بقلم – مهندس محمد صدقى الجعفرى
نتابع منذ وقت طويل حالة التعصب الكروى فى مصر ، إلى الحد الذى وصل فى بعض الأحيان ومن بعض جماهير الأندية إلى الإتعداء على بعضهم البعض وهو مشهد مرفوض ، وسلوك غير متحضر .
الوحيد الذى يجب أن أتعصب له ان جاز لى ذلك هو منتخب بلدى ” مصر ” ودون ذلك فهو من قبيل الهراء والعنف المبوذ .. ما معنى أن أتعصب للنادى الذى أشجعه داخل بلدى وهو يلعب ضد منافس أخر من نفس البلد وتصل الأمور إلى السب والشتم وربما إلقاء الطوب والحجارة وإصابة مصرى مثلى لمجرد أنه يشجع الفريق المنافس لى داخل مصر .
أقول ذلك بمناسبة التعليقات الكثيرة وردود الأفعال التى صاحبت زيارتى ولقائى مع رئيس نادى الزمالك وأولاده الأفاضل واستفسار الكثيرين من أصدقائى عن سبب الزيارة وهويتى الكروية ” أهلاوى أم زملكاوى “.
ولهؤلاء أقول أن عالم البيزنس لا يعرف لغة التعصب لنادى أو فريق ، واذا كنت قد زرت نادى الزمالك مؤخرا والتقيت بقيادات النادى ، فغدا سأزور الأهلى ، والإسماعيلى والمصرى والإتحاد السكندرى ، وأندية أخرى وطنية داخل بلدى ،لأننى لا أعرف لغة التعصب لفانلة كما سبق وأوضحت ، أنا أتعصب فقط لفانلة وعلم بلدى .
كما أننى أرفض مطلقا الإفراط والمبالغة في حب لاعب أو فريق معين بصورة تتغلب فيها العاطفة على العقل.
الرياضة لها وجه صبوح ومشرق يدعوا للتفاؤل والأمل ، فلا تجعلوها رمزا للعنف والتناحر والخلاف والفرقة بين أبناء الوطن الواحد .. علموا أولادكم أن الرياضة قبل أن تكون منافسة فهى أخلاق ، وعلينا أن نتحلى بها فى كل منافساتنا الرياضية ، وفى العمل أيضا .
وللتعصب الكروى أسباب أذكر منها على سبيل المثال :
– قلة الوعي الرياضي
-عدم اإلمام الكافي بالمعاني الحقيقة للتنافس الشريف
– حب الذات (الأنانية) والتي لا تقبل النقد أو الاستماع لوجهات نظر الآخرين
– التأثر السريع بالإعلام غير الهادف من خلال أعمدة الكتاب المتعصبين
– تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وهي مصلحة الوطن.
ويتوجب علينا كجمهور واع ومثقف ومحب لوطنه تحكيم العقل عند الأقدام على أي تصرف لتبقى الرياضة مكسب وخسارة وحلاوتها ومتعتها بالمنافسة الشريفة ، فمن يلعب ويحسن التصرف داخل الملعب يصل إلى مبتغاه ومن يتقاعس ويهدر الفرص ويهتك أعراض المسلمين يخسر سمعته وانسانيته.
لقد بات التعصب واضحاً بين المشجعين من هتافات غير ناضجة وشتم وسب.. لماذا نهدم رياضتنا بأيدينا والمتضرر الوحيد هو المنتخب ..!!
لا للتعصب الرياضي الكروي الذي يجعل الأخ ينفر من أخيه والصديق يعتدي على صديقه وماذا بعد .. من أجل كرة ولعب ..؟!
هل الرياضة للنهوض بالشعوب ولزيادة التعارف أم لبث الفرقة والخلافات وهتك الأعراض؟!
أنا لا اقول لا تتابع ولا تشجع ولاتحب ناديك بل افعل كل هذا ولكن كن مشجعا ومحبا واعيا يدرك المعنى الحقيقى للتشجيع .
بما معناه شجع وآزر فريقك ولكن لايصل هذا إلى الجنون والحب الأعمى ويجب عليك النظر إلى الأمور بحيادية بعيداً عن التعصب الذي لا فائدة منه.
أنا أشجع نادي معين .. أحب نادي معين ، ولكن لا أجرح كرامة غيري ولا أخسر أصدقائي .. يجب ان تكون هناك الرغبة والدافع لتغيير هذه الظاهرة من داخلك لتصبح رجل رياضي وسيدة مثقفة بعيداً عن التعصب والاستفزاز.
للأسف الشديد البعض يستخدم الرياضة كوسيلة فعالة للتعصب وبأسلوب غير حضاري للنيل من الفريق المنافس.
أين العقلانية وأين ذهبت الروح الرياضية ؟ يجب التحلي بالروح الرياضية والطرح بأسلوب حضاري ولنجعل شعارنا لا للتعصب نعم للروح الرياضية.
منتخبنا سيخوض خلال الفترة المقبلة بطولة مهمة جدا هى بطولة الأمم الافريقية والتى ستقام على أرض مصر .. ونتمنى من جماهير الأندية الإبتعاد عن التعصب فيما بينهم وأن يكونوا يدا واحدة مع المنتخب ومساندة جميع اللاعبين بعيداً عن الميول .. ننسى الماضي ونبني المستقبل قلباً وقالباً مع منتخبنا الوطني ولو فكرنا من أجل المنتخب لنجحنا جميعاً فى تصفية القلوب وسيكون المردود بلا شك إيجابى على منتخبنا الوطنى خلال المنافسات المقبلة .