الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 4:20 م

خالدعبدالحميد يكتب عن الرئيس وإعلام السبوبة والمذيعة اللهلوبة

 

تابعنا أمس الحديث المهم الذي أدلي به الرئيس عبد الفتاح السيسي في حواره مع الشباب في الإسماعيلية وما يحمله من رسائل مهمة ردت علي الكثير من الإسئلة وعلامات الإستفهام لدي رجل الشارع ، والأهم من ذلك أنها كشفت عدد من مدعي النجومية من الإعلاميين الذين يخرجون علينا عبر شاشات الفضائيات للتنظير ومحاولة جر الرأي العام المصري لاتجاه لا يحقق مصلحة مصر بقدر ما يحقق مصالحهم الشخصية ، وقد ذكر الرئيس ما معناه أن بعض هذه الفضائيات ربما تسعي لجلب الإعلانات أكثر من أي شيئ أخر .

انكشفت أقنعة اعلامي السبوبة والمتاجرون بالوطن وهم لا يختلفون كثيرا عن المتاجرين بالدين ، كلاهما باع ،وكلاهما قبض الثمن .

من بين تلك الحفنة التي أساءت للإعلام والصحافة مذيع نصب من نفسه العالم ببواطن الأمور في مصر وأخذ يهدد ويتوعد ويتخذ قرارات ويحاول أن يلصقها كذبا بالقيادة السياسية ، لإيهام مشاهديه بأنه مذيع ” واصل” لا ينطق الا بما ينطق به النظام ،وللأسف ومع صمت المسئولين تمادي هذا ” الواصل ” في غيه الي الدرجة التي جعلته يؤكد ويجزم بأن تيران وصنافير سعودية وليست مصرية ، وراح يوجه الرأي العام لذلك .. رغم أن القضاء أكد بمصرية الجزيرتين ، والرئيس نفسه قال أنه يحترم أحكام القضاء ويؤيدها ولن يتدخل في هذا الشأن باعتبار أن مصر دولة مؤسسات .

ومذيع أخر اعتاد الأكل علي كل موائد السلطة .. ادعي أنه ناصريا ، وفي الحقبة الساداتية انقلب علي الناصرية وأصبح سادتي الهوا ، وعندما جاء مبارك  ارتدي الزي المباركي وكان الصحفي المقرب منه وصال وجال وسبح بحمد السلطة والنظام وكان مبارك رمزه ومثله الأعلي ، وكان يفتح بيته لقيادات ورموز نظام مبارك ، وعندما قامت ثورة 25 يناير ، نفض عن كاهله غبار نظام مبارك وهرول للتحرير ليرفعه الثوار علي الأعناق وأخذ يشتم ويسب في مبارك ونظامه ، ولم يمهله الوقت حتي يطلق لحيته ويدخل مكتب الإرشاد في عهد الإخوان ، وعندما علم بأفول نجمهم راح يهاجم الجماعة ليس دفاعا عن مصر ولكن لحجز مقعد له لدي النظام الجديد ، وعندما قامت ثورة 30 يونيه تصدر هذا الصحفي المشهد ليتنصل من كافة الأنظمة السابقة ويهيل عليها التراب ، ليجهز نفسه للدور الجديد في العهد الجديد ، ولأنه صحفي شاطر ليس في مهنة الصحافة ولكن في أشياء أخري فقد نجح في تحقيق هدفه وحجز مقعدا له في النظام الجديد واعتبره بعض المواطنين البسطاء المخدوعين فيه بأنه زعيم الغلابة الذي يدافع عن مصر ضد الجماعة الإرهابية ، وعندما أثيرت قضية تيران وصنافير خانه ذكائه واعتقد أن الرئيس يتجه لتسليم ” تيران وصنافير”  للسعودية ، فحاول أن يسبق الجميع وخرج علينا في برنامجه وفي أحاديثه الصحفية والتلفزيونية ليؤكد ويقسم بأغلظ الإيمان بأن الجزيرتين سعوديتين متضامنا مع زميله المذيع ” المدلل ” كلاهما دافع باستماتة عن سعودية الجزيرتين حتي قبل أن تعرض القضية علي القضاء ومجلس النواب

وهي الجهات المعنية باتخاذ القرار في مصير الجزيرتين .. كلاهما استبقا الجميع ليكونا في صدارة المشهد وربما طمعا في العطايا السعودية وبزخ أصحاب الريالات.

والثالثة مذيعة لا فض فوها لعبت هي الأخري علي كل الأنظمة وارتدت أكثر من ثوب حسب الطقس والجو والنظام .. حاولت المذيعة “اللهلوبة ” تفسير كلام للرئيس في مؤتمر الشباب تفسيرا يمكن أن يثير فتنة بين من خرج في 25 يناير ، وبين الرئيس بعد أن حاولت أن تذهب بالتفسير عبر برنامجها الي أن الرئيس تنصل من ثورة 25 يناير وتنكر لها ، وحاولت استقدام بعض الضيوف ليقولوا ما تحاول فرضه ولكن الضيوف فطنوا للفخ وأكدوا أن الرئيس لم يكن يقصد ثورة 25 يناير في حديثه بل أشار الي عملية التجريف التي تمت خلال الـ 30 سنة السابقة .

هذا هو الإعلام الذي يتصدر المشهد المصري الآن ، والذي اشتكي منه الرئيس كثيرا .

الرئيس السيسي لم يعطي لمذيع أو صحفي توكيلا ليتحدث عنه أو بإسمه أو ينقل عنه للمواطنين أمور سيادته كفيلا بنقلها لهم مباشرة دون وسيط .

نتمني من المجلس الوطني للإعلام أن يضع الأمور في نصابها الصحيح و يردع مثل هؤلاء وأن يعيد للإعلام المصري كرامته وهيبته ومكانته السابقة .

 

 

اترك رد

%d