كتب – أحمد السيد
عرض الدكتور عادل عامر رأيه فى التحالف العسكرى الإسلامى مؤيدا وجهة نظرة بالموقف القانونى من هذا التحالف مركزا على الظروف السياسية التي تمر بها دول العالم الاسلامي التى تقتضى التروي في اظهار العروات الدستورية الى اتفاق شامل حتى لا تحدث انتكاسه، فعرض بأسلوب قوى جذاب ومقنع جدا بما لا يتيح للمجادلين فرصة النقاش حولة كثيرا، خاصة بعد أن كشف وجود دولا تتناقض مصلحتها مع مصر كتركيا وقطر فيما يخص الصراع في سوريا وليبيا، فكانت رؤيتة تحليلية صادقه شامله كافه الامور.
ان هذا التحالف الجديد الذى يهدف إلى محاربة آفة الإرهاب عبر كل السبل والوسائل، والآليات المتطورة ان تدخل قوات عسكرية من دول التحالف العسكري الإسلامي في المعارك ضد تنظيم «الدولة» في العراق، لاسيما في الموصل والمناطق السنية سيمنع قوات «الحشد الشعبي» الشيعية من فرض سيطرتها على هذه المناطق.
أما التدخل العسكري المباشر للتحالف الجديد في سوريا ضد «الدولة الإسلامية» فسيعطي قوات المعارضة السورية قدرات أكبر على محاربة قوات النظام السوري .وأن تعمل هذه العمليات العسكرية على إقامة «مناطق عازلة «على الحدود السورية مع تركيا والأردن. وسيتم التعاون في التدخلات العسكرية المباشرة مع قوات المعارضة السورية في سوريا ومع قوات «البشمركة» الكردية في شمال العراق .
. إنها تحديات يجب أخذها بعين الاعتبار قبل أن نهلل ونطبل كالعادة لهذا التحالف حتى يقام على أرض صلبه ويحقق الهدف منة بعيداً عن الأحلام العربية التي كثيراً ما تحطمت فوق صخرة الخلافات.. وتحولت إلى “كوابيس” تؤرقنا وتعرضنا لخسائر لا أول لها ولا آخر..ولنا في القضية الفلسطينية الضائعة عبرة،،
والملاحظ أن بعض الدول المشاركة في التحالف هي عضو في تحالفات عسكرية أحرى ولكن سيكون كما أعلن الأمير محمد بن سلمان هذا التحالف بمعزل عن التحالف الخليجي العربي الذي تشكل من أجل اليمن كما أن منحه صفة الإسلامية يجعله مختلفاً عن الحلف الستيني بقيادة الولايات المتحدة.
ويضم التحالف العسكري الإسلامي الجديد معظم الدول العربية والإسلامية باستثناء عدة دول من بينها سلطنة عمان والعراق وإيران وسوريا والجزائر.
كما يضم الحلف العسكري الجديد الذي لم يُعلن بعد وجهته الأولى في محاربة الإرهاب دولاً إسلامية عربية هي الأردن تونس السودان فلسطين جمهورية القمر لبنان ليبيا مصر المغرب موريتانيا اليمن. وضم التحالف دولاً إسلامية هي تركيا باكستان بنغلاديش ، جمهورية بنين تشاد توجو جيبوتي السنغال سيراليون الصومال الجابون غينيا كوت دي فوار، المالديف، جمهورية مآلي ماليزيا النيجر نيجيريا الاتحادية.
ويشير ظهور الرجل القوي الثالث في المملكة الأمير محمد بن سلمان لأول مرة في حياته في مؤتمر صحافي للإعلان عن التحالف العسكري الإسلامي إلى أنه وراء إقامة هذا التحالف بتوجيهات من والده الملك وأنه هو الذي سيقوده من خلال ما تقرر ان يتم في الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود .
رغم كل ذلك ترى مصر أن قطر لا تزال تأوي رموز الإخوان الهاربين من مصر بل وتمول توجهاتهم التي تستهدف نشر الفوضى بالبلاد.. أما تركيا فلا تزال تناصب مصر العداء منذ إسقاط مرسي ويستغل الرئيس رجب طيب أردوغان أي فرصة لوصف ما حدث في مصر بالانقلاب حتى أنه سمح لإعلاميي الإخوان بإطلاق قنوات فضائية تبث من تركيا بأموال مشبوهة لسب وشتم ومهاجمة مصر كما أن الخليفة اردوغان من وقت لآخر نراه وهو يشهر “إشارة رابعة في وجه المصريين رغم أن الإخوان أنفسهم تناسوها وواجهوا الواقع الأليم بعد أن لفظهم الشعب وطردهم من الساحة السياسية، وقضى على مستقبلهم، لتضيع أحلامهم تحت أقدام الرفض الشعبي الهادر لهمم
ومع ذلك يستمر أردوغان تركيا في سياسته العدائية ضد مصر بعد أن تسربت من بين يديه أحلام الخلافة. انه من المعروف ان اقامة اي تحالف او اتفاقية مشتركة بين الدول ، تسبقه اجتماعات على مختلف المستويات ، بدءا من الخبراء ثم وزراء ومن ثم تعرض على القمة ، لمثل هذا التحالف العسكري والسياسي. وفجأة برزت على واجهات الاعلام عن قيام تحالف اسلامي ، دون دعوات لعقد مثل تلك الاجتماعات .
والادعاء تحت راية منظمة التعاون الاسلامي التي مقرها في جده. وتقول بعض الاجهزة تقول ان هذا التحالف هو اسلامي سني تقوده المملكة العربية السعودية. ويعني انه لم يكن تحت رعاية منظمة التعاون الاسلامي التي تضم 57 دولة اسلامية ، بما فيها دول فيها اغلبية شيعية ، العراق ، ايران البحرين وأذربجان وغيرها. وهل سيعني ان التحالف هو لتصعيد اللغة الطائفية التي تسود العالم العربي والإسلامي؟
ام هو تصعيد لصراع اسلامي اسلامي اقوى تقوده الولايات المتحدة الامريكية ، كما صرح به وزير الدفاع الامريكي ، كارتر ، بتأييده وبلاده لإقامة مثل هذا التحالف وهل هو يهدف الى صراع ابعد وخارج حدود المنطقة العربية والإسلامية والى روسيا التي تضمن جمهوريات اسلامية وأقليات مسلمه ؟
وهل العرب بحاجة الى تأجيج الصراعات الاسلامية -الاسلامية والطائفية في منطقتنا العربية التي لم تشهد الاستقرار منذ عدة عقود ؟ ولماذا نتجه الى التصعيد العسكري وغير قادرين له ونستنزف اموالنا وثرواتنا التي شعوبنا بأمس الحاجة لها؟
ومن جاء بالإرهاب ومن دعمه و من موله ، اليس من الافضل ان نحاربه بدءا من بيوتنا العربية التي حضنته ومولته وغذته باسم الاسلام وشوهوا ديننا الحنيف وكتابنا الشريف وسنتنا النبوية الشريفة والسمجاء ؟ إلا نتعض بان الاخرين يريدون بنا الشر والتخريب والقتل والتدمير لكي يعزف شبابنا عن دينهم الحنيف التحالف الاسلامي يكون جيدا ومهما ومفيدا اذا بني على اسس صحيحة وعقلانية بعيدة عن الطائفية والحقد والكراهية ، ويجب ان يبنى على التعاون والاحترام لإرادة الشعوب وعدم التدخل في شؤونها وتخريبها داخليا ، وفرض ارادات عليها بتغيير حكامها ووضع اسس معينة لحل المشاكل بالطرق السلمية والشرعية بدون القتل والتدمير ، واللجوء الى الحوار كما فعلت الدول المتقدمة في اوربا وفي اسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا .
أن موافقة مصر علي الدخول في التحالف الإسلامي العسكري التي تقوده المملكة العربية السعودية ويضم 34 دولة إسلامية لمواجهة الإرهاب لا يعتبر صدامًا بين البرلمان ورئيس الجمهورية.لان البرلمان فور انعقاده سيقوم بمراجعة هذا التحالف ومن حقه الموافقة أو الرفض عليه. إن التحالف الدولي الإسلامي به دول تتناقض مصلحتها مع مصر مثل تركيا وقطر خاصة بشأن الصراع في سوريا وليبيا.
أن رفض أحزاب التيار الديمقراطي لانضمام مصر للتحالف الاسلامي لمواجهة الإرهاب بسبب ضم التحالف عدد كبير من قيادات الإرهاب. أن مواجهة الإرهاب تبدأ من رؤية تعتمد على وحدة أراضي الدولة ومواجهة أسباب التبعية والفقر والفساد أن اجتماع الدول الإسلامية على عمل التحالف جاء متأخرًا بعد ما تمكن الإرهاب من الانتشار.
إنه عقب انعقاد البرلمان سيتم مناقشة انضمام مصر للتحالف الإسلامي العسكري التي تقوده المملكة العربية السعودية ويضم 34 دولة إسلامية لمواجهة الإرهاب. وانه علي المجلس البرلماني القادم الموافقة أو الرفض على هذا التحالف أن هذا الأمر لا يؤدي إلى صدام بين البرلمان والرئيس. ، أن التحالف الإسلامي العسكري يعتبر إعلان إعلامي للعلاقات عامه وهو تحالف استخباراتي. أن هناك بعض الدول ستواجه المشاكل في المفاوضات منها مصر وتركيا وقطر بسبب الخلاف الذي حدث بينهم. أن التحالف الإسلامي العسكري والتحالف العربي في اليمن كلاهما موجهين لإيران لأن إيران والعراق وسوريا ولبنان في التحالف العربي باليمن.وكذلك كل برلمانات دول الاعضاء لهذا التحالف حتى يتم تفعيلة علي ارض الواقع.
أن إعلان السعودية عن قيام التحالف الجديد دون أن يكون للإدارة الأمريكية علم مسبق بهذه الخطط يدل على تراجع النفوذ الأمريكي على الدول الإسلامية وزعزعة ثقتها بواشنطن. وهكذا يظل الدستور في أي بلد ورقة مهلهلة ما لم تكن هناك إرادة لبناء نظام ديمقراطي رمت الجهود الدبلوماسية والتفاوضية المصرية إلى تحقيق تقدم ملموس في هذه القضية الهامة، ويمكن القول أن هناك عدداً من المؤشرات تدل على حدوث انفراجة في أزمة السد حسب تصريحات وزير الموارد المائية والري المصري. وتعتبر أزمة سد النهضة من المعضلات الحقيقية أمام صانع القرار المصري، لأنها تتعلق بأهم الموارد على الإطلاق التي تعيش عليها مصر، لذلك فإن تحقيق تقدم حقيقي في هذا الاتجاه يصب بالدرجة الأولى في صالح الدبلوماسية المصرية، ويعزز من الحضور المصري في القارة الأفريقية، لذلك يجب على الدولة المصرية التحرك على كافة المجالات لحل تلك الأزمة في إطار إعادة الدور المصري في إفريقيا، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي، والاهتمام بالدائرة الإفريقية، والكف عن التصريحات الاستعلائية، ومحاولة مصر سد الفراغ، واستعادة العلاقات مع دول حوض النيل كافة؛ من خلال تحقيق مزيد من التعاون في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية والتنموية، وتشجيع الاستثمارات في دول القارة، وخاصة دول حوض النيل، فضلاً عن التعاون في المجال التعليمي، وتبادل البعثات الطلابية؛ مما سيقرب الشعوب من بعضها البعض، وهو ما سيكون له مردود على المدى البعيد. كما سيكون للسد تأثير مباشر على خطة الدولة في استصلاح الأراضى، يهدد بتوقف خطط استصلاح 3 ملايين فدان، خاصة في توشكى وسيناء والساحل الشمالي ومطروح، وتأثيره على الحاصلات الزراعية، خاصة الحبوب والخضر لعدم توافر المياه، فبناء السد سينقص من حصة مصر التي تعاني نقص المياه منذ عدة سنوات، وسيقلص من المساحة المنزرعة من المحاصيل، وتخزين المياه في السنوات الأولى بعد الفراغ من بناء السد، سيؤثر على حصص مصر من المياه وبالتالي تأثيره على جميع الحاصلات الزراعية وخاصة المحاصيل الاستراتيجية فنحن نعاني حاليًا من نقص المياه وأراضينا تتعرض للبوار والوضع أصبح صعبًا غير ذي قبل، فالسد يمثل خطورة على خطة الاستصلاح التي تنفذها وزارة الزراعة بواقع 3 مليون فدان ويهددها بشكل مباشر بالبوار، والتي ستؤدي إلى توقفها بالكامل والقضاء على ما تم استصلاحه لعدم توافر المياه المطلوبة لخطة الاستصلاح،
وعلى الحكومة أن تتحرك في مشروع الري الحقلي للأراضي القديمة في الوادي والدلتا، والتي تتمثل في أكثر من 5 ملايين فدان في مدة تصل إلى عشر سنوات لرفع كفاءة الري، وعلى الحكومة المصرية بالتوجه إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة للتحكيم الدولي لحل الأزمة ومناقشة بناء سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على حصة مصر من المياه، ولابد من تعاون مشترك بين الجانب المصري والإثيوبي للتوصل إلى حلول سلمية، والتحرك المصري الأخير بقيادة الرئيس السيسي بعقد أكثر من لقاء مع المسؤولين الأثيوبيين سيكون له أثر السحر في البحث عن الحقوق المصرية التي تعد أصيلة بحسب الاتفاقات الدولية