أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال حديثه في صلاة الإفطار الوطنية في فبراير العام الماضى، على أن المسلمين لا يحتكرون التطرف الديني كما يدور في أذهان الجمهوريين اليمينين المتطرفين، لافتًا الانتباه في إشارة جريئة إلى أن المسيحية لها جانب مظلم، واستشهد بالحروب الصليبية ومحاكم التفتيش الإسبانية كمثالين من أمثلة الماضي البعيد.
من جانب آخر لم يهاجم أوباما المسيحية على وجه العموم لكنه أشار إلى نقطة وهي، أنه لا يمكن للمسيحيين أن يكونوا مسؤولين عن أهوال محاكم التفتيش، كما لا يمكن أن نلقي باللائمة على كل المسلمين بخصوص التطرف العنيف لداعش، وحركة طالبان والقاعدة، أو بوكو حرام.
وفيما يلي ست مجموعات مسيحية متطرفة أظهرت أنها تتسم بالعنف والتعصب:
نشطت شبكة من المسيحيين المتطرفين منذ أوائل سنة 1980تسمى جيش الرب تشجع علناً على قتل المقدمين على الإجهاض وتضم قائمة طويلة من الإرهابيين النشطين. ومن أبرز أعمالهم قتل الأطباء الذين يقومون بعمليات الإجهاض ويعامل بعض القتلة الذين أقدموا على جرائم قتل كأبطال مسيحيين على موقع جيش الرب، وعلى الرغم من أنها منظمة مناهضة للإجهاض في المقام الأول إلا أن جيش الرب لديه أيضاً تاريخ من تشجيع العنف ضد المثليين جنسياً.
2. البرق الشرقي، وتعرف أيضا باسم كنيسة الله القادر على كل شيء
تأسست في مقاطعة خنان في الصين في سنة 1990، وهي طائفة من المسيحيين الذين يؤمنون بنهاية العالم، حيث يعتقدون أن العالم ماضٍ إلى نهايته، وفي هذه الأثناء، فإن واجب أعضائها هو ذبح أكبر قدر ممكن من الشياطين. في حين أن معظم أعضائها لهم وجهة نظر بطرياركية للغاية (مثل الكثير من نظرائهم الاسلاميين)، حيث ينظرون إلى النساء وكأنهم بمرتبة أقل شأناً من الرجال، إلا أن أتباع هذا الطائفة يؤمنون أن يسوع المسيح سيعود إلى الأرض على شكل امرأة صينية. كما أنهم يمارسون العنف ضد المرأة.
وتراوحت أعمال العنف التي تقوم بها هذه الطائفة بين قتل طالبة مدرسة ثانوية في سنة 2010 (تعتقد الشرطة أنها عملية انتقام لأحد أقارب الطفلة الراغبين في ترك الطائفة)، إلى استخدام عضو من أعضائها سكين لمهاجمة امرأة مسنة ومجموعة من أطفال المدارس في Chenpeng في سنة 2012. وعلى الرغم من أن نشاطها يتركز بشكل رئيسي في جمهورية الصين الشعبية الشيوعية، إلا أنها تحاول التوسع إلى هونغ كونغ أيضاً.
ركزت وسائل الإعلام السائدة على وحشية الحركات الإسلامية مثل بوكو حرام، ولكن جماعة إرهابية واحدة لم يتم إيلائها الاهتمام وهي جيش مقاومة الرب التي أسسها جوزيف كوني Joseph Kony(مسيحي راديكالي) في أوغندا سنة 1987 ودعا لإنشاء حكومة أصولية مسيحية متشددة في ذلك البلد. ووفقاً لهيومن رايتس ووتش، ارتكبت جيش الرب للمقاومة الآلاف من عمليات القتل والخطف، وينتشر إرهاب هذه الحركة من أوغندا إلى أجزاء الكونغو، وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان. وعلى الرغم من أنه من النادر استخدام كلمة «الجهادي» فيما يخص جيش الرب للمقاومة، ولكن في الواقع، لا تختلف تكتيكاتهم عن تلك التي تتبعها الدولة الاسلامية في العراق والشام، أو بوكو حرام. ويأمل كوني بإقامة الشريعة المسيحية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
4 – الجبهة الوطنية لتحرير تريبورا
لا تعتبر الهند بلد الهندوس والسيخ فقط، ولكنها أيضاً تحوي مسلمين وبوذيين وكاثوليك وبروتستانت. على الرغم من أن معظم المسيحيين في الهند مسالمين، إلا أن الاستثناء الرئيسي هو الجبهة الوطنية لتحرير تريبورا (NLFT). وتنشط هذه الحركة في ولاية تريبورا شمال شرق الهند منذ سنة 1989، وهي حركة مسيحية شبه عسكرية تأمل في الانفصال عن الهند وتشكيل حكومة أصولية مسيحية في تريبورا. لم تظهر تلك المجموعة أي نوع من التسامح مع أي دين آخر غير المسيحية، وأظهرت المجموعة مراراً استعدادها للقتل، وخطف وتعذيب الهندوس الذين يرفضون الدخول في الأصولية البروتستانتية.
وفي سنة 2000، تعهدت الحركة بقتل أي شخص يشارك في احتفالات مهرجان دورغا بوجا Durga Puja (المهرجان الهندوسي السنوي) وفي مايو 2003، قُتل 30 شخصا على الأقل من الهندوس خلال واحدة من فوراتهم الطائشة.
ليس من الضروري أن يكون للمجموعات المؤمنة بتفوق العرق الأبيض توجهاً دينياً، فالبعض منهم يضم ملحدين ما داموا يؤمنون بتفوق العرق الأبيض. لكن هذه الحركة المسيحية تحديداً تجمع بين الإيديولوجية العنصرية البيضاء مع الإرهاب المسيحي بحجة أن العنف ضد غير الانجلو ساكسون البيض المحافظين- أَمر به الله، وإن الأنجلو سكسون البروتستانت البيض هم شعب الله المختار. تأثرت الحركة بشكل كبير بحركة كو كلوكس كلان Ku Klux Klan، وهي المنظمة التي ارتكب العديد من الأعمال الإرهابية لعدة سنوات خلت، وفي السبعينات اتحدت جماعات مسيحية جديدة مثل الأمم الآرية Aryan Nations وحركة العهد، وحركة سيف وذراع الرب (CSA)مع بعضها، وكانت آخر مجموعة من هذه المجموعات المسيحية في العقود الأخيرة هي حركة فينيس الكهنوتية ، الذين تورطوا في أعمال عنف بدءاً من تفجيرات عيادة للإجهاض إلى عمليات سطو على البنوك (بشكل رئيسي في شمال غرب المحيط الهادئ).
واحدة من الأشياء المثير للسخرية عن بعض المتطرفين المسيحيين هي حقيقة أنهم على الرغم من اعتقادهم بأن اليهود يجب أن يدخلوا المسيحية إلا أنهم يعتبرون أنفسهم مؤيدين مخلصين لإسرائيل. و يعتقد البعض منهم بوجوب طرد جميع المسلمين من اسرائيل بالقوة.
واعتقل مسؤولون إسرائيليون 14 عضواً من حركة المسيحيين المعنيين في القدس و جرى ترحيلهم من إسرائيل بسبب الاشتباه بتخطيطهم لشن هجمات إرهابية ضد المسلمين. وكان الهدف المرجح، وفقا للشرطة الإسرائيلية، هو المسجد الاقصى في القدس وهو نفس المسجد الذي كان مستهدفا في عام 1969 (عندما حاول مسيحي متطرف من أستراليا يدعى دينيس مايكل روهان Denis Michael Rohan تدميره من خلال حريق مغتعل لكن دون جدوى). كما اشتبهت الشرطة الإسرائيلية في سنة 2014 بأن آدم ايفرت Adam Everett وهو مسيحي متطرف من ولاية تكساس، قام بالتخطيط لتفجير الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس وقامت باعتقاله).
الموضوع الأصلى: هنا