الجمعة, 5 يوليو, 2024 , 6:21 م

حكاية اختفاء 300 ألف دولار تبرعات الجالية المصرية بأمريكا لمستشفى أبو الريش

 

 

خاص – الوطن المصرى

يعيش مجتمع المصريين بالخارج حالة من اللغط والقيل والقال فى ظل غياب ردود حاسمة من الجهة المعنية بشئون المصريين بالخارج وهى وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج ، لا سيما أن هذا الأمر يمس الوزارة شخصيا ولابد من بيانا حاسما يصدر من الوزارة خلال الساعات القليلة القادمة لتوضيح الأمور وعدم ترك الساحة هكذا تتحدث فى أمور لو صحت لأوجبت إقالة ومحاكمة عاجلة لمسئولين.

الحكاية من البداية قيام معالى السفيرة ” المجتهدة ” نبيلة مكرم وزيرة الهجرة برحلة الى الولايات المتحدة الأمريكية يرافقها وفد يضم عدد من نواب البرلمان والدكتور زاهى حواس   ” خبير الآثار ” بالإضافة الى مستشار بالوزارة .

الهدف كان جمع تبرعات من الجالية المصرية بأمريكا لصالح مستشفى أبو الريش للأطفال . سافر الوفد برئاسة الوزيرة والتقى بعدد من أبناء الجالية الأمريكية معظمهم من أعضاء ” التاء ” وبعد انتهاء الجولة أعلنت وزيرة الهجرة على الصفحة الرسمية للوزارة أنها نجحت فى جمع 300 ألف دولار بخلاف المصاريف من أبناء الجالية المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية .

الى هنا الأمر جيد ورحلة موفقة ، الا أنه قد استوقفنا  هنا أمرا وهو كيف تكون رحلة الوزيرة لأمريكا لجمع تبرعات لمستشفى أبو الريش ولم يضم الوفد الموافق لها أى مسئول من وزارة الصحة أو مستشفى أبو الريش ذاتها ، على الرغم من أن الوفد ضم خبير بالآثار وشخصيات أخرى بعضها لا علاقة لها بالهدف من الزيارة .

المهم انتهت الزيارة وتم عمل الشو الإعلامى المطلوب فى الفضائيات وقام أخونا عمرو أديب باللازم فى برنامجه مهللا ومكبرا بالمبلغ الكبير الذى تم جمعه من أمريكا للأطفال الغلابة فى مستشفى أبو الريش ، الا أننا فوجئنا بعدها بحوالى شهرين بأحد أعضاء الوفد الذى كان مرافقا للوزيرة فى رحلة جمع الأموال من أمريكا وهو نائب بالبرلمان يلوح بتقديم طلب احاطة فى مجلس النواب لوزيرة الهجرة حيث أن مبلغ الـ 300 ألف دولار ( التبرعات التى تم جمعها من أبناء الجالية المصرية بأمريكا ” لم يصل حتى الآن لمستشفى أبو الريش رغم مرور شهرين على جمع المبلغ ولم يخرج مسئولا واحد من المستشفى يؤكد استلامهم المبلغ وتقديم الشكر لوزارة الهجرة على هذا المجهود الوطنى الرائع .

وبدأت وسائل الإعلام تنشر أخبارا عن طلب الإحاطة الذى تقدمت به النائبة غادة عجمى وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب وأحد أعضاء الوفد الذى كان مرافقا لوزيرة الهجرة الى أمريكا حول أسباب عدم وصول التبرعات لمستشفى أبو الريش حتى الآن .

لقد أثارت هذه القضية اهتمام جريدة ” الوطن المصرى ” المعنية بملف المصريين بالخارج فاستطلعت أراء بعض أبناء الجالية المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية الذين أكدوا أن وزيرة الهجرة لا يمكن لها أن تجمع مبلغ بهذا الحجم  ( 300 ألف دولار ) وأن أقصى مبلغ يمكن أن يتم جمعه هو 20 أو 30 ألف دولار وربما أعلنت الوزيرة جمعها لهذا الرقم الضخم حتى لا يبدوا أن رحلتها الى أمريكا قد فشلت ، ورغم أننا لم نأخذ هذا الكلام مأخذ الحقيقة المسلم بها ، الا أن ما نشر اليوم على لسان وزيرة الهجرة فى مؤتمر “الطيور المهاجرة ” للأورام المنعقد حاليا بمدينة الأقصر يضع الكثير من علامات الإستفهام ويصب نحو إمكانية تصديق من استطلعنا آرائهم من أبناء الجالية المصرية بأمريكا حيث جاء على لسان وزيرة الهجرة فى مؤتمر الأقصر أن ” هناك طفل مصرى يقيم فى لوس انجلوس وقف على يديه وقدميه على المسرح، وقال لن أنزل إلا عندما اجمع تبرع لمستشفى أبو الريش 20 ألف دولار، وفعلا استطاع أن يتبرع الجميع ووفر هذا المبلغ ” !!

ويفهم من هذا الكلام أن ما تم جمعه من تبرعات هو مبلغ 20 ألف دولار فقط وليس 300 ألف دولار كما سبق وأكدت الوزيرة ، الا اذا كانت قد نجحت فى جمع باقى المبلغ من جهات أخرى لا نعلمها .

وأيا كان الأمر وسواء تم جمع 300 ألف دولار أو 20 ألف دولار من أبناء الجالية المصرية فى أمريكا فإن أبناء الجالية يطالبون بمعرفة أين ذهبت تبرعاتهم طالما أن طلب الإحاطة المقدم من عضو مجلس النواب يؤكد أن أموال التبرعات لم تصل حتى الآن للمستشفى ، فأين ذهبت هذه الأموال ولماذا تأخرت فى الوصول للأطفال الذين يعانون ويموتون من قلة الإمكانيات .

سؤال مشروع لا يحمل أى اتهامات لأحد ولكن فقط مجرد استفسار فى ظل صمت وزارة الهجرة عن الرد على طلب الإحاطة أو استفسارات أبناء الجالية المصرية بأمريكا وكذا عدم صدور أى تصريحات أو بيانات من وزارة الصحة أو مستشفى أبو الريش تؤكد استلامهم مبلغ التبرع .

و”الوطن المصرى” ستكون أول من ينشر رد وزارة الهجرة أو أى جهة معنية حول هذه القضية المهمة استجلاءا للحقيقة الكاملة وسماع كافة وجهات النظر باعتبار أننا لا نبغى سوى مصلحة هذا الوطن .. وله فقط نعمل .

 

اترك رد

%d