دموع رونالدو المبكرة أعقبتها دموع الفرح. فرح اجتاح البرتغاليين داخل البلاد وخارجها بعد نيل المنتخب ليلة الأحد لقب يورو 2016 عقب الفوز على فرنسا (0-1) في مباراة النهائي. صاحبة الأرض "لازالت جريحة" لكنها "فخورة" بالديوك.
في الساعات التالية للمباراة النهائية ببطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) ، شهدت شوارع العاصمة الفرنسية باريس احتفال أعداد كبيرة من المشجعين، فقد رفعت الأعلام من نوافذ السيارات التي أطلقت أبواقها لكن أغلب تلك الأعلام لم تكن أعلام أصحاب الأرض فقد كانت الكلمة الأخيرة في البطولة من نصيب البرتغال.
وعقب فوز المنتخب البرتغالي على نظيره الفرنسي صاحب الضيافة 1 / صفر في المباراة النهائية مساء الأحد على ملعب استاد "دو فرانس" في سان دوني بالقرب من العاصمة باريس، توجه مشجعو البرتغال إلى قصر الإليزيه للاحتفال بالتتويج الأول لبلادهم.
وأعلنت شرطة باريس أنها اعتقلت ليل الأحد (10 من يوليو/ تموز 2016) ما لا يقل عن 40 مشجعا اثر صدامات وأعمال شغب على هامش مباراة النهائي. وقالت الشرطة إن الصدامات اندلعت قرب برج ايفل حين حاول مشجعون الدخول عنوة إلى باحة البرج حيث كانت جموع من المتفرجين تتابع المباراة على شاشات عملاقة والتي أغلقتها السلطات منذ الساعة السابعة مساء لامتلائها عن بكرة أبيها (أكثر من 90 ألف متفرج).
فرنسا "فخورة" بمنتخبها
وعمد بعض هؤلاء إلى رشق قوات الأمن بمقذوفات واحرقوا حاويات قمامة ودراجات نارية وسيارة واحدة، في حين تصدت لهم الشرطة بخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع. وبحسب الشرطة فان مشجعين غاضبين هاجموا أيضا بعض السيارات المارة في المكان مما تسبب بحالة هلع دفعت بأحد السائقين إلى دهس شخصين استدعت إصابة احدهما نقله إلى المستشفى.
من جهته أعرب المدرب الفرنسي ديدييه ديشان بعد الخسارة أمام البرتغال صفر-1 على أرض فرنسا،عن "خيبة الأمل" قوية لدى الديوك. وتابع "يجب تهنئة البرتغال، لكن هناك الكثير من خيبة الأمل. الخسارة بهذه الطريقة وفي النهائي بعد المشوار الجيد أمر مؤلم حقا. هذا شيء فظيع".
وختم بالقول "يجب تقبل النتيجة، لكن ذلك سيأخذ وقتا لتجاوزها. خضنا بطولة رائعة وكان بالإمكان أن تكون أفضل. أنا فخور باللاعبين. افتقدنا إلى الشيء الأساسي وهو الخطوة الأخيرة، لكن ذلك لا ينقص من قيمة العمل الكبير الذي قمنا به. أنا محبط أيضا بالنسبة إلى الجمهور الذي رافقنا ودعمنا منذ أسابيع".
ورغم الهزيمة إلا أن الرأي العام الفرنسي فخور بما حققه منتخب بلاده، فيما أعلن قصر الإليزيه صباح اليوم الاثنين أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند سيستضيف المنتخب الفرنسي لتناول الغداء اليوم.
البرتغال تحتفل بالانجاز التاريخي
أما في البرتغال، فقد اندفع مئات الآلاف من المشجعين البرتغاليين إلى شوارع العاصمة لشبونة والمدن الأخرى بكل أنحاء البلاد للاحتفال بإحراز منتخب بلادهم لقب كأس الأمم الأوروبية الأول في تاريخ البرتغال.
وتجمع آلاف من المواطنين في ميدان ماركيز دي بومبال بوسط لشبونة الذي كان مقرا معتادا لاحتفالات مشجعي فريق بنفيكا البرتغالي. واجتاحت الاحتفالات أيضا المدن البرتغالية الصغيرة مثل فيجيرا دا فوز التي شهدت تجمع نحو 30 ألف مشجع لمشاهدة المباراة عبر شاشات العرض العملاقة قبل أن ينخرطوا في الاحتفالات بمجرد تسجيل اللاعب البديل إيدر لوبيز هدف الفوز على فرنسا في الدقيقة 109 بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي.
من جهته أعلن الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا عن منح لاعبي المنتخب البرتغالي لكرة القدم وسام الشرف بعد انجازه التاريخي. كما أشادت وسائل الإعلام البرتغالية بالفوز التاريخي حيث أحرز الفريق اللقب الأول له في البطولات الكبيرة.
وذكرت صحيفة "ريكورد" البرتغالية، على موقعها بالانترنت، "دموع كريستيانو رونالدو للإحباط بعد الإصابة تحولت إلى دموع الفرح باللقب" في إشارة إلى دموع رونالدو اثر إصابته المبكرة في المباراة والتي أجبرته على الخروج من اللعب في الدقيقة 25 .
وأشارت صحيفة "أو جوجو" إلى الهزيمة المؤلمة للمنتخب البرتغالي أمام نظيره اليوناني في نهائي يورو 2004 بالبرتغال. وأوضحت : "لاعبو البرتغال أنجزوا الآن ما عجزوا عن تحقيقه أمام اليونان". وذكرت صحيفة "كوريو دا مانيا": "البرتغال تكتب التاريخ".