لعل مايحدث الآن من أحداث ارهابية حول العالم وخاصة مايحدث فى فرنسا هو جرس إنذار للساسة فى أوروبا وأميركا من أن هذا الإرهاب كان نتاج سياساتهم الخاطئة على مدار عشرات السنين الماضية.
لا سيما الحادث الارهابى الخسيس الذي وقع مؤخرا مدينة نيس الفرنسية باستخدام حافلة دهست عشرات الأبرياء وهو الحادث الذى أفزع الجميع بسبب بشاعته ووحشيته ، وهو ما يجعلنا نتساءل عن الأسباب التى تؤدى الى ارتكاب مثل هذه البشاعات ؟ وأرى من وجهة نظرى كمهاجر مصرى يعيش فى اوروبا منذ ٣٦ عاما أن سياسات التمييز العنصرى ضد الجاليات المسلمة وفشل تطبيق سياسات الإندماج لهذه الجاليات، وارتفاع نسب البطالة بين أجيال الجيل الثانى والثالث فى بلدان اوروبا نتيجة ايضا للتمييز العنصرى من قبل أصحاب الأعمال .. كل ذلك أدى الى شعور هذه الأجيال الشابة والتى ولدت وترعرت فى بلدان اوروبا المختلفة بعدم الانتماء لهذه البلاد وضياع هويتهم بين بلاد المنشأ لآبائهم والبلاد التى يقيمون فيها.
كل هذه الأسباب جعلت منهم فريسة سهلة للجماعات المتطرفة والتى تأسست برعاية اميريكية أوروبية، وكان من السهل تجنيدهم بشماعة الدين أولا ، وتربيتهم على الفكر المتشدد التكفيري ، ووجد هؤلاء الشباب الضالين ضالتهم فى الفكر المتشدد وتكفير المجتمعات الغربية لكى يصبوا غضبهم على هذه المجتمعات كرد فعل على مايعانوه من عنصرية وبطالة وسوء المعيشة فى بلاد اوروبا.
ولذلك تجد أنهم كانوا فريسة سهلة جدا وساعد على ذلك تبنى أميركا وأوروبا لقيادات الاٍرهاب وحمايتهم ليعملوا بكل حريه فى بلادهم.
وهناك ما تزال العديد من الخلايا النائمة التى تنتظر الأوامر للقيام بعمليات ارهابية فى مناطق مختلفة من العالم وتستخدمها أميركا وإنجلترا من أجل التأثير على بعض الأحداث او الضغط على بعض الحكومات!
وهو ما نراه فى الفترة الاخيرة ومنذ بدء التعاون الفرنسي المصرى وخاصة فى مجال التسليح العسكرى وعلى غير رغبة أميركا وانجلترا ، فكان لابد من معاقبة فرنسا والضغط عليها عن طريق العمليات الارهابية لخلق ضغوط على الحكومة الفرنسية وبث الرعب والفزع لدي رجل الشارع الفرنسي، وارسال رسالة بعينها للحكومة الفرنسية.
أضف الي ذلك أن ما يحدث الآن ايضا من أحداث قتل ضد الأمريكان السود ورد الفعل المضاد باقتناص ضباط الشرطة من الأميركان البيض، هو رد فعل على سياسات التمييز العنصرى التى تمارسها الشرطة ضدهم.
وقد يكون هناك بعض الأمل خاصة وأن رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة ووزير الداخلية ضد الاسلام المتشدد وإنشاء الجمعيات الحقوقية الوهمية.
ونتمنى ان تكون هذه هى البداية للقضاء على رؤوس وجذور الاٍرهاب وتفكيك العديد من الخلايا النائمة حول العالم.
والي ان يتم ذلك فان ما يحدث الآن من أحداث ارهابية فى اوروبا واميركا هو جزء من الطبخة المسممة التى خبذوها بأنفسهم .. ولابد لطباخ السم أن يذوقه !!!
كاتب المقال – المتحدث الرسمي لإئتلاف الـ 32 اتحاد وحركة مصرية بالخارج