بقلم – خالد عبد الحميد
لا صوت يعلو فوق صوت دراما انتخابات مجلس النواب 2025 نظرا لما شهدته من أحداث جسيمة أثرت علي مجريات هذه الانتخابات وبالتالي نتائجها ، الأمر الذي استدعي تدخل رئيس الجمهورية شخصيا لضبط إيقاع هذا الاستحقاق الذي شابه قصورا وتجاوزات فجة ، قررت معه اللجنة العليا إلغاء الانتخابات في 19 دائرة في مرحلتها الأولي .
عدد كبير من المواطنين طرح سؤال ربما يكون تهكميا مفاده : هل كان سيتم اتخاذ قرارا بإلغاء الانتخابات في 19 دائرة انتخابية لولا تدخل رئيس الجمهورية وإصدار توجيهات في هذا الشأن ؟ الإجابة نتركها للقراء.
وهنا وأمام هذه الأحداث تولد اعتقادا لدي المواطن المصري قد يكون صحيحا وهو أن أي مشكلة تحدث لن يتم حلها إلا بتدخل الرئيس وتلك مصيبة كبري .. ليس لتدخل الرئيس فيها ولكن لفشل المسئولين في مختلف مناصبهم في حل مثل هذه المشاكل وإدارة دولاب العمل داخل الدولة .
وهل هناك دولة في العالم ( أول وثاني وثالث ) تنتظر تدخل رأس الدولة والرجل الأول في كل كبيرة وصغيرة ؟ .. نعم في مصر يحدث ذلك وهو أمر يرهق رئيس الدولة كثيرا وهو المفروض أن يتدخل في الأمور الهامة والعامة التي تتعلق بأمن واستقرار واقتصاد الدولة وعلاقاتها بدول العالم الأخري ( تدخلا استراتيجيا ) .
هذا الاعتقاد جعل المواطن يلجأ للرئيس في كل كبيرة وصغيرة متجاهلا أصحاب المعالي الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات والأحياء والمدن بعد أن تولد لديهم يقينا كما سبق وأوضحنا أن المشكلة لن يحلها إلا الرئيس ، فعندما يصدر رئيس الجمهورية توجيها تتحرك كافة مؤسسات الدولة ويتم حل المشكلة في ساعات وهي التي ظلت سنوات أو شهور حبيسة أدراج ( المسئولين ) حقيقة مؤلمة ولكن لابد من ذكرها اذا كنا نحرص علي تقدم هذا الوطن ورفعته .

نحن نتحدث بصراحة وشفافية لا تخلو من الجرأة في انتقاد المسئول لأننا نؤمن بأن النقد البناء متاح ومباح ومحمود في مصر وتدعمه أجهزة الدولة السيادية التي نعاونها في كشف السلبيات والقصور بهدف الإصلاح عكس أقلام أخري موجهة تستغل أي حدث أو سلبية لبث سمومها وهدم مؤسسات الدولة .. شتان بين هذا وذاك .
وعودة للأحداث التي شهدتها المرحلة الأولي من انتخابات مجلس النواب والتي استلزمت تدخل الرئيس شخصيا لضبط ايقاعها وحث المواطنين علي اختيار الأصلح وليس الأغني .
كان من نتيجة ذلك تحريك المياه الراكدة لدي المصريين في الخارج وعددهم يربو علي الـ 12 مليون مصري يعشقون تراب الوطن .
بدأت الاستغاثات والمظالم ترفع لرئيس الجمهورية يستغيثون بسيادته من سوء اختيار من يمثلهم في الخارج وانتقائية الأحزاب التي وضعت علي قوائمها شخصيات كممثلين عن المصريين في الخارج ليسو منهم ولا يعلمون شيئا عن مشاكلهم وقضاياهم.
لقد فقد التشريع بالنص علي وجود ثمانية أعضاء في البرلمان ممثلين عن المصريين في الخارج أهميته وقيمته وهدفه بسبب التلاعب الحزبي الفج .
لقد صفقنا للمشرع عندما أقر بوجود ممثلين عن المصريين في الخارج بالمجالس النيابية لربط المغتربين بالوطن الأم وإشعارهم أنهم لا يقلون وطنية عن المصريين في الداخل .. لهم ما لنا وعليهم ما علينا .. كان الهدف أيضا من التشريع تشجيع المستثمرين المصريين المقيمين في الخارج علي ضخ استثماراتهم داخل مصر عن طريق همزة الوصل وهم النواب الثمانية ولكن التجربة فشلت .. أفشلها الطالح من أصحاب المصالح الذين يكنزون الذهب والفضة بإسم الوطن .
واستدلالا علي ذلك نسترشد برسالة استغاثة واحدة من بين عشرات الرسائل التي بعث بها مغتربين من بينهم مواطن مصري في الخارج يستنجد فيها بالسيد الرئيس جاء بها :
( فخامة السيد رئيس جمهورية مصر العربية
تحية طيبة واحتراماً،،
نتشرف بأن نرفع إلى سيادتكم هذا الخطاب نيابة عن عدد من أبناء الجاليات المصرية بالخارج، معبّرين عن كامل تقديرهم للدور الذي تقوم به الدولة المصرية في تعزيز التواصل مع المصريين خارج الوطن، والحرص المستمر على دعمهم وتمكينهم.
وفي ضوء العملية الانتخابية الأخيرة، ومع إعلان نتائج المقاعد المخصّصة لتمثيل المصريين بالخارج والتي حُسمت هذا العام بالتزكية، يود العديد من أبناء الجاليات — بكل احترام — التأكيد على رغبتهم في تعزيز مشاركتهم الفعلية في مثل هذه الاستحقاقات مستقبلاً، بما يعكس مكانتهم ودورهم الوطني.
إن المصريين بالخارج يمثلون رصيداً كبيراً للدولة المصرية، سواء من حيث دعمهم للاقتصاد الوطني أو ارتباطهم العميق ببلدهم الأم، كما أن مشاركتهم في الحياة العامة تُعد ركيزة لتعميق الروابط بين الوطن وأبنائه في مختلف دول العالم.
ومن هذا المنطلق، نلتمس من سيادتكم التفضل بالنظر في إمكانية:
- تطوير آليات التواصل المباشر بين ممثلي المصريين بالخارج والجاليات،
- إتاحة مساحات أكبر للاستماع إلى احتياجاتهم وتحدياتهم الحقيقية،
- تعزيز مشاركة المصريين المقيمين خارج البلاد في عملية اختيار ممثليهم مستقبلاً، بما يدعم شعورهم بأن صوتهم مسموع ويتم أخذه في الاعتبار ضمن مسار الدولة.
ونؤكد في هذا الخطاب أن الهدف ليس الاعتراض، بل التعبير الراقي والمسؤول عن رغبة وطنية صادقة في تعزيز المشاركة، وتقوية الجسور بين المصريين بالخارج والدولة المصرية تحت قيادتكم الحكيمة.
مع خالص التقدير لجهود سيادتكم في خدمة الوطن،
ودعواتنا المستمرة بدوام الأمن والاستقرار والنجاح لمصر وشعبها.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير
( مواطن مصرى بالخارج )
إلي هنا انتهت رسالة مواطن مصري مقيم في الخارج ونحن بدورنا ننقل هذه الرسالة كما هي ونضعها علي مكتب السيد الرئيس بعد أن فشل مسئولين سابقين في التعاطي مع قضايا المصريين في الخارج .. تلك القضايا التي اقتحمها مؤخرا الوزير الكفء بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج والذي يحتاج إلي دعم من كافة مؤسسات الدولة المعنية حتي ينجح فيما فشل فيه السابقين .
مصر تحتاج إلي 100 ألف مسئول يحبون مصر كحب الرئيس لها ، ويعملون لمصر كعمل الرئيس لها .. يغلبون المصلحة العامة علي مصالحهم الشخصية .. يقطعون الاجازات الطويلة التي منحوها لضمائرهم ، ويحفظون الأمانة التي حملوها وضيعوها .. وقتها سيلجأ المواطن إلي المسئول المباشر عنه في قريته ومدينته ومحافظته واذا استدعي الأمر إلي الوزير المسئول .. ونترك رئيس الدولة لمباشرة المهام الجسام الملقاه علي عاتقه .. هنا سيستقيم الأمر وتنصلح أحوال البلاد والعباد
حمي الله مصر من الأصدقاء قبل الأعداء .. وأعان ولاة أمورنا علي إدارة شئوننا .
والدعم كل الدعم لجيشنا وشرطتنا حماة الوطن في الداخل والخارج
بوابة الوطن المصرى أجرأ موقع عربى

