بريق تتضح معالمه وحلم يرى النور بسواعد المخلصين من شباب مصر.
مشروع قومي طموح ينقل مصر الي افاق المستقبل ويعيد للعاصمة طابعها التاريخي والحضاري .
المشروع يضم كبري الشركات الوطنية في التشييد والبناء وبإشراف من الهيئة الهندسية .
كتب – خالدعبدالحميد
ستظل مصر قوية بشبابها المخلص الذي يمتلك من العزيمة والقوة ما يمكنه من قهر المستحيل وتنفيذ اصعب المهام لصون كرامة الوطن وبناء مستقبله ، وفي الوقت الذي تخوض فيه مصر معركة متصلة ضد قوي الشر والارهاب التي تسعي الي عرقلة مسيرة الشعب المصري وما حققه طوال الفترة الماضية من انجازات ملموسة فى مجالات البناء والتنمية وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين ، تبقي ارادة المصريين واصطفافهم علي قلب رجل واحد كفيلة بتذليل الصعاب ، ومواجهة المشكلات التي لن تحل الا بعزيمة المصريين انفسهم في ظل ما نواجهة من مخططات وتحديات اقتصادية واجتماعية وامنية علي كافة الاتجاهات .
وتأتي العاصمة الادارية الجديدة كبريق تتضح معالمه وحلم بدأ يرى النور بسواعد المخلصين من شباب مصر ، يعملون كخلية نحل .. يسابقون الزمن .. يبذلون الجهد والعرق على مدار الساعة دون كلل أو ملل أو شكوى من مشقة العمل وحرارة الشمس، مجتازين الكثير من الصعاب، لا يساورهم أي شك في أنهم يقدمون اليوم لبلدهم شيئا غاليا سيفخرون به أمام أبنائهم وأحفادهم في المستقبل، حالمين بموعد افتتاح المشروع الذي لا يشعر بمدى ضخامته سوى من يشاهد بنائه بعينيه.. صورة مشرقة ومشرفة لأعمال تنفيذ المرحلة الأولى منه على أرض الواقع .. واقع يمهد لمستقبل قادم يحمل معه الكثير من الخير لأبناء الوطن .. إنه مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، الذي تشرف عليه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع العديد من الشركات المصرية العاملة في مجالات التشييد والبناء والمرافق والخدمات.
بمساحة إجمالية تبلغ 170 ألف فدان، منها 40 ألف فدان في المرحلة الأولى يتم الانتهاء منها خلال عامين، تشتمل العاصمة الإدارية الجديدة على مجمع يضم كافة الوزارات ، ومقر لمجلس النواب، وقرية ذكية، ومقرات للسفارات الأجنبية فى مصر، ومقرات للجامعات والمدارس، وأرض للمعارض، وحديقة مركزية كبيرة تعتبر من أكبر الحدائق فى الشرق الأوسط، ومطار مدنى يحمل اسم “مطار العاصمة” وهو ما تم الانتهاء منه بالفعل. كما تضم العاصمة الجديدة حيا كاملا لرجال المال والأعمال، ومقرا للبنك المركزى، والبورصة، ومقرات لمختلف البنوك المحلية والدولية.
ويبلغ عرض الطريق الرئيسى للمدينة 124 مترا مربعا ، وتعتبر مساحته الأكبر في مصر ، حيث أن أكبر مساحة موجودة حاليا تبلغ 90 مترا مربعا، ويتكون الطريق من 6 حارات طرق سريعة، بالإضافة إلى 3 حارات للخدمات. وتضم العاصمة الإدارية 25 حيا سكنيا تستوعب 6 ملايين نسمة، بالإضافة إلى 5 محطات لتوليد الكهرباء جارى إنشاءهم، حيث تصل حجم الطاقة المستهدفة فى المرحلة الأولى 2200 ميجاوات.
ويوجد بالعاصمة الإدارية أنفاق خرسانية للمرافق وتوصيلات الكهرباء و كابلات الاتصالات ، وخطوط الغاز والمياه والصرف الصحي، بمساحة تبلغ (6 متر مربع × 6 متر مربع)، كما تضم عدايات خرسانية ومواسير بأقطار تصل إلى 3 متر مربع، وعدايات خرسانية فارغة من أجل استخدامها فى المستقبل.
ويغذى العاصمة الإدارية الجديدة خط غاز رئيسي ممتد مباشرة من ميناء السخنة، ويجري تنفيذه حاليا، فضلا عن خط توصيل مؤقت من مدينة “بدر”.
وفيما يتعلق بتوصيل المياه.. فهناك ثلاثة خطوط هي: العاشر من رمضان، والقاهرة الجديدة ، والخط الرئيسي من البحر الأحمر “تحلية مياه البحر” وهذه تعتبر المرة الأولى التى سيتم فيها توصيل المياه من البحر الأحمر إلى القاهرة وليس العكس، كما ستضم العاصمة الإدارية الجديدة شبكة معالجة مياه.
ويقول محمد فودة، المدير الإداري لطرق العاصمة الإدارية الجديدة (شركة أوراسكوم لإنشاء الطرق) أن هناك 550 عاملا على مختلف المهن تابعين للشركة يعملون فى تنفيذ 28 كيلومترا مربعا من الطرق، موضحا أن العمل يستمر على مدار 24 ساعة بنظام المناوبات.
وأوضح فودة أن الجميع يعملون بجد ودون ملل من أجل إنجاز المشروع، مشيرا إلى وجود عيادة طبية تابعة للشركة من أجل متابعة الحالة الصحية للعمال، معربا عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل لأنه سيكون مصدر فخر له فى المستقبل.
ومن جانبه، أشار المهندس أحمد فاروق، مدير تنفيذي بشركة (أوراسكوم لإنشاء الطرق)، إلى أنه يتم حاليا تنفيذ الطرق الموجودة شرق الطريق الدائرى الإقليمي والبالغ مساحتها 28 كلم، امتدادا لطريق بن زايد الشمالي والجنوبي، موضحا أن عرض الطرق يبلغ 24 مترا، و90 مترا.
وأوضح إنه تم إنجاز 37% من المستهدف تنفيذه حتى الآن من المشروع ، موضحا أن هناك أعمالا أخرى تقوم بها شركة أوراسكوم في المشروع سواء على مستوى الإنشاءات أو الطرق.
فيما أوضح عمرو عبدالله، مدير مشروع بشركة (أوراسكوم لإنشاء الطرق)، أن الطرق مصممة لتحمل جميع الحمولات التي تسير على الطرق، وحالات الازدحام الشديد المتوقع حاليا ومستقبلا.
وأشار إلى أنه يتم تنفيذ الطرق بأعلى جودة طبقا للمواصفات، حيث يتم اختبار المواد المستخدمة فى معامل مجهزة بأحدث الأجهزة، لافتا إلى أن جميع الأعمال يتم تنفيذها بخبرة وعمالة مصرية بنسبة 100 %، ولا يوجد أى تعاون مع خبرات أجنبية.
المهندس أسامة دانيال، المسئول عن ضبط الجودة، أوضح أن هناك اهتماما كبيرا بعنصر الجودة للمواد المستخدمة سواء فى أعمال الردم أو الاسفلت، حيث يتم الكشف عن الجودة عقب كل طبقة ويتم عمل الاختبارات لكل طبقة حتى يتم تنفيذ المطلوب بشكل كامل وبدون أخطاء، مشيرا إلى أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وضعت مواصفات تتطابق مع المواصفات العالمية التى يجب الالتزام بها.
واضاف ان هناك الآلاف من عمال ومهندسين وإداريين وسائقين، كل يقوم بدوره بكفاءة وإتقان.
وقال رامى فهمى، مدير تنفيذي في شركة (أبناء “حسن علام”)، إنه تم الانتهاء من تنفيذ الكوبرى الأول ويسمى كوبرى “بن زايد الجنوبي” لربط العاصمة الإدارية شرقا وغربا، حيث يمر في الطريق الدائري الإقليمي.
وأوضح فهمي أنه تم الانتهاء من أعمال التشييد، الذي بدأ العمل به منذ 9 أشهر فقط، وتم إنجاز الكوبري في وقت قياسي.. مشيرا إلى أن طول الكوبري يبلغ 155 مترا ، وتم استخدام 25 ألف متر مكعب من الخرسانات فى تنفيذه، و 5 آلاف طن حديد ، ويبلغ عرضه 70 مترا ، بما يمثل 14 حارة مرورية، 7 حارات لكل اتجاه.
وأضاف إلى أنه سيتم البدء في إنشاء كوبرى أخر، وهو تقاطع كوبري “بن زايد” مع “طريق الأمل”.
ومن جانبه، قال وائل عبدالفتاح حسن، مدير عمليات شركة (الاتحادية للخدمات البترولية والمقاولات)، إن الشركة تعمل في مجال تنمية الآبار، حيث تقوم حاليا بعمل بئر استكشافي للمنطقة لمعرفة الإنتاجية وكمية المياه الموجودة، واحتمالية تغذية المنطقة بالمياه الجوفية.
وأوضح أنه تم الانتهاء من بئر العاصمة (1) ، ويبلغ عمقه 400 متر، حيث تم حفره بالفعل وبدأت الآن عملية التنمية، وتحليل العينات الخارجة منه، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يحقق سعة من 50 إلى 60 مترا مكعبا، وأن حجم المياه التي تم اكتشافها أكبر من المتوقع.
بدوره، أشار المهندس محمود الشناوي، مدير قطاع الإنشاءات شركة “كوبروزا برايم” للإنشاءات المصرية الإسبانية للتشييد والبناء، إلى أن الشركة تقوم بتنفيذ عدد من الوحدات السكنية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى طرق الحدائق المركزية، منوها بأن تلك الحدائق تعتبر من أكبر الحدائق على مستوى العالم، حيث تقام على مساحة 5 آلاف فدان، بطول 35 كيلومترا، وستكون مفتوحة للجمهور مجانا وتخدم العاصمة الإدارية بالكامل، والقاهرة الجديدة والقاهرة.
وأوضح أن مشروع الحدائق مقسم على 7 قطاعات؛ منها الحديقة التاريخية (ذات طابع تاريخي)، وحديقة للصحة والسكان (للأطفال)، وحديقة للمال والأعمال، والحديقة الدولية، والحديقة الرياضية، وحديقة للعلوم، وحديقة للنباتات، مشيرا إلى أن هذا الكم الهائل من الحدائق سيتم ريه بمياه معالجة، ولا يؤثر على مياه الشرب.
وقال الشناوي إنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى في الحدائق وهى مرحلة الطرق، مشيرا إلى أنه مع نهاية الشهر الجاري سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى من الحديقة المركزية وهى ما تسمى بالحديقة المتوسطية.
وأشار إلى أن الوحدات السكنية ستكون كاملة التشطيبات لذلك سيتم الانتهاء منها خلال عام، موضحا أن الشركة تستفيد من الخبرة الإسبانية.
ومن جانبه، قال المهندس الإسباني خوسيه تاميل، مدير مشروع بشركة (“كوبروزا برايم”) ، إن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة كبير للغاية، موضحا أنه اختار العمل في مصر لأنه من القليل جدا أن تجد مشروعا بمثل هذا الحجم من الأعمال التي تحدث في وقت واحد، مشيرا إلى أنه تلقى عروضا من أكثر من دولة، ولكنه فضل العمل فى مصر، التي يعمل بها للمرة الأولى.
وأكد أن ما يميز هذا المشروع هو أنه يتم تنفيذه في وقت قياسي، وبجودة عالية جدا، مقارنة بالوقت وحجم التنفيذ المتوقع.. وأشار إلى أن سرعة التنفيذ مع تحقيق أعلى معدل من الجودة، تعد من أبرز التحديات التي تواجهه في العمل بالمشروع.
وأشاد المهندس تاميل بالعامل المصري وجودة إنتاجه، التي أبهرته شخصيا، منوها بأن جميع العاملين المصريين بالمشروع لديهم الخبرة الكاملة المطلوبة، وعلى استعداد أيضا لاكتساب خبرات جديدة، وأنه يرى أن المشروع يمثل فرصة جيدة لتبادل الخبرات.