بوابة الوطن المصرى أجرأ موقع عربى
قد تكون من المرات القليلة التي ننتقد فيها أداء الحكومة والتي كثرت عثراتها .
وقد تكون أيضا من المرات القليلة التي نخاطب فيها الرجل الأول في الدولة بأن هناك خطر محدق قد يأتي علي الأخضر واليابس في مصر .
نقول ذلك بعيدا عن لغة ” المطبلاتية ” ودفاع ” شلة المنتفعين” التي لا تسعي سوي لإرضاء من يجلس علي الكرسي حتي لو كان ما تقوله أو تنقله يحمل ضررا له وللبلاد .. هؤلاء أغرقوا رؤساء سابقين ولن نسمح لهم بتفشيل الرئيس الحالي .
سيادة الرئيس .. لا نشك لحظة في وطنيتكم وحبكم لمصر .. ولا نشك مطلقا في أنكم تبذلون كل الجهد والعطاء لرفعة بلادنا وانتشالها من مستنقع الفقر والبطالة .. ولكننا وبصراحة نشك في بعض من يعملون معك .. في بعض مستشاريك .. هؤلاء لا ينقلون لك كل الحقيقة ، والا لكانت أمور كثيرة قد تغيرت نحو الأفضل.
نعلم أن فاتورة الإصلاح الإقتصادي صعبة ، وقد ارتضينا تحملها لعلمنا اليقيني أن التباطؤ في تطبيق الإصلاح الإقتصادي عواقبه ستكون وخيمة علي مصر كلها ، ولكن وفي ذات الوقت كان ينبغي اتخاذ إجراءات احترازية بالتوازي مع رفع الدعم لحماية الطبقة الفقيرة التي انهكتها ظروف الحياة وارتفاع الأسعار .. ولكن شيئا من ذلك لم يحدث فطالت الفاتورة
الفقراء والمحتاجين ، وحتي الآن لم يصل الدعم لمستحقيه .
سيادة الرئيس نعلم ويعلم الجميع أننا نعاني من ترهل في الجهاز الإداري للدولة .. ونعاني من فشل داخل الأجهزة التنفيذية .. ونعلم وتعلمون أن هناك احتكارا للسلع الأساسية ، ونعلم وتعلمون أن هناك انفلاتا خطيرا في الاسعار .. الكل يعلم ذلك بداية من رئيس مجلس الوزراء ومرورا بوزير التموين وحتي أقل موظفا بالدولة ،ورغم أن الجميع يعلم ذلك لم تتخذ الدولة التدابير اللازمة لوقف انفلات الأسعار غير المبرر .
ليس مسئولية المواطن أن يحاسب تاجر جشع او مسئول مهمل ، أو موظف فاسد ، فهناك جهات رقابية وأمنية ومجلس نواب هم المنوط بهم محاسبة هؤلاء الفاسدين ، وحماية الشعب من هذه الجريمة المستمرة
سيادة الرئيس لن يشفع افتتاح المشروعات في ظل معاناة رجل الشارع من جنون الأسعار .. لن يشعر المواطن بحجم ما تقومون به في ظل حالة ” العوز ” التي يعاني منها .
سيادة الرئيس اذا كانت الحكومة قد فشلت في رفع المعاناة عن الشعب وهي وظيفتها ومهمتها الرئيسية فلماذا الإصرار علي الإبقاء عليها ، وهنا لا نطالب بتغيير أشخاص والإبقاء علي السياسات ، ولكن تغيير سياسات الحكومة هي الهدف ، فماذا يفيدنا لو تغيرت الحكومة وجاءت حكومة جديدة وطبقت نفس السياسات ؟ .
سيادة الرئيس أعلناها حتي قبل أن تعتلون منصب رئيس الجمهورية أننا جميعا معكم وخلفكم من أجل مصر ، ونعلنها أننا سنظل داعمين لكم أيضا من أجل مصر ، ولكن من واجبنا ومن فرط حرصنا عليكم أن نكون أمناء معكم في نقل نبض الشارع وما يعانيه لإيجاد حلول فورية لرفع المعاناة عن كاهل الشعب الذي تحمل كثيرا وعلي استعداد أن يتحمل أكثر ، ولكن في ظل مسئولين غير مسئولين – سامحني يا ريس – .. مش هينفع .
سيادتكم أفصحتم عنها تصريحا وتلميحا أنكم تعملون بمفردكم في إدارة شئون الدولة ولولا قواتنا المسلحة العظيمة لسقطت مصر وانهارت الدولة .. تلك هي الحقيقة التي يعملها القاصي والداني .
اغضب يا ريس .. اغضب علي كل مهمل .. علي كل فاسد .. علي كل محتكر .. علي كل تاجر جشع .
اغضب يا ريس .. قبل أن يغضب الشعب ، وليعلم الله أننا نجلكم ونحترمكم وندعمكم الي ابعد مدي .
تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر
