بقلم – خالدعبدالحميد
مساء الخير علي كل العرب .. وكل سنة وكل العرب والمسلمين طيبين بمناسبة حلول وانتهاء عيد الفطر المبارك .. انتهت اجازة العيد ، وعلينا أن نواصل العمل من جديد .. ولكن أي عمل يمكن أن يعطيه العرب الأولوية في المرحلة المقبلة .. هل يستأنف العرب عملهم بمواصلة التناحر فيما بينهم .. أم نشاهد إرادة عربية قوية نحو التكتل تحت مظلة واحدة حقيقية .. وأكرر حقيقية .. يمكن من خلالها انقاذ ما يمكن انقاذه في ظل حالة التكالب والسباق مع الزمن من جانب الحلف الصهيوني أو ما يسميه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أهل الشر الذين يسارعون الخطي للنيل من العرب شمالا وجنوبا .. غربا وشرقا حتي باتت كل الدول العربية في مرمي الإرهاب الذي يديره ويرعاه ويدعمه أهل الشر الذين لم يضيعوا الوقت بعد عرقلة مشروعهم الإستعماري في المنطقة العربية في الثلاثين من يونيه 2013 ، فجهزوا الخطة البديلة وبدأو التنفيذ علي الأرض من وقتها .. أغرقوا مصر في سلسلة من الأزمات الداخلية لتفتيت الكتلة الصلبة التي تدعم نظام الحكم .. بدأت التفجيرات في المملكة العربية السعودية ، بالتزامن مع المستنقع اليمني ، وليبيا مشغولة بنزاعاتها الداخلية ومن الصعب أن تعود الي سابق عهدها .. وسوريا تواجه طواغيت الأرض والمئات يقتلون يوميا حتي اقترب عدد قتلي الأشقاء في سوريا من النصف مليون مواطن عربي سوري ، إضافة الي أكثر من 6 ملايين آخرين مشتتين في الأرض ، والرئيس بشار ما زال صامدا لم ينكسر .. وسينتصر ولكن بعد أن تكون سوريا قد أنهكت تماما .. والعراق حدث ولا كذب .. تحولت الي أطلال دولة بعد أن نجحت المؤامرة الصهيونية في تدمير هذا البلد القوي وإعدام رئيسه ، قبل أن يعترف المجرم توني بلير مؤخرا بخطأ غزو العراق ، ولا نعفي الزعماء العرب من المسئولية عما حدث للعراق واغتيال صدام حسين.
واليمن أصبح في طي النسيان .. وتونس ليست بأفضل حالا من سابقيها وما وزالت تعج بصراعات .. والبحرين تواجه هي الأخري تفجيرات إرهابية ، ومعها الكويت .. والسودان تم تفتيتها الي دولتين . ولبنان غارقة في حروب أهلية ، وفلسطين ضاعت بسبب اهلها والخيانة الداخلية والمقاومة المزعومة الموجهة من داخل تل أبيب
من تبقي من العرب .. من نجي من المقصلة ؟!.. ونخشي من نخشاه أن تدور آلة الإرهاب علي العدد القليل جدا المتبقي من الدول العربية والذي لم تطوله يد الغدر بعد وهم( الإمارات والمغرب والجزائر ) حمي الله شعوبها وحكامها.
الخطب جلل .. والخطاب والسؤال للحكام : ماذا تنتظرون حتي تتحدوا في كيان حقيقي يعيد لنا أوطاننا وأراضينا وأهل الشتات الذين يواجهون اقسي صنوف القهر والذل في أوروبا واسيا .
يا حكامنا .. خذوا من لطفي بوشناق الفنان التونسي العربي الوطني الأصيل العظة والنصيحة عندما قال في ملحمته الوطنية ” خذوا المناصب والكراسي بس سيبولي الوطن ” .. الأوطان تضيع يا أصحاب الجلالة والملوك والروؤساء والأمراء العرب .. ولو ظل الوضع كما هو لن تجدوا شعوبا تحكموها ولا أرضا تمارسون عليها سلطتكم وسيادتكم ، فحتما سيأتي الدور ويتم احتلال أراضيكم وتشيت شعوبكم .. هل تقبلون بذلك ؟!
وأود أن استرشد بمقولة لأحد الأصدقاء بعث بها إلينا تجسد الواقع دون رتوش عندما قال : ” مصر تقيم علاقات قوية عسكرية مع روسيا وفرنسا .. أوروبا وأمريكا تعاقب فرنسا ببعض العمليات الإرهابية وعلم داعش يظهر فى المشهد .
مصر تقيم علاقات قوية مع دول الخليج .. أوروبا وأمريكا تعاقب دول الخليج ببعض العمليات الارهابية مثل تفجيرات الكويت والعراق والبحرين حتي ولو كان المنفذ من ذات البلد المستهدفة.
أيران تلعب بأيادى خفية بانفجارات فى السعودية .. واسرائيل تساهم قبل ذلك فى تقسيم السودان وتمول وتدعم جيش جنوب السودان وتقيم له معسكرات فى إرتريا .
مصر تخنق اسرائيل بجسر برى مع السعودية .. واسرائيل تستمر فى تمويل سد النهضة واتفاقيات مشتركة مع اثيوبيا و6 دول افريقية وفي طريقها للحصول علي عضوية الإتحاد الإفريقي ” .
واضح من هذا الكلام أن مصر هي رمانة الميزان والهدف الرئيسي اسقاطها بأي وسيلة لالتهام ما تبقي من البلدان العربية ، ولا يمكن لأحد التذرع بأنه تربطه اتفاقيات مع تل أبيب أو أمريكا ستحميه من الطوفان .. هؤلاء لا عهد لهم ولا وعد ، وحتما سيجهزون علي ما تبقي من الأمة العربية .
يا حكامنا المؤامرة مستمرة .. السيناريو موجود علي الأرض .. والبوصلة تتجه الي من يظن أنه بمنأي عما يحدث .. التفوا حول مصر .. فسقوطها .. سقوط لكم جميعا .. واستمرارها قوية .. فيه القوة لكم جميعا .. هذا هو قدر مصر أن تكون دائما حائط الصد المنيع لحماية الأمة العربية ، لذلك فإن المخطط يستهدف مصر قلب الأمة العربية .. ونختم هذه الإستغاثة بمقولة حاكم عربي يعي جيدا أبعاد المخطط وهو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة عندما قال قولته الشهيرة ” لو سقطت الإمارات وبقيت مصر أهون عليه ألف مرة من سقوط مصر وبقاء الإمارات ، لأنه لوبقيت مصر ستعود الإمارات ولكن لو سقطت مصر سيسقط كل العرب بما فيها الإمارات ” .
يا رب تكون الرسالة وصلت ..
مش مهم مين فينا يبقي الزعيم
فلا زعامة علي أطلال دولة ..
المهم والأهم
هو الحفاظ علي الأوطان والهوية بعيدا عن النرجسية
وأنانية الحكام .