كتاب جديد صدر عن DW يروي قصة مصير عديد من الشباب الفارين من بلدانهم الأصلية إلى ألمانيا. في هذا الكتاب الذي عرض في برلين يتحدث لاجئون دون سن الرشد عن تجربتهم خلال رحلة الهروب وبداية حياة جديدة في ألمانيا.
سامي وعلي كانا أيضا من بين الجمهور الذي حضر في قاعة المؤتمرات الصحفية ببرلين للتعرف على محتوى الكتاب الجديد الذي يسلط الضوء على تجربة اللاجئين في الهرب والقدوم إلى ألمانيا والعيش فيها. قصتهما هي جزء من الكتاب الذي جاء تحت عنوان :"المغادرة فقط ـ فرار الأطفال" وأصدرتهDW بالاشتراك مع هيئة الإغاثة الألمانية مالتيزر.
تقول مؤلفة الكتاب أوته شيفر: "اعتقدنا طويلا في الرأي العام الألماني أن موضوع اللاجئين لا يهمنا. وضعنا الموضوع من الناحية القانونية الإنسانية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. والآن لدينا مليون شخص إضافي في بلادنا، ويجب علينا أن نعرف من هم وماذا يتوقعون منا".
المسؤولية تجاه اللاجئين دون سن الرشد
إنها مهمة هائلة ـ الاتحاد الألماني لشؤون اللاجئين دون سن الرشد يقدر عدد الأطفال والشباب الباحثين عن اللجوء في ألمانيا بأكثر من 60 ألف شخص. لكن يجب تحمل هذه المسؤولية كما يقول رئيس المستشارية ومفوض شؤون اللاجئين بيتر ألتماير الذي أوضح خلال عرض الكتاب الجديد في برلين بالقول:"يجب علينا العمل كي يتخلص هؤلاء الشباب من الخوف". واعتبر ألتماير أن السياسة الألمانية لها مسؤولية في عدم ترك هؤلاء لوحدهم.
واحد من بين كل ثلاثة طلبات لجوء في ألمانيا في العام الماضي تقدم به شاب أو شابة تحت سن 18 عاما. وتكشف الإحصائيات أن أكثر من 85 ألف شخص دون سن الرشد وبدون مرافقة طلبوا حق اللجوء على صعيد أوروبا. نصف هذا المجموع من الأفغان، و13 في المائة منهم من سوريا .
اليافعون الفارون من مناطق الحروب لهم الحق في اللجوء، واللاجئون من مناطق الأزمات مثل أفغانستان ليس لهم حق تلقائي في ذلك. لكن القوانين الأوروبية لا تسمح بترحيلهم.
تركيا ـ شريك مثير للجدل
وقال ألتماير بحزم إن ألمانيا فعلت كل شيء على الوجه الصحيح، ولا يوجد ما يدعوها للخجل ولن تقدم اعتذارا لأحد. وتابع قائلا إن قرار حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فتح الطريق في صيف العام الماضي أمام آلاف اللاجئين الذين وصلوا إلى بلغاريا كان القرار الصائب الوحيد. وعم التصفيق الحضور في القاعة التي شهدت حفل توقيعه.
واليوم وبعد مرور نصف عام تجد ألمانيا نفسها وحيدة في سياستها تجاه اللجوء. ما العمل إذن؟ ألتماير قال :"لا يمكن لنا المراهنة على حلول وطنية، نحن بحاجة إلى حلول مستدامة دولية". ويشدد ألتماير على كلمة "دولية"، لأن الاتحاد الأوروبي يبدو بعيدا جدا عن التوصل لحل أوروبي: وبلد تلو الآخر يتقوقع، ويزداد عدد المعارضين لسياسة ميركل .
وعلى هذا النحو تتجه الأنظار نحو أنقرة. ويقول رئيس المستشارية ألتماير:"نحن لا نغض البصر، ولا نريد تجميل أي شيء". "المستشارة ميركل تناولت دوما خلال زياراتها إلى تركيا وضع حقوق الإنسان، لكن إذا حددنا تعاوننا فقط مع الدول التي لها حماية حقوق أساسية مشابهة، فإن ذلك سيكون بمثابة ناد خاص ولذلك نحن سنواصل تعاوننا مع تركيا".
الإعلام ودوره في تحقيق الاندماج
ليس السياسة فحسب، بل حتى وسائل الإعلام مطالبة بالمساهمة في تحمل مسؤولية إنجاح الاندماج. وفي هذا السياق أوضح المدير العام لDW السيد بيتر ليمبورغ أنّ موضوع اللاجئين هو الموضوع الأساسي في التغطية الإعلامية لDW، وقال:"نحن نتحدث عن أشخاص يصلهم نتاج مؤسستنا. بالنسبة إلينا يكون من المهم أن لا نقدم أية تصورات خاطئة عما يحدث هنا. يجب علينا تقديم صورة واقعية".
والكتاب الجديد حول اللاجئين صدر في إطار الموضوع الرئيسي لبرامجDW تحت عنوان "اللاجئون في ألمانيا". وريع مبيعات الكتاب سيُمنح ل "ألمانيا تساعد"، وهو اتحاد لمنظمات إغاثة ألمانية .