الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 6:06 ص

بالصور .. فضيحة كبري وراء زيارة نتنياهو لإفريقيا .. والرجالة عملوا الواجب

 

 نتنياهو 22

حكاية إفشال اجتماع نتنياهو بالسفراء الأفارقة ورفض استقباله بمقر الإتحاد

رفض طلب إسرائيل الإنضمام للإتحاد الإفريقي .. رغم محاولات أثيوبيا

مسئول سوداني يقلل من أهمية زيارة رئيس وزراء إسرائيل لإفريقيا ويصفها بـ ” العادية”

هروب سفراء الدول الإفريقية من اجتماع نتنياهو خوفا من فخ التطبيع

حضور السيسي  القمة الإفريقية ضرورة لإجهاض اطماع تل أبيب في القارة السمراء

 

 

 

تقرير يكتبه – خالدعبدالحميد

كنا ولا زلنا وسنظل من هواة جلد الذات والسعي دائما لتشويه أي إنجاز وخفض الروح المعنوية وتصدير الإحباط للرأي العام والشعب .. وهواة هذه الظاهرة ينظرون دائما وربما عن تعمد الي نصف الكوب فقط ، وبما يحقق أهدافهم والتي لا تصب بحال من الاحوال في مصلحة الدولة التي تخوض الآن حربا علي كافة المستويات والأصعدة ، وما يمكن أن يسمح به في وقت السلم والإستقرار ، قد لا يسمح به بطبيعة الحال في وقت الحرب والأزمات .

قامت الدنيا في مصر ولم تقعد بسبب الزيارة التي قام بها رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو لعدد من الدول الإفريقية من بينها دول حوض النيل ، ورغم أن مخاوف البعض من هذه الزيارة كان في محلها بسبب أزمة سد النهضة والدور الإسرائيلي المشبوه فيها ، الا أن البعض مما يطلقون علي أنفسهم خبراء ومحللون ونشطاء راحوا يسبحون في بحر من التشاؤم وتصدير الإحباط للشعب واتخذوا من هذه الزيارة سلاحا لضرب جدار الثقة بين الشعب والقيادة السياسية واجهزة الدولة الأمنية والمعلوماتية ، بعد أن اتهموا الجميع بالتقصير في ملف سد النهضة ، وترك افريقيا علي الغرب لتل أبيب تعيث فيها تآمرا ضد مصر .

وتناسي اصحاب هذه النظرية أن أجهزة الدولة الأمنية المعنية تعمل كثيرا ولا تتحدث مطلقا عما تقوم به من إجراءات ، وهو من صميم عملها ، فليس من المقبول أو المتصور أن يعلم العامة ما تقوم به تلك الأجهزة للحفاظ علي الأمن القومي المصري ، وهو إجراء معمول به في كل دول العالم .

وهنا يجب أن يقوم الإعلام الوطني بدوره ويدلو بدلوه في تبصير الراي العام بمهمة تلك الأجهزة ، وما يقال وما لا يقال في مثل تلك الأمور التي تتعلق بأمن البلاد واستقرارها .

وما لا يعلمه الرأي العام في مصر ، ولم تتناوله وسائل الإعلام ، ربما عن عمد ما حدث أثناء زيارة رئيس وزراء إسرائيل لإفريقيا .. اهتم الإعلام والكتاب فقط بما قاله وصرح به نتنياهو عن نية تل ابيب لإبرام اتفاقيات مشتركة مع بعض الدول الإفريقية والتعاون في مجال التكنولوجية والإرهاب والمشروعات الزراعية ، وأغفلت وسائل الإعلام المصرية الإشارة الي فشل نتنياهو في عقد الندوة التي كانت تسعي اسرائيل لعقدها والتي كان من المخطط  أن يجتمع فيها نتنياهو مع كافة سفراء الدول الإفريقية .. هل سأل أحد نفسه من كان وراء إفشال هذه الندوة ؟! .. لم يحدث .. واجاب علي هذه السؤال وكالة الأناضول في تصريح علي لسان مسئول افريقي بقوله أن هناك دولة افريقية كبري كانت وراء عدم اتمام وعقد هذه الندوة ، رغم مساعي اثيوبيا الحثيثة لعقدها الا أن تأثير وجهود هذه الدولة الكبري حالت دون عقد هذه الندوة .

أيضا لم يكلف أحد المحللين نفسه عناء البحث والتحري واستقصاء الحقائق عن سبب رفض الإتحاد الإفريقي استقبال رئيس وزراء إسرائيل في لطمة قوية للكيان الصهيوني الذي كان يتوهم أنه سيفتح افريقيا ويعيد علاقاته معها من جديد مستغلا الحالة التي تمر بها مصر .. من كان يقف وراء فشل دخول نتنياهو الإتحاد الإفريقي واستقباله ؟! بالتأكيد كانت جهود رجال يعملون دون ضجة أو صخب ويواصلون العمل ليل نهار للحفاظ علي أمن الوطن .

ولأننا لم نعر هذا الأمر أدني إهتمام اللهم الا ما يسيئ لمصر فقط  !! ، فسنستعين ببعض ما نشرته وكالات ( معادية ) لمصر والتي وضعت الأمور في نصابها الصحيح عندما نشرت وكالة ” الأناضول” التركية تصريحات عن خبراء ودبلوماسيون أفارقة قللوا فيها  من أهمية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،إلى دول شرق أفريقيا  واصفين الزيارة بـ”العادية” وأنها لا تستحق كل هذه الضجة المثارة حولها .

وأكد المتحدث السابق باسم منظمة الوحدة الأفريقية، إبراهيم دقش، لم تكن لهذه الزيارة أية تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة على الاتحاد الأفريقي، أو الدول الأفريقية، كون الزيارة ليست أكثر من مبادرة سياسية ونتائجها ثنائية مع الدول التي زارها رئيس الوزراء الإسرائيلي

واستبعد دقش، أن تنجح الزيارة التي قام بها نتنياهو في إعادة الدبلوماسية الإسرائيلية مع دول الاتحاد الأفريقي (54 دولة)، لأنها (الزيارة) لا تعكس وجهة نظر غالبية الدول الأفريقية الأعضاء في الاتحاد.

كما أوضح أن إسرائيل لديها علاقات دبلوماسية مع 11 دولة أفريقية، مستبعداً أن تجدد تل أبيب طلبها بعضوية ” مراقب ” في الاتحاد الأفريقي، لعدم توفر الشروط (لم يوضح طبيعتها)، مشيراً أن الطلب الإسرائيلي بهذا الخصوص سبق أن رفض مرتين، عامي 1976 و2014.

وذكر دقش، أن 31 دولة أفريقية قطعت علاقاتها مع إسرائيل منذ عام 1973 بقرار من منظمة الوحدة الأفريقية، تضامناً مع مصر التي خاضت حربا ضد إسرائيل آنذاك.

11

وقال مبيناً “أفريقيا من أكثر قارات العالم المؤيدة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية والإقليمية، وسبق أن اختارت إسرائيل مواقف معادية للدول الأفريقية قد لا تساعدها في إقامة علاقات معها بسهولة”.

وتابع، “موقف منظمة الوحدة الأفريقية من القضية الفلسطينية عام 1973، تم اتخاذه باعتبارها واحدة من قضايا التحرر، وظلت إسرائيل تعارض موقف الاتحاد الأفريقي واعتبرته منحازًا للفلسطينيين ضدها”.

وكشف دقش، أن الشركاء الدوليين الذين يتمتعون بعضوية مراقب في الاتحاد الأفريقي مثل الهند، والصين، وتركيا، البرازيل، واليابان، والاتحاد الأوروبي هي من الدول ذات الاقتصاديات الكبرى في العالم، ولديها استثمارات كبيرة في أفريقيا، لافتًا أن “التعاون الإسرائيلي مقارنة بهذه المجموعات، لن يكون له أي تأثير على الاتحاد الأفريقي، والدول الأفريقية”.

كشف مصدر دبلوماسي أفريقي رفيع المستوي  لوكالة ” الأناضول “إن ضغوط دولة أفريقية مؤثرة نجحت في إيصال رسالة بعدم قبول إقامة ندوة تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسفراء الأفارقة بمقر الاتحاد الأفريقي (أديس أبابا)”، وأضاف أن المساعي الإسرائيلية التي بذلت لتنظيم ندوة بمقر الاتحاد الأفريقي “فشلت” وأن معظم السفراء الأفارقة أبدوا رفضهم لهذه الندوة بحجة انشغالهم بالسفر الي رواندا للتجهيز لإنطلاق القمة الإفريقية الـ 27 التي ستعقد بعد أيام وهو هروبا دبلوماسيا من الندوة الإسرائيلية .

وقال أن العلاقات الإسرائيلية – الأفريقية تعود إلى خمسينات القرن الماضي، والتي شهدت ربيعا حتى حرب 1967، إذ أدي العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والأردن، آنذاك، إلى تغيير صورة إسرائيل، من دولة “فتية مسالمة”، في نظر الأفارقة، إلى دولة “قوية عدوانية وتوسعية”.

وشكلت حرب 1967 بداية مراجعة لدى بعض الدول الأفريقية، وبداية مسار لقطع العلاقات، شمل آنذاك 4 دول فقط هي: غينيا، وأوغندا، وتشاد، والكونغو برازافيل.

وعقب حرب أكتوبر 1973، عمدت الدول الأفريقية إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بشكل جماعي، بقرار ملزم صادر من منظمة الوحدة الأفريقية؛ حيث قطعت 31 دولة علاقتها مع تل أبيب.

إلا أن بعض الدول الأفريقية بدأت في إعادة علاقاتها معها بشكل فردي، إثر توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية كامب ديفيد للسلام في عام 1978.

التحقيق مع النتن

السفير عثمان نافع مندوب السودان في الاتحاد الأفريقي، أكد أن هناك مساع وقفت وراء رفض الاتحاد الأفريقي استقبال رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، بالإضافة الي أن رفض المسئولين بالاتحاد الأفريقي ينطلق من ثوابت ومبادئ ميثاق الاتحاد، الذي يعتبر إسرائيل دولة احتلال وعنصرية“.

وأضاف أن أي استقبال لمسئول إسرائيلي مستقبلا يعد،خرقا لميثاق ومبادئ الاتحاد“.

واستبعد السفير السوداني حصول إسرائيل على هذا الأمر، كون الاتحاد “يرفض استمرار احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية وممارستها القمع والاعتقالات وإقامتها جدار الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني الأعزل“.

وتابع: “الاتحاد الأفريقي يطالب إسرائيل في كل قمة يعقدها بالإنسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967″، مؤكدًا أن الاتحاد “سيظل يدعم القضية الفلسطينية“.

 وعن تقييمه لجولة نتنياهو لدول شرق أفريقيا (أوغندا، كينيا، رواندا، إثيوبيا)، قلل نافع من هذه الجولة، التي وصفها بأنها “مناورة سياسية“.                                                                           وعلي صعيد متصل قال مصدر بالمنظمة الأفريقية إن سفيرة تل أبيب لدى إثيوبيا، بيلاينش زفاديا، تقدمت منذ شهر بطلب لزيارة نتنياهو لمقر الإتحاد الإفريقي ، قبل أن يقابل هذا الطلب بالرفض .

وعلي الرغم من الأهداف المعلنة لزيارة نتنياهو ، الا أن هناك أهدافا أخري غير معلنة لهذه الزيارة يأتي في مقدمتها الفضيحة التي طالت رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والمتهم في قضية غسيل أموال في تل أبيب ، فكان من الضروري أن يقوم نتنياهو بعمل كبير لإسرائيل للفت الأنظار عن الفضيحة المتورط فيها ، فكانت زيارته لشرق أفريقيا  

وتجري الشرطة الإسرائيليّة الآن تحقيقات موسعة منذ شهرين تدور حول تورط رئيس الوزراء الإسرائيلي بتبييض ثروات بمبالغ كبيرة للغاية، وتلقي نتنياهو أموالًا لدعم حملته الانتخابيّة، خلال الانتخابات الأخيرة.

وأكدت التحقيقات أن مسئولا قضائيًا كبيرًا في إسرائيل متورّطا مع نتنياهو في هذه الفضيحة، في حين ذكرت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي أن التحقيقات تدور حول نقل أموال ضخمة لنتنياهو وأحد أفراد أسرته.

كما ذكرت القناة العاشرة أن مسئولين في سلطة إنفاذ وجمع الضرائب يفحصون إمكانة تجنيد مساعدة الرئيس السابق لموظفي مكتب نتنياهو، أري هارو، في التحقيق.

ويشار إلى أن هارو استقال من منصبه كرئيس لطاقم موظفي مكتب رئيس الحكومة في يناير عام 2015، وتدل الشبهات لدى الشرطة الإسرائيلية أنه باع شركة استشارات بملكيته مقابل ثلاثة ملايين دولار، لكنه لم يقبض المبلغ كاملا، وأن الحديث يدور عن صفقة وهمية.

وكان هارو، الأمريكي الأصل، قد تولى منصب مدير عام جمعية أصدقاء حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، ومولت هذه الجمعية رحلات نتنياهو وافراد عائلته إلى خارج إسرائيل، وجند أموالا لصالح نتنياهو.

تأتي هذه الأحداث وتداعيات زيارة نتنياهو لدول شرق إفريقيا قبل أيام من انعقاد مؤتمر القمة الإفريقية الـ 27  برواندا ، والتي من المقرر أن يحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ، وبالتأكيد سيكون  لحضور الرئيس السيسي فعاليات القمة تأثيرا إيجابيا كبيرا علي علاقات مصر بدول إفريقيا ، لا سيما اللقاءات الثنائية التي ستتم علي هامش هذه القمة .

نخلص من هذا التقرير اننا لا يجب أن نهون ولا أن نهول من زيارة رئيس وزراء إسرائيل الي إفريقيا التي انتهت مؤخرا ، فلا يجب أن تترك هذه الزيارة هكذا دون دراسة ابعادها ولا تداعياتها حتي ولو كانت زيارة عادية أو محدودة ، ومهمة ذلك موكولة للجهات المعنية بهذا الملف والتي لا نعتقد أنها تحتاج منا الي تبصيرها أو توعيتها بما يجب أن يتم ، فهذا من صميم عملها وليس لنا التدخل فيه ، وعلي الجانب الآخر لا يجب أن نهول من نتائج هذه الزيارة الي الحد الذي نصدر معه الإحباط والرعب للمواطن المصري ونصور له الأمور علي غير حقيقتها ومن أن اسرائيل اضخعت كل الدول الإفريقية لنفوذها وهو ما يمكن أن يشكل وسيلة ضغط كبري علي مصر ، فليس معني وجود ثلاثة أو اربعة دول تربطها مصالح مع تل أبيب أن نصور للكافة أن كل الدول الإفريقية خضعت لإسرائيل .. وكما سبق وذكرنا  ” لا تهوين .. ولا تهويل ” وعلينا أن نضع دائما مصلحة الوطن العليا نصب أعيننا

اترك رد

%d