاقة الكاملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دون أن يرى الأفراد بعضهم في الواقع.
أيضًا غياب تعليم الدين الصحيح له آثر واضح في ذلك فلا يوجد دين في المدارس ولا الجامعات، ولا حتى في كثير من البيوت، فأصبحت الخيانة أمر سهل حتى وأن عرف الفرد عقوبته السماوية من الله سواء علي الرجل أو المرأة.
أيضًا التربية لها عامل في ذلك فمن المستحيل تجد بيت يعلم ويربي على دين الله ويخرج منه خائن لشريعته.
أيضًا – وذلك من رأي الشخصي – الانفتاح الزائد في الفترة الأخيرة للمرأة وذهاب حياؤها وحريتها المفرطة في ثيابها وكلامها فهي أما أن تجعلها خائنة لايهمها شئ، أو تجعلها تلتف كالأفعي على أحد الرجال المتزوجين كي تصل إلى مصالحها منه دون أدنى مشكلة.
لدي قناعة تامة بأن ليس كل الذين يخونون لا يحبون، ولا كل الذين يحبون لايخونون، فالبعض يخون رغم الحب والبعض يحب رغم الخيانة، فنحن أصبحنا في عالم متناقض تمامًا وأصبح الحب الحقيقي نادر الوجود ولا نسمع عنه إلا في كلمات الأغاني والأفلام الرومانسية.
إذا مزقت قلبي فلا تتحدث عن الحب لأن الحب بريء من الخونة..وفي النهاية سيظل سؤالًا يلاحقني ولا اجد له إجابة .. لماذا نخون !!!
أرجوكم ، أقنعوني بأي شيء إلا الخيانة، لأنها تحطم القلب وتنزع الحياء من أحشاء الروح.