أقامت إدارة الدراسات والبحوث التابعة لفرع ثقافة الأقصر برئاسة فضل الله هاشم، اليوم الأحد، المؤتمر الثقافي الأول للشباب، بحضور الباحث سعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد ورئيس المؤتمر د. أحمد عرابي عميد كلية فنون جميلة بمقر القصر. بدأ المؤتمر بافتتاح معرض الشباب، والذي ضم مجموعة من اللوحات لفنانين قصر ثقافة الأقصر وبعض الحرف البيئية.
وألقى هاشم كلمة تناول فيها علاقة الثقافة بالشباب لافتًا إلى الدور الثقافي الذي تقوم به الهيئة العامة لقصور الثقافة كبير لمحاربة مفاسد الأخلاق التي تؤثر على الشباب. وتسأل «فاروق»، في كلمته ‘‘هل أخلاق الشباب تنفصل عن باقي فئات المجتمع العمرية؟ ولماذا هم دائمًا في موضع اتهام بفساد الأخلاق؟.
وأضاف أن الهيئة العامة لقصور الثقافة جندت نفسها لمحاربة التواضع الأخلاقي لدى بعض الشباب، فليس كل الشباب أخلاقه فاسدة، وليس باقى المجتمع بأنبياء معصومين’’، مشيرًا إلى أن اختيار عنوان المؤتمر وتخصيصه للشباب لأن المجتمع المصري شاب بحكم متوسط الأعمار، ومحاربة مفاسد الأخلاق هي الأولى لخلق مجتمع صالح، ونحن نعلم أننا لا نستطيع أن نوجد “يوتوبيا” على الأرض لكن نحاول أن نقلل من المفاسد حتى نصل إلى الانطلاقة والنهضة. وقال الدكتور أحمد عرابي، عميد كلية فنون جميلة، ‘‘إن الشباب هم من يقود مصر ولابد من العلم لأن الحياة بلا علم لا قيمة لها والأخلاق هي مجموعة القيم التي شكلت مصر، والشباب المصري هم القيمة الحقيقية والتي تزداد قيمتهم بالعلم والأخلاق.
’’ فيما قال أحمد سعيد، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي، في كلمته عن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المؤثرة على أخلاق الشباب، أن الطلاب هم حماة المجتمع والوطن، والضغوط الملقاة على عاتقهم كبيرة، ويتحمل الشباب فاتورة أي قرارات خاطئة، فهرب بعضهم إلى الإدمان والتحرش لتحرير رغبات مكبوتة، مشيرًا إلى أن هذا ليس مبرر لذلك وإنما توصيف لمشكلة فعلاج الانهيار الأخلاقي يحتاج وقت وتضافر جهود عديدة بداية من الأسرة وحتى الدولة نفسها.
وقال الدكتور على طلبة، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي، في كلمته عن مظاهر السلوك السائد بين الشباب في الوقت الحاضر، ‘‘إن السلوك المشين يتناقله الكل سواء مواقع التواصل الإجتماعى أو حتى الإعلام وتكراره يجعل منه ظاهرة كبيرة، بينما لا يتم ذكر أي شيء يخالف ذلك لأنه هو السلوك الطبيعي واستمرار التركيز على الظواهر الأخلاقية المشينة جعلنا نركز ونحاول أن نجد حلول لتلك الظواهر ومع الدراسات الاجتماعية التي جرت وجدنا أن الفراغ هو العامل الأساسي في المفاسد الأخلاقية فظاهرة مثل الإدمان أو التحرش جاءت نتيجة الفراغ الشديد نتيجة البطالة فانتشرت تلك المصائب وذلك لكي يهربوا من واقع أليم يعيشوه.’’ وفي ختام المؤتمر، أوصت أمانة المؤتمر بعد توصيات أبرزها أن تضع وزارة الثقافة خطة شاملة واضحة المعالم تحدد احتياجات الطفولة والشباب من الثقافات المختلفة، وأن تعمل جميع المؤسسات وأجهزة الثقافة وهيئات التوجيه والإعلام بجميع مستوياتها على بث الموضوعات المتصلة بالأخلاق.