السبت, 6 يوليو, 2024 , 12:56 ص

بعد كلام الرئيس .. نوبة صحيان لمواجهة حرب الجيل الرابع في مصر

 

 

 

 الرئيس السيسي

تقرير يكتبه – خالدعبدالحميد

كشفت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الإحتفال بمرور عام علي تدشين قناة السويس الجديدة عن حرب الشائعات التي تواجهها مصر من أعداء الداخل والخارج ، وأن الإستماع والإنصات الي مثل تلك الدعاوي الهدامة أمر يشجع طيور الظلام علي المضي نحو ضخ المزيد من الأكاذيب والشائعات بهدف إحداث بلبلة وفتن داخل نسيج المجتمع وشق الصف وضرب الإستقرار داخل البلاد .

أكد الرئيس في كلمته أن الهدم سهل ، وأن التشكيك المستمر في كل إنجاز، أمر غير جيد، لأنه حينما تم تجهيز قناة السويس لتجلب التجارة العالمية، وتم إنجازها في سنة، ظهر من يتحدث ويقول ” القناة بتخسر، الدخل كام وبيروح فين“.

واستطرد السيسي مخاطبا المصريين : “إن البعض يحاول التشكيك في المشروعات، لأنهم مش عايزينكم تحسوا إنكم بتطلعوا لقدام مهما اتعمل .. أنتوا مش واخدين بالكم إن المصريين عندهم قدرة من الوعي والذكاء” .

واستنكر الرئيس محاولات الهجوم والنيل من المشروعات، قائلا: “إيه الحكاية، نحل مشكلة الإسكان الاجتماعي في مصر نعمل مشروع المليون فدان برضه مافيش فايدة، انتبهوا يا مصريين إنت عايز تعمل كل التقدم ده وتحاول تبني مصر، والأمر ده هيمشي كده بالساهل؟، لا هييجي يقولك ارتفاع الأسعار وخلافه.

وأضاف السيسي: إن هناك “تشكيك مستمر” في الإنجازات التي تحدث في مصر، موضحا أنه حين نجحت الحكومة في حل مشكلة الكهرباء، قال البعض إن “الفواتير نار”، “خير في إيه؟، إيه الحكاية؟، حاجة عجيبة بجد، حكاية غريبة”، مضيفا: “كل ما يحدث محاولة لهزيمة الإرادة المصرية

وتابع السيسي، أنه لابد أن نفرق بين النقد البناء والهدام، لو بقول كلام أنا مش متأكد منه يبقى حاجة صعبة أوي، ومصر ستتقدم بأمل شعبها اللي محدش هيقدر يحبطه

وأشار الرئيس، إلى أنه أعطى تعليمات لكل أجهزة الدولة، بضرورة التواصل بين مؤسسات الدولة وبين شعبها، للمزيد من الشرح والتوضيح، لكي لا يعطي فرصة لأحد لتشويه الحقائق والإحباط، وقال إنه أعطى التعليمات بالتزام الشفافية، حتى لا يكون هناك تضليل أو تزييف .

كلمات مهمة أكد عليها الرئيس السيسي في خطابه خاصة ما يتعلق منها بحملات التشكيك وضرب الروح المعنوية للمصريين ، رأينا أن تكون مقدمة لتقريرنا حول ما تتعرض له مصر من حرب شائعات وهي إحدي أساليب حروب الجيل الرابع التي تهدف لتفتيت الدولة من الداخل عن طريق بث الشائعات وازكاء روح الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد والعمل علي الوقيعة بين الشعب وحكامه .

وعن أهداف هذا النوع من الحروب أكد  اللواء أركان حرب هشام الحلبي مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن حرب الجيل الرابع موجهة بالأساس للقطاع المدني وليس للقوات المسلحة علي عكس حروب الجيل الأول والثاني والثالث ، والهدف هو تفتيت مؤسسات الدولة الأساسية والعمل علي انهيارها أمنيا واقتصاديا وتفكيك وحدة شعبها

وأضاف الحلبي: من أهداف حرب الجيل الرابع أيضا فرض واقع جديد علي الأرض لخدمة مصالح العدو ، مشيرا الي أن هذه النوعية من الحروب تسعي الي الوصول بالدولة لحالة الفشل وهو ما يسمي بـ ” تفشيل الدولة ” وفي ذلك يقول الخبير العسكري الأمريكي د. ماكساج مانوراينج ” اذا استخدمت ضد الدولة المستهدفة طريقة تفشيلها جيدا ولمدة كافية وببطء مدروس فيستيقظ عدوك ميتا “.

وقال اللواء أركان حرب هشام الحلبي أن حرب الجيل الرابع التي تستخدم حاليا ضد مصر تعتمد علي التقدم التكنولوجي دون استخدام الأسلحة التقليدية .

أيضا من أساليب حروب الجيل الرابع .. الحرب النفسية المتطورة باستخدام آلة الاعلام والصحافة والتلاعب النفسي واستخدام محطات فضائية لاشاعة الفوضي والفتنة بين النسيج المجتمعي ، فنجد قنوات تكذب وتقوم بتركيب وفبركة صور لدعم هذه الأكاذيب ، وهذه المحطات يتم تمويلها جيدا لتنفيذ المخطط لها في اطار حرب الجيل الرابع .

ومن الأساليب التي ذكرها ايضا مستشار أكاديمية ناصر العسكرية عن تلك الحرب هي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك وتويتر ” وهي وسائل اعلامية غير تقليدية تصل لأكبر شريحة من المواطنين في دقائق معدودة ، بالاضافة الي اختراق وتجنيد التنظيمات داخل الدولة المستهدفة ، مع استخدام تكتيكات حروب العصابات وعمل تفجيرات ممولة بطرق مباشرة وغير مباشرة .

كما يتم تغذية عمليات التمرد للأقليات العرقية والدينية ، وضرب طبقات المجتمع بعضها ببعض

مع الوضع في الاعتبار أن حروب الجيل الرابع تبدأ دون أن يشعر بها أحد ولا الدولة المستهدفة حتي تستيقظ في النهاية وهي ميتة.

وأشار اللواء الحلبي الي أن الحرب النفسية كارثة تدمر الهوية والوطنية والولاء للوطن .

ما يحدث ويدور في المنطقة العربية وخاصة في مصر هي حرب من نوع خاص أطرافها أجهزة مخابرات عالمية في مواجهة جهاز المخابرات العامة المصرية .. الأولي تحاول مجتمعة تنفيذ حروب الجيل الرابع في مصر وتجهز أدواتها ورجالها لإثارة الجماهير مستغلة الأزمات التي تعاني منه مصر كالبطالة والغلاء بهدف الثورة والإنقلاب علي الدولة ، وفي المقابل فان المشهد ليس خافيا علي جهاز المخابرات المصرية ويتعامل معه بمنتهي الجدية والدقة أيضا ، فشاهدنا منذ أكثر من عام آلاف من سيارات جهازالخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة تجوب مدن ومحافظات وقري مصر محملة باللحوم والسلع الغذائية المدعمة لمواجهة موجة غلاء الأسعار وقد نجحت الحملة في وأد الفتنة واستغلال تلك الأزمة في اشعال الجبهة الداخلية في مصر ، اضطر المحتكرين والمغالين في الأسعار من التجار الي النزول بالأسعار لحماية تجارتهم بعد أن انفض المواطنين من حولهم وفضلوا الشراء من عربات الخدمة الوطنية وكذا سيارات وزارة الزراعة والتموين وتدخلت الدولة بحسم في تلك الأزمة حتي أن المواطن لمس هذا الجهد علي الأرض فتم اجهاض المخطط المشبوه لإشعال مصر من بوابة الغلاء .

المهندس اسماعيل أحمد علي رئيس الإتحاد العام للمصريين بالخارج حذر من حملات التشكيك في كل انجاز تقوم به الدولة ، مشيرا الي أن الشعب يعلم جيدا من يقف وراء تلك الحملات المشبوهة ، وعلينا أن الا نعير تلك الشائعات أهمية والا تؤثر علينا ونحن في مرحلة بناء الدولة المصرية .

وأضاف أن اتحاد المصريين بالخارج سيعقد ندوات خارج وادخل مصر لتوعية المواطنين وتفويت الفرصة علي المتربصين ببلادنا خاصة أن تلك الحملات الموجهة ضد الوطن يتم التخطيط والإعداد لها خارج مصر. 

وقال الدكتور عزت قناوي أستاذ الإقتصاد بجامعة كفر الشيخ أن مصر تتعرض لحرب اقتصادية غير تقليدية تستخدم فيها كل الأسلحة المشروعة والغير مشروعة ، بدأت بضرب السياحة المصرية المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية ، ثم التأثير علي تحويلات المصريين بالخارج باستخدام الإغراءات المادية لمنع تدفق النقد الأجنبي لمصر ، مضيفا أن بث الشائعات يؤثر بقوة علي حركة الإنتاج والإستثمار في مصر

وعلينا جميعا أن ننبه لمخاطر السموم التي تبثها ماكينة الشائعات الإخوانية للنيل من الوطن .

كلام الخبراء السابقين خطير ولا يعلمه الكثير من المصريين ، وعلي الجميع أن ينتبه جيدا لمخطط إسقاط الدولة المصرية ، وفي المقابل فإن الإعلام يعتبر جناحا وعنصرا أساسيا لمواجهة هذا المخطط وليس من المقبول أن تستمر حملة شيطنة الصحافة والإعلام والتشكيك في وطنية تلك المنظومة الوطنية ولن يكون من مصلحة مصر شق الصف الوطني واتخاذ الإعلام والصحافة أعداءا للدولة ، كما يسعي ويروج لذلك أعضاء وعناصر الطابور الخامس الذين يخشون علي مصالحهم ومكتسباتهم التي حصلوا عليها في عهود الفساد السابقة ، وهذا لا يجعلنا نغض الطرف عن شرزمة قليلة في الإعلام ابتعدت عن الخط الوطني وراحت تزكي نار الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد .. هؤلاء يجب التعامل معهم بمنتهي الحزم والشدة باعتبار أن مصر تمر بحالة حرب تستلزم منا جميعا الإصطفاف والتوحد لمواجهة الخطر ، أما الغالبية العظمي من الصحفيين فكانوا ولا يزالون هم خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية .

النقد مطلوب ولكن فرق كبير بين النقد البناء الذي يسعي لإصلاح الخطأ وتلافي العيب في إطار منظومة بناء الدولة ، وبين النقد الهدام الذي ينفذ أجندات أجنبية تسعي لهدم الوطن وضرب أمنه واستقراره ، وهو ما أوضحه وأكد عليه الرئيس خلال كلمته مؤخرا في احتفال مصر بمرور عام علي تدشين قناة السويس الجديدة.

اترك رد

%d