كتب عمر محيسن
دائمًا ما نسمع عن وقوع زلازل مدمرة حول العالم تتسبب في خسائر خيالية، قد تنافس خسائر الحروب في بعض الأحيان، ولكن ما لا نعرفه أن أخطر هذه الكوارث يربطهم شئ آخر غير الخسائر الفادحة أكثر غرابة.
وارتبط تاريخ اليوم، الرابع من فبراير، بكونه تاريخ أكبر وأخطر حوادث الزلازل حول العالم، فبشكل غريب وقعت أحداث أكثر الزلازل مأساوية في هذا التاريخ، فقد حصدت زلازل هذا التاريخ وحدها أكثر من 200 ألف روح.
اختلف الزمان والمكان والحدث واحد
وكان أقدم هذه الحوادث ولعله أولها هو زلزال جزيرة صقلية،عام 1169، والذي حصد 24 ألف روح، وبعد ما يقرب من 6 قرون وقع آخر مدمر بمدينة ريومبامبا في الإكوادور والذي حصد 40 ألف، وسبقه بسنين بسيطة، عام 1783، زلزال في كالابريا في إيطاليا يؤدي إلى مقتل 50 ألف شخص، اشتركوا جميعًا بتاريخ الرابع من فبراير.
زلزال جواتيمالا يحصد أرواح المواطنين أثناء نومهم
في عام 1976 ضرب جواتيمالا زلزال بقوة 7.5، على مقياس ريختر، وقع مركزه قرب قرية لوس أماتيس، على الجانب الشرقي من صدع مواجوا، والذي يعد جزء من الحدود بين الصفيحتين التكتونيتين الكاريبية والأمريكية الشمالية، على بعد 160 كم من جواتيمالا العاصمة.
حدث الزلزال قرب الفجر، الساعة 3:01 تمامًا بالتوقيت المحلي، آثناء نوم المواطنين، وهو ما يفسر ارتفاع حصيلة القتلى والذي وصل إلى 23 ألفًا وإصابة حوالي 76 ألفًا أخرين.
وقد استمر الزلزال لمدة 39 ثانية تسببت في تمزق مرئي لمسافة 230كم على طول صدع موتاجوا، بينما قدرت مسافة الصدع بعد إحدى توابع الزلزال بـ300كم، وكان التمزق بمساحة 100سم أفقيًا و 326سم رأسيًا.
عانت كل مدن الدولة من هذا الزلزال، فتدمرت معظم بيوت الطوب اللبن في مدينة جواتيمالا، وترك الآلاف بلا مأوى، وقطع التيار الكهربي ووسائل التواصل لأيام.
وتبعت الضربة الأولى لهذا الزلزال المدمر بآلاف التوابع، وقد تسببت أقواهم بإحداث خسائر إضافية وزيادة في تعداد الوفيات.
إخلاء سريع بقرار شجاع ينقظ مدينة هايشينج الصينية
في عام 1975، ضرب زلزال مدينة هايشينج الصينية بقوة 7.3، على مقياس ريختر، والذي تسبب في دمار كامل للبنية التحتية وممتلكات المدينة، وكانت تحتوي المدينة على مليون ساكن في هذا الوقت، وقد عُرف هذا الزلزال بأنه أحد الزلازل القليلة التي تم فيها إجلاء السكان بنجاح، بناءًا على توقع صحيح.
ففي الصباح الباكر أمرت السلطات الصينية مدينة هايشينج بالإجلاء الفوري، واثقين من إحتمالية كبيرة لحدوث زلزال، وقض بني هذا التوقع على تقارير تفيد بتغييرات في المياه الجوفية وارتفاعات التربة خلال الشهور الأخيرة، وأيضًا تقارير على نطاق واسع عن تصرفات غير اعتيادية وغريبة من الحيوانات بداخل المدينة.
بالرغم من نجاح إخلاء معظم تعداد سكان مدينة هايشينج، إلا أنه لقي 2.041 شخصًا مصرعهم، حين ضربت الهزة الرئيسية في تمام الساعة 7:36 مساءًا، وإصابة 27 ألفًا آخرين، ولكن على أية حال، فقد كانت حصيلة الموتى أقل بكثير مما قدرته السلطات بوقوع 150 ألف حالة وفاة، إذا لم يتم إخلاء المدينة.
أقواهم .. زلزال ألاسكا يتسبب في موجة تسونامي
في عام 1965، وفي نفس اليوم المشهود، ضرب زلزال بقوة 8.7، على مقياس ريختر، «راتس أيلاند» بألاسكا، في تمام الساحة السابعة مسائًا بالتوقيت المحلي، والذي يعد من أقوى زلازل التاريخ، وتسبب في موجة تسونامي بطول 10 أمتار على جزيرة شيميا، ولكنه سبب تلفيات بسيطة.
تسببت الهزة الأرضية بتمزق بطول 600كم على حدود الصحن، حب ما تم تسجيله عقب هزات التوابع، وتسببت موجة التسونامي، الناتجة عن هزة الـ8.7، عن خسائر بمقدار 10 ألاف دولار على جزيرة أمشيتكا، وقد سجلت خسائر طفيفة، نتيجة للهزة، على جزيرتي آتو وشيميا.
وقد تبعت الهزة الرئيسية هزة أخرى بقوة 7.6، على مقياس ريختر، بعد شهرين تقريبًا، والتي تسببت في موجة تسونامي أخرى صغيرة، ولم تكن تبعة لههذا الزلزال ولكنها كان حدث طبيعي على هذا الصدع بعد تلك الهزة.
زلزال أفغانستان يحصد الأخضر واليابس
تعرض شمال أفغانستان عام 1998 لزلزال بقوة 5.9، على مقياس ريختر، وكان مركزه يقع بولاية تخار قرب الحدود الافغانية الطاجيستانية، واستمرت هزات التوابع لمدة أسبوع كامل.
لقي 3230 شخص مصرعهم جراء الهزة، وقد ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 4 ألاف، وأصيب 10 ألاف آخرين، وتشرد أكثر من 15 ألف مواطن وتدمرت العديد من القرى بالكامل، ودمر 15 ألف منزل بسبب الإنزلاقات الأرضية جراء الهزة، ونفق ما يقرب من 7 آلاف رأس ماشية.
ذكريات الرابع من فبراير الزلازل اليوم في روسيا
واليوم تتجدد ذكريات فبراير الزلازل حين شهدت منطقة إيركوتسك، شرقي روسيا، زلزالًا بقوة 6 درجات على مقياس ريختر، مساء الأربعاء، دون أن يسفر عن سقوط ضحايا أو إصابات.
وعلينا الآن أن نحذر هذا اليوم، فقد أثبت التاريخ بالقطع أن أي بقعة حول الكرة الأرضية معرضة لأن تعايش أزمة الرابع من فبراير الزلازل، فاتبعوا إرشادات السلامة إذا أحسستم بالأرض تتراقص تحت أقدامكم، ولتحفظنا وتحفظكم العناية الإلاهية.