كتب – خالد عبد الحميد
ألقي السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عمان بالقاهرة كلمة في مؤتمر (عُمان مصر.. أرض الفرص) والذي عقد بالقاهرة، جاء بها :
يُسعدني أن أرحُب بكم في مؤتمر (عُمان مصر.. أرض الفرص)، الذي ينعقد بالتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني لبلدنا العريق سلطنة عُمان الذي يمضي تحت قيادة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعُظم / حفظه الله ورعاه، على ثوابته الراسخة، وتراثه الإنساني وقيمه النبيلة، ومواكبة تطورات العصر بمختلف الميادين، وتحقيق طموحات المواطن العماني في مستقبل مليء بالنجاح، مُورقٌ بالرفاه، واعدٌ بمزيد من الاستقرار والازدهار والرخاء.
أصحاب السعادة .. الحضور الكريم
تتمتع سلطنة عمان بجميع المزايا الاستثمارية التي تجعلها بيئة حاضنة لمختلف الاستثمارات، فقد حباها الله بنعم الأمن والاستقرار السياسي ومقومات استثمارية فريدة من موقع جغرافي متميز مُطل على ممرات بحرية دولية وإقليمية يجعلها أرضًا بكرًا لأنشطة السياحة واللوجيستيات والنقل والإسكان والأمن الغذائي والتعدين والصناعة خاصة في في ظل برنامج “إقامة مستثمر” الذي يُمنح بموجبه المستثمرون الأجانب حق الإقامة الطويلة في سلطنة عمان، فبلادنا تُرحب بجميع المستثمرين وتعتبرهم شركاء في التنمية، يساهمون في نقل الخبرات والتقنيات الحديثة، وفتح آفاق أوسع وأسواق جديدة للمنتجات العُمانية.
الحضور الكريم
لقد قطعت البلاد خطوات سريعة تحت قيادة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعُظم / حفظه الله ورعاه، إذ نجحت في تعزيز الإيرادات غير النفطية إلى 65% من الناتج المحلي الإجمالي وانخفاض الدين العام إلى نحو 35% وهي مؤشرات تؤكد صلابة الاقتصاد العماني وثقة المستثمر والمؤسسات الدولية في ادائه، وتوسيع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد، ودعم نمو الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في إجمالي الاستثمارات إلى النسبة المستهدفة 60%، بجانب تدشين مشاريع إستراتيجية بارزة في مجالات المصافي النفطية، والأسواق المركزية، ومجمعات تعليب الأسماك، والطاقة المتجدّدة والابتكار التكنولوجي، والتعدين والسياحة والعقار.
وشهدت البلاد تعديلات تشريعية وقانونية وقرارات مشجعة للاستثمار ، من بينها تطبيق نظام اقتصادي حر يسمح للأجانب بتملك المشروعات بنسبة تصل إلى مئة بالمئة، دون قيود على تحويل الأموال أو عقبات في توجيه الأرباح للخارج، بجانب أسعار خدمات تنافسية وإعفاء ضريبي لمدة خمس سنوات قابل للتمديد وفق شروط معينة، فضلاً عن عدم وجود ضريبة دخل على الأفراد، وتوحيد المعاملة الضريبية على جميع الشركات والمؤسسات العمانية والأجنبية لتكون اثنا عشر بالمئة سنويًا فقط.
الأخوة والأخوات
نستهدف في مؤتمرنا اليوم تعزيز العلاقات بين عُمان ومصر، تحقيق التكامل بين البلدين لا التنافس بينهما، ومساهمة الأشقاء بمصر في مرتكزات وأهداف “رؤية عُمان 2040″، وكذلك مساهمة المستثمرين العمانيين في الخطة المصرية 2030، بما يحقق مستقبل أكثر ازدهارًا يواكب تطلعات الشباب وطموحات المجتمعين العماني والمصري، ومواجهة التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية المشتركة، فالعلاقات “العمانية ــ المصرية” تنطلق من أواصر تاريخية، وترتكز على قناعة راسخة بالمصير المشترك والرؤية الموحدة لخدمة الإنسان والأوطان وسلام الإنسانية.
ونتطلع من خلال اللقاء المباشر بين المستثمرين العُمانيين وأشقائهم المصريين في تكرار التجارب الناجحة التي تم تحقيقها على مدار السنوات القليلة الماضية، مثل مجموعة طلعت مصطفى المصرية التي تتولى تطوير مشروعين بشكل متزامن على غرب العاصمة مسقط باستثمارات تصل إلى 1.5 مليار ريال، وشركة “الأهلي ــ صبور” التي تستثمر بمشروع “وادى زها” بمدينة السلطان هيثم باستثمارات 90 مليون ريال عماني، وغيرها من الشركات المصرية العريقة التي تعمل بمجال البنية التحتية والمرافق.. وهي تجارب نستهدف تكرارها في البلدين اللذان يجمع بينهما مصير مشترك وتوافق على تحقيق التنمية والرفاه لشعبيهما.
في ختام كلمتي، أحيي هذا الحضور الكريم تحية تليق بمقامكم وبعمق ما يجمعنا من وشائج المحبة والأخوة، نلتقي اليوم على أرض تصافحت فيها القلوب قبل الأيادي، نقف أمام تاريخ علمنا أن الأوطان تسمو حيث تتعاون، وأن الآفاق تتسع حيث تتقارب الارادات، وأنني على يقين بأن ما يربط بلدينا الشقيقين من علاقات راسخة، وما يجمع قيادتينا من رؤية موحدة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً، سيظل بوصلة لدينا إلى تعاون أعمق وعمل أوثق وطموحات نتوجها واقعاً يليق بشعوب بلدينا. فلتكن خطواتنا القادمة امتداداً لهذا الحضور المبارك ولتكن جسور الأخوة بيننا أكثر رسوخاً وتعاوننا أرحب افقاً، تحقيقاً لما نصبوا إليه جميعاً واستلهاماً لتوجهات قادتنا الذين لا يدخرون جهداً في سبيل رفعة أوطاننا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



بوابة الوطن المصرى أجرأ موقع عربى

