بقلم / دكتور غالى أبو الشامات
كان عندي نقاش طويل مع اعز الناس الى قلبي عن موضوع الدفاع عن الناس، و هناك فرق بين الدفاع عن الإنسانية و الدفاع عن أشخاص او مجتمعات او فئات.
كان النقاش يتمحور حول الأغلبية و الأقلية، فأكدتُ ان الدفاع عن الإنسانية لصالح الأقلية هو دفاع مشروع، و اني لن أكون في صف الأغلبية الذين هم سبب مشاكل العالم و الإنسانية، بل علينا تطبيق القانون بشكل صارم كي يكون لكل ذي حقٍ حقه.
الأغلبية هم المفسدون في الأرض، المتنفذون على حقوق الغير، الحاقدون، الذين لا يطبقون القانون، المتحكمون بالبشر، تجار الحروب و الدم، المهربون، إلخ….
حقوق المستضعفين يجب ان تصل لهم و الدفاع عنهم حتى لو كانوا قلة هو واجب انساني و اخلاقي و ديني، فيوم القيامة آتٍ و سوف يأتي كل نبي و معه قومه، هناك أنبياء قضوا حياتهم في خدمة الرسالة الإلهية و لم يتبعهم احد، و منهم من يأتي يوم القيامة و معه شخص واحد، و الأنبياء قدوه لنا. سنوات و سنوات من الخدمة و الدعوة و لم يتبعهم الا قلة، فهذا يؤكد واجب الانسان على اداء واجبه بشكل كامل بغض النظر عن النتيجة، لان الانسان سوف يُسأل يوم القيامة عن عمله.
هناك الصف الاول من المفسدون و هناك الصف الثاني و الثالث و الرابع، إلخ…. لكلٍ منهم حجمه في تسبب الخراب و الدمار، سواء دمار اقتصادي ام اجتماعي ام اخلاقي ام ديني ام امني.
هل لنا ان نصنف رأس اي عصابة و ننسى أزلامه او اتباعه، فالأزلام هم من يساعدوا كبيرهم على تنفيذ مآربه الفاسدة.
كم من مبادرة حكومية او دولية كانت تهدف الى مساعدة الفقراء و محدودي الدخل و فشلت و تم استغلالها من قبل هؤلاء المفسدون. مبادرات كثيرة في جميع بقاع الارض تُم الاحتيال عليها من قبل المفسدين و اصبح الغني اكثر ثراءً و الفقير اكثر فقراً. عندها يصبح امام الفقير اختيارين، إما الالتحاق بالمفسدين او الصبر و الكفاح اليومي في العمل. هناك أشخاص لا يناموا ليل نهار كي يأتوا بالخبز و الماء لعائلاتهم و أشخاص جالسين في برج عاجي لا يفقهون شيئاً سوى الفساد و لا يعلموا اين تنفق أموالهم.
للتوضيح فقط، هناك فرق بين الأغنياء و المفسدين، فليس كل غني فاسد، فهناك أغنياء يضرب بهم المثل، مع قلتهم للأسف.
الدفاع مشروع و حق الرد مشروع و الظلم مستمر لحين يرث الله الارض و ما عليها.