كتبت : شيماء حفظي
مشاهد مستنسخة تهدف للإثارة في المقام الأول، أفلام تتحدث عن العشوائيات بـ«عشوائية مضاعفة»، ورغم أنها كانت جرس إنذار بأن الوضع في هذه المناطق كارثة إنسانية يقتضي حلها بسرعة، إلا أنها محت كل معالم الجمال في مصر واقتصرتها على «العشش»، في مظاهر استغلتها دول أخرى باعتبارها صورة كلية لمصر .
وفي حين تعمل الدولة للقضاء على العشوائيات، أثار الرئيس السيسي، زواية مختلفة لمواجهة انتشارها، تتعلق بالصورة «السيئة» التي رسخت لها عدة أفلام تناولت مشكلة “العشوائيات”، لتأتي توجيهاته بعدم السماح لمثل تلك الأفلام بمثابة الخطوة الأولى في كتابة تتر النهاية لـ«سينما العشوائيات».
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=hyKm8_cuWVQ?rel=0&w=550&h=300]
«واقع متناقض »
على الرغم من تعرض هذه الأعمال لانتقادات فنية، تتمثل في أنها أفلام استهلاكية ولا تقدم أي محتوى فني، ولا تحتوي على أي إبداع تمثيلي، بالإضافة إلى انتقادات مجتمعية بحيث يراها الكثيرون بأنها تهدم الأخلاق العامة للمجتمع، وتحرض على انتشار أفكار معينة تتمحور حول البلطجة والانحراف الأخلاقي، وتجارة المخدرات، والإرهاب، والدعارة، بل تحاول كسب تعاطف الجمهور مع حالة البطل، وإبراز الظلم الواقع عليه، بسبب طبيعة المكان الذي يعيش فيه، إلا أن عدد هذه الأفلام أخذ في التزايد، واستمر إنتاجها بذريعة أنها تجذب الجمهور وتحقق مكاسب مالية في شبالك التذاكر.
في إطار الجدل المحتدم بين وجهتي النظر، إحداهما ترى أن السينما تعبر عن الواقع، وأخرى ترى بأنها تقومه، هناك طرف ثالث يرى بأن « سينما العشوائيات» أساءت إلى الواقع ككل، بما فيها مجتمع العشوائيات والمجتمع المصري الخارجي، حيث يرى أصحاب هذا الاتجاه أن تلك الأفلام أساءت إلى المناطق العشوائية بإظهارها وكرًا للإرهاب والبلطجة والعنف والفهلوة أحيانًا، إلا أنها أيضًا ساهمت في انتشار تلك الظواهر في ربوع أخرى خارج المناطق العشوائية لتشهد مناطق مختلفة بالجمهورية حوادثًا كان تقليد أبطال «سينما العشوائيات» سببها الرئيسي، لتصبح شخصية «عبده موته» ومهرجانات «أوكا وأورتيجا» أسلوب حياة.
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=3yODoyMIxyc?rel=0&w=550&h=300]
«حقيقة منتقصة»
غناء ورقص عشوائي، يخرج من مجتمع عشوائي، ينتج بطلًا ونجمًا شهيرًا، بلطجة مفرطة وقوة مكتسبة من البطش والظلم تصنع رجلًا ذا هيبة يسيطر على منطقة عشوائية يعيش فيها، امرأة ذات جسد جميل تتعب من ظروف المعيشة بالمناطق العشوائية فتتجه لممارسة الفحش فتصبح غنية، 3 شخصيات مكررة في أفلام تعد أحد علامات الوقت الحالي في الشارع المصري، منها «حين ميسرة، عبده موته، الألماني، كلمني شكرًا، جمهورية إمبابة، خيانة مشروعة، قلب الأسد» وغيرها، أكدت صورة نمطية عن حياة الناس في المناطق العشوائية، في عرض متناقض مع عادات وأعراف تربى عليها المجتمع المصري، بأن المصريين وخاصة الفقراء يتمتعون بالشهامة والرضا والصبر واحترام العادات والتقاليد، لتتسبب تلك الأفلام ليس فقط في الإساءة لساكني المناطق العشوائية، بل وتثير سخطهم على تلك النظرة التي تراهم السينما بها باعتبارها معبرة عن المجتمع.
«تتر النهاية»
ربما تكون دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، بعدم السماح لإنتاج أفلام “مسيئة” لسكان المناطق العشوائية، خطوة أولى في سبيل تحسين الإنتاج السينمائي الذي يتناول قضية تنامي العشوائيات في مصر.
وانتقد السيسي، الأفلام التي تتناول المناطق العشوائية، والتي تبرز الناس في هذه المناطق على أنها مجتمعات متدنية، مؤكدًا إن هذا لا يليق ولا يمكن السماح بخروج مثل هذا الأمر مرة أخرى.