بقلم عادل اسكندر
رئيس جمعية الصداقة المصرية الكندية
من أجمل الذكريات التى تربطنا بشهر رمضان المبارك هو اللقاءات والإفطار الجماعي للأهل والاصدقاء والسهرات الفنية كل ليلة والخيم الرمضانية ،التى تجمع الشعب المصرى بأكمله في محبة وسلام.
مهما تبعدنا المسافات تظل مصر في قلوبنا وتظل الذكريات تشكل الجزء الأكبر من حياتنا وانا مؤمن تماماً ان قوة وعظمة مصر وشعبها في اتحادها والتحامها شعباً واحداً في بلد واحد تحت علم واحد واعتقادى الكامل بأن هذه هي القوة الحقيقة التي حفظت مصر من الانهيار وحفظتها من الهزات العنيفة.
لقد مررنا بأيام صعبة جدا فى مصر…. بعد ازاحة الاخوان وبعد الخراب الذي تسببوا فيه لهذا البلد العظيم وهذا الشعب الطيب ،ومنها محاولاتهم المستمرة في اثارة الفتنة والوقيعة والتي وصلت لحد حرق الكنائس.. و… و.. إلا ان الشعب المصرى فطن لهذه المؤامرة الخبيثة وتماسك ليتصدى لأخطر مؤامرة عليه من الداخل وبين ابناء الوطن الواحد.
وأعود بالذاكرة إلى تلك الأيام الجميلة التي كنا نشتري فيها فوانيس رمضان ونخرج سوياً لنغني «رمضان جانا اهلا رمضان» واتذكر اصدقائي وزملائي ونحن نسهر في الفيشاوي في حي الحسين ونسمع أم كلثوم متمتعين معا بسحر مصر وجمالها في هذا الشهر الكريم.
وتمر الأيام وتبدأ رحلة الهجرة ولكننا احتفظنا بذكرياتنا الجميلة وجميع المناسبات التى تنفرد بها مصر في عيد الميلاد ورأس السنة ورمضان والعيد الكبير ونجحنا بان ننقلها معنا إلى كندا إلى الوطن الثانى لنا.
ويواكب شهر رمضان بذكرياته ختام المهرجان المصري في كندا هذا العام (كان زمان) والذي نجح أيضاً في ان ينقلنا إلى زمن الفن الجميل والذكريات، التي نجح الأستاذ لينين الرملي والأستاذ إيهاب حسن في تجسيدها في اوبريت جميل (كان زمان) لدرجة ان الجمهور والحضور تفاعل وتذكر الأغاني الجميلة وغنى معها متذكراً تلك الأيام الجميلة بحلوها ومرها لأنها فعلاً شكلت في وجدان كل منّا الحنين الدائم لأرض بلادنا.
نحن شعب طيب ويحب بلاده ويعشق ترابها ولنا فيها من الذكريات ما لايمكن ان ننساه..
عزيزي القارئ.. احب ان اتقدم للجميع بالشكر على المشاركة والدعم واتمنى ان نكون نجحنا في ان ننقل لكم مصر إلى كندا، ونعيش في جو بلادنا من خلال عمل فني راق محترم، وبهذه المناسبة اتقدم لكل مسلمي بلادي والعالم بكل التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك واتمنى لهم جميعاً صياماً مقبولاً، سائلا الله ان يديم المحبة بيننا للأبد، وان ينعم الله على مصرنا الغالية بالأمان والسلام متذكراً كلمة البابا شنودة دائما (ان مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا).
مؤكداً ان رغم ما تتعرض له مصر من تحديات فإننا معا قادرون ان نتصدى لها وان نكمل المشوار، ومعا فقط ستكون مصر أم الدنيا وأد الدنيا..
عزيزى القارئ.. دعونا نؤكد للعالم ان المصريين في الخارج قادرون على دعم بلادهم والوقوف معها في كل الظروف وانني واثق تمام الثقة ان كل مصري ومصرية سوف لايدخر جهداً أو علماً أو دعماً لمصرنا، حتى نخرج من الأزمات والتحديات التي تواجهنا.. واتذكر كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين الذي جسد حب مصر بأروع صورة عاشت في وجداننا..
على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب
وباحبها وهي مرمية جريحة حرب
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب
لقد اثبت المصريون والحضور ان مصر في قلوبهم وعندما اعلنّا تدشين حملة صندوق تحيا مصر في كندا، والتي افخر بأن أكون مكلفاً بها ،لذلك فان فعاليات المهرجان كانت بمثابة بداية حملة صندوق تحيا مصر في كندا وستتوالى الاحداث الفنية والثقافية والاجتماعية وسيتم الإعلان عنها في موعدها.. انتظرونا وانتظروا فعاليات فنية قريباً، وكما اعلنت في خلال الحفلات ان دخل السحب على تذاكر السفر إلى مصر 3 تذاكر تم السحب على واحدة في مونتريال واخرى في اوتاوا والثالثة في تورنتو وسيتم توريد هذا الدخل إلى صندوق تحيا مصر.
اننا جميعاً نعرف ظروف بلادنا واذا كان المصريون داخل مصر تضامنوا في جمع الملايين لقناة السويس الجديدة… فنحن في الخارج يمكننا مساعدة بلادنا ايضاً، ودعم صندوق تحيا مصر احد وسائل الدعم لأنه يهدف لصالح المواطن المصري ورفع العناء عنه، ولقد شعرت بكل فخر والجميع يشارك في السحب عندما اعلنا ان الدخل سيتم توريده للصندوق في مصر.
تحياتي لكل من ساهم ودعم وشارك واتمنى ان نتبنى كمصريين بالخارج احد المشروعات من صندوق تحيا مصر ونقوم بتمويلها فنحن أكثر من 250 ألف مصري تصوروا لو دفعنا دولاراً واحداً كل شهر فسنجمع 250 الف دولار شهرياً، هذه دعوة للمشاركة ولدعم صندوق تحيا مصر الذي يعمل تحت اشراف سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأختم كلمتي بكلمات أغنية «سلمولي على مصر سلمولي» على شعبها الطيب.. سلمولي على أهلي وأصدقائي، السلام أمانة والله.
والى ان اراكم جميعاً لكم مني كل الحب والتقدير وعيد مبارك سعيد عليكم وعلينا جميعاً..