الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 8:59 م

النكسجية .. والمباركيون

خالد

بقلم – خالدعبدالحميد

خرجت الخفافيش من جحورها بعد أن ظلت طيلة خمسة سنوات مختفية عن الأنظار وقد ارتعدت فرائسها خوفا من أن تطولهم يد القانون بما جمعته أيديهم من مال حرام استولت عليه في عهد الفساد الأكبر .. بعضهم غادر البلاد بعد أن قام بتحويل أموال الشعب الي الخارج ، وبعضهم التزم بيته ولم يحرك ساكنا ، والبعض الآخر من مدمني الشو الاعلامي والفضائيات انقلب علي نفسه وهاجم بضراوة نظام مبارك واصفا اياه بالفساد والبلطجة والظلم الاجتماعي ، بل ووصل أمر هؤلاء الي حد تمجيد نظام الإخوان .. بعضهم أطلق اللحية وارتدي الجلباب .. والبعض الأخر ساير الجو وعقد صفقات مع حلف الشيطان.

وجاءت الجماعة الارهابية لسدة الحكم وانكشفت نواياهم الشريرة تجاه الوطن .. شباب 25 يناير الطاهر الذي انتفض ضد الفساد والذي اختطفت منه الثورة ، لم يمنح نظام الاخوان أكثر من عام وخرج ليملأ ميادين مصر مجددا لاسقاط هذا النظام الفاشي ولم يعودوا الي منازلهم الا بعد اسقاطه واكتمال ثورته في 30 يونيه 2013 .

شباب يناير ، وسيدات يناير ، وشيوخ يناير ، وأطفال يناير الذين نتحدث عنهم .. لم يكن ورائهم أجندات أجنبية .. لم يحصلوا علي مليما واحدا ليخرجوا علي نظام مبارك .. بل لم يكن في نيتهم بالأساس اسقاط نظام مبارك حيث انحصرت مطالبهم في بداية الثورة في ابطال برلمان 2010 الذي جاء بالتزوير ، وتغيير الحكومة التي اشرفت علي هذا التزوير .. رفع المتظاهرون شعار ” عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية ” .. ولم يرفعوا شعار ” ارحل ” الا بعد تجاهل القيادة السياسية وقتذاك لمطالبهم واعتبروهم أقل من أن يتم الاستجابة لهم .. خاطبت تلك القيادة الشعب بتعالي واحتقار ، فكانت النتيجة الطبيعية أن ارتفع سقف المطالب الي المطالبة بالرحيل .. وأشهد الله أن من خرج في تلك الثورة في أيامها الأولي كان سلميا لا يحمل معه سوي علم مصر وبعض السندوتشات ، وعدد من “الزمامير” ليرفعوا مطالبهم بطريقة سلمية راقية ومهذبة .. ونحن هنا لا نتحدث عن أصحاب الأجندات أو اخوان الشياطين الذي استغلوا نزول الجماهير بالملايين ليضربوا ضربتهم .. نحن لا نتحدث عن كل من حمل السلاح ليشوه هذه الثورة النقية التي رفع لها العالم القبعات شاء من شاء أن يعترف بذلك وأبا من ابا بعد أن أعمي الله بصرهم وبصيرتهم .. نحن لا نتحدث عن الخونة الذين اندثوا بين الجماهير واحرقوا منشآت مصر ونهبوا المتاجر وأحرقوا أقسام الشرطة وقتلوا الضباط والجنود بها .. هؤلاء ليسوا من ثوار يناير ولا يجب أن يكونوا منها .. هؤلاء كانوا أدوات أمريكا لاسقاط الدولة وليس النظام .. فرق كبير بين اسقاط نظام فاسد وظالم ، وبين اسقاط الدولة .. هؤلاء الخونة كان هدفهم اسقاط الدولة .. وثوار يناير كان هدفهم اسقاط الفساد .. هل يستويان ؟ ! .. هل يستوي من ترك ميدان التحرير بعد اعلان الرئيس مبارك التنحي وقام بتنظيف الميدان وعاد الي منزله .. هل يستوي ذلك مع من أحرق المجمع العلمي ومديريات الأمن وأقسام الشرطة والأجهزة الأمنية التي تحمي مصر .. من الظلم أن نضع الاثنين في خندق واحد وأن نصف الجميع بالخونة والنكسجية .. كبرت كلمة تخرج من افواههم .. من قتل في ثورة 25  يناير ونحتسبه شهيدا عند الله هو الشباب الطاهر الذي لا ينتمي لاي فصيل سياسي ولا جماعة ولا حركة ، بل كل عناصر وأعضاء الحركات والجماعات .. لم يمت منهم احد .

وفي ثورة 30 يونيه والتي أري كما يري معي الكثيرين أنها ثورة تصحيح مسار لـ ” 25 يناير ” قام شبابها بتصحيح ثورة بعد تطهيرها من الاخوان وحركة 6 ابليس والاشتراكيون الثوريون الي آخر تلك الجماعات والحركات الممولة لهدم الدولة المصرية .. افترش شباب يناير الميادين لازاحة حكم الاخوان وبالطبع التحم معهم شباب الحزب الوطني المنحل ، فكانت الفرصة لعودتهم مجددا الي الحياة السياسية علي أكتاف شباب 25 يناير الذين يتلقون الطعنات الآن من الخفافيش وأصحاب المصالح الذين تواروا في بيوتهم حتي جاءت الفرصة للعودة مجددا ظنا منهم أن اليوم كالبارحة وأن عصر مبارك يمكن أن يعود .. أطلقوا الكذبة وصدقوها .. ومع ذلك واحقاقا للحق هناك من أتباع وأعضاء الحزب الوطني المنحل وطنيون ومحبون لوطنهم وعدد كبير منهم قدم استقالته من هذا الحزب الفاسد عندما تكشفت له الحقائق التي كانت غائبة عنه .. هؤلاء الرجال والسيدات من الواجب اعطائهم حقهم ومن الظلم الزج بهم في خندق شلة المنتفعين من نظام مبارك .

نخلص من ذلك أن ثورتي 25 يناير ، و30 يونيه كان القاسم المشترك فيهما هم شباب 25 يناير الذين خرجوا في الثورتين ، والمتغير فيهما هما ” الاخوان ” الذين خرجوا في 25 يناير ، ولم يخرجوا بالطبع في ثورة 30 يونيه ، وأعضاء الحزب الوطني والمستفيدين الذين خرجوا في 30 يونيه ولم يخرجوا بالطبع في 25 يناير .. تلك هي الحقيقة التي يحاول فريق النظام السابق وكهنة المعبد ولصوص المال العام اخفائها واهالة التراب عليها .. ولم يفطن هؤلاء الي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية اعترف بثورة 25 يناير ويحتفل بها سنويا مع الشعب المصري ، ويرعي أهالي شهدائها حق الرعاية ، تماما كما يرعي أهالي شهداء 30 يونيه من المدنيين والجيش والشرطة الذين استشهد ابنائهم دفاعا عن الوطن .. وأصدر السيسي قراره باعتبار 25 يناير ، و30 يونيه اجازة رسمية ليحتفل الشعب بثورتيه المجيدتين  .. هذا هو رئيس كل المصريين ، كما أن القوات المسلحة فخر المصريين انحازت لثورة 25 يناير كما انحازت لثورة 30 يونيه لأن القائم بالثورتين هو الشعب صاحب السيادة في مصر .. الا يكفي تلك الشرزمة التي تهاجم ثورة 25 يناير اعتراف رئيس الدولة والقوات المسلحة بالثورتين .. إن كان لهؤلاء ذرة من شجاعة عليهم أن يخرجوا علي الملأ ويقولوا لرئيس الجمهورية ولجيش مصر أنت ساندتم خونة ومتآمرون .. ونظنهم أجبن من ذلك .  

وأخيرا .. نقول أن مصر تتعرض لمخاطر كبيرة في الداخل والخارج ، ومن يلعب علي وتر تقسيم الشعب الي فريقين ( 25 يناير ) و ( 30 يونيه ) فهو خائن .. أقولها هو خائن لهذا البلد حتي ولو ارتدي أو تخفي في رداء الوطنية وهي منه براء .

الوطني الحقيقي هو الذي يجمع شمل المصريين ولا يفرقهم .. هو الذي يغلب المصلحة العامة علي مصلحته الشخصية .. هو الذي يؤثر وطنه علي نفسه .. الوطني الحقيقي هو الذي يقف صفا واحدا بجوار جيشه وشرطته لحماية مصر من الأخطار .. والوطني الحقيقي هو الذي يلقي البندقية والمسدس ويرفع الفأس ليروي الأرض العطشانة بالماء بدلا من الدماء .. الوطني الحقيقي هو الذي يقف خلف هذا الرجل الذي حمل الأمانة الثقيلة وضحي من أجل مصر .

وأقول لبني وطني .. من ينزل في 25 يناير الحالي يسعي لتدمير مصر وخرابها واسقاط الدولة ..  25 يناير 2011 ليست 25 يناير 2016 لا يستويان .. فرق كبير بين مطالب شرعية ، وأعمال تخريبية .

وأخيرا .. تحية الي رئيسي ورئيس كل المصريين المشير عبد الفتاح السيسي .. وتحية لخير أجناد الأرض جيش مصر العظيم .. وتحيا لرجال الأمن الأوفياء .. تحية لكل شهداء مصر ..  وتحية خاصة لوطني .. وتحيا مصر

 

اترك رد

%d