30 يونيو 1970 البداية الحقيقية لإسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى حمي سماء مصر
قصة سقوط أول طائرة فانتوم اسرائيلية .. وحكاية الثلاثة أيام الأولي في حرب أكتوبر
سمفونية متكاملة عزفت أعظم الألحان ، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى
حوار – خالدعبدالحميد
ستظل قواتنا المسلحة تاج علي رؤس كل المصريين ومبعث العزة والفخر للمواطنين والملاذ الأمن بعد المولي عز وجل لكل مواطن مصري عندما تشتد وتستعصي عليه الأمور ، من الممكن ان تهتز ثقتك باي هيئة أو كيان في الدولة ولكن أبدا لم تهتز ثقة المواطنين في جيشهم ، حدث ذلك أثناء ثورة 25 يناير 2011 عندما انحاز الجيش للشعب في ثورته ، وتكرر نفس المشهد الوطني عندما انحاز الجيش للشعب في ثورة 2013 .. وكان الشعب علي ثقة بأن ظهره محمي بجيشه وهو يخرج للميادين ليقول للظلم والفاشية والفساد ” لا ”
واليوم وبمناسبة العيد الـ 42 لقوات الدفاع الجوي كان لزاما علينا أن نلتقي بأحد فرسان وقادة القوات المسلحة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة للتعرف منه علي بطولات قوات الدفاع الجوي اثناء الحرب وما قامت بها اثناء ثورتي المصريين ” 25 / 30 ”
التقيناه في حوار اتسم بالمكاشفة والمصارحة والوطنية .. انه الفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي وعضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي أكد خلال حواره معنا أن يوم الثلاثين من يونيو عام1970 كان البداية الحقيقية لإسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى منع طائرات العدو من الإقتراب من سماء الجبهة فإتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيداً لها .. كما تحدث قائد القوات عن دور الدفاع الجوي في ثورتي ” 25/30 ” والتعاون مع الدول العربية والأجنبية في المجال العسكري وأمور كثيرة ازاح عنها النقاب .. والي تفاصيل الحوار :
سيادة الفريق .. تحتفل قوات الدفاع الجوى كل عام فى الثلاثين من شهر يونيه بعيد الدفاع الجوى ..هل لنا أن نتعرف على أسباب إختيار ذلك اليوم ؟
طبقاً للقرار الجمهورى رقم (199) الصادر فى الأول من فبراير 1968 تم البدء
فى إنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة .. تم إنشاء حائط الصواريخ تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصلة بأحدث الطائرات ( فانتوم ، سكاى هوك ) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت … ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الإستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الإسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز ( فانتوم ، سكاى هوك ) ،
وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه إسبوع تساقط الفانتوم وتوالت إنتصارات رجال الدفاع الجوى
ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام1970 هو البداية الحقيقية لإسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى منع طائرات العدو من الإقتراب من سماء الجبهة فإتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيداً لها .
السيد قائد قوات الدفاع الجوى ..يتردد فى إحتفالات الدفاع الجوى كلمة (حائط الصواريخ) ..نرجو إلقاء الضوء بماذا تعنى هذه الكلمة .. وكيف تم إنشاء هذا الحائط ؟
حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات
فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة (رئيسية / تبادلية / هيكلية)
قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى للتجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة …
هذه المواقع تم إنشائها وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها … وقد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة … حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير دفاع جوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات … وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات … ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات … كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده … وقام رجال الدفاع الجوى بالدارسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة .. وكان الإتفاق على أن يتم بناء حائط الصواريخ بإتباع أحد الخيارين :
الخيار الأول :القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام وإحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات .
الخيار الثانى :الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها ( إسلوب الزحف البطئ ) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق وإحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له .. وهكذا … وهو ما إستقر الرأى عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم إحتلالها دون أى رد فعل من العدو ..وتم التخطيط لإحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة… وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام فى تناسق كامل وبدقة عالية .. وفى التوقيت المحدد كسمفونية متكاملة تعزف أعظم الألحان ، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى ، وعلى أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوى على الإقتراب من قناة السويس فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوى .
الفريق التراس .. الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع … نرجو إلقاء الضوء
.. كيف قام الدفاع الجوى المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973
الحديث عن حرب أكتوبر 73 لاينتهى … وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى كافة الأحداث ..وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوى فى هذه الحرب ولكى نبرز أهمية هذا الدور … فإنه يجب أولاً معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور … حيث بدا مبكراً التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية … حيث قامت إسرائيل بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا وتعاقدت مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة … حيث توفر الوقت والإمكانيات للقوات الجوية الإسرائيلية للإعداد والتجهيز عقب حرب عام 56 وتحقيق إنتصار زائف فى عام 1967 والإمداد بأعداد كبيرة من الطائرات الحديثة خلال حرب الإستنزاف … فإن قوات الدفاع الجوى كان عليها التصدى لهذه الطائرات … حيث قام رجال الدفاع الجوى بتحقيق ملحمة فى الصمود والتحدى والبطولة والفداء وقامو بإستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوى المستمرة وخلال شهر إبريل ومايو ويونيو ويوليو وأغسطس عام 1970 إستطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج … مما أجبر إسرائيل على قبول ( مبادرة روجررز ) لوقف إطلاق النار إعتباراً من صباح 8 أغسطس 1970 … وبدء رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير وإستعادة الأرض والكرامة ..وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام – 3 البتشورا وإنضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970 … وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من إستطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى ( الإستراتوكروزار ) صباح يوم 17 سبتمبر 1971 … وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ ( سام-2 ، سام-6 ) لإستكمال بناء حائط الصواريخ إستعداداً لحرب التحرير … وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية وإقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية … وفى اليوم الأول للقتال فى السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى أخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلية 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين … وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الإقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم … وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجنى سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين … وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بهم … وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال فى تحديده للمشاكل التى تواجه القوات الإسرائيلية ( وثمة مشكلة أخرى تواجة طيراننا فهو عاجز عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية ) وذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها … ثقيلة بدمائها ) .
في الجزء الثاني من الحوار نتطرق الي الدور الذي قامت به قوات الدفاع الجوي في ثورتي ” 25 / 30 “