بوابة الوطن المصرى أجرأ موقع عربى
بقلم – خالد عبد الحميد
الستر خُلق الأنقياء، والتربّص وتتبع الأخطاء منهيّ عنه.
ما أقسى أن ينشغل البعض بزلات غيرهم.. يبحثون عن الهفوة وينتظرون العثرة،وكأن الكمال حقّ لا يخصّ إلا أنفسهم!
الله أمرنا بالصفح الجميل، والرفق، وحسن الظن، ونهانا عن التجسّس وتصيد العثرات.
فمن ستر على غيره، ستره الله، ومن تتبّع الزلات، تتبّع الله عورته.
«فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ»
(الحجر 85)
أي صفح بلا منّة ولا أذى، ولا انتظار لخطأ.
كل منا يجاهد ان لا يتجسّس، ولا يبحث عن عيوب الناس، ولا يفرح بسقوط أحد، بل يستر ويُصلح ويشفع بالخير، فيُكرمه الله بسترٍ ورحمةٍ وطمأنينة
لقد تابعنا علي مدار الأيام القليلة الماضية حدث «جلل»!! انشغلت به السوشيال ميديا ، واعتبرته بعض برامج التوك شو والبرامج الرياضية الفقرة الرئيسية في برامجها وتم استضافة خبراء ومحللين من أجل هذا الحدث الجلل – للأسف – !
أما الحدث فهو الهفوة التي صدرت من نائب رئيس البنك الأهلي المصري يحيي أبو الفتوح والذي خرجت منه بعض العبارات في حوار جانبي كنوع من المزاح ذكر فيه جماهير الأهلي بشكل يسيئ إليهم .
كان الأمر سيأخذ منحي أخر لولا تدارك أبو الفتوح الخطأ وتقدمه باعتذار فوري لكل جماهير القلعة الحمراء .
أبو الفتوح أكد في اعتذاره لجمهور النادي الأهلي أن الفيديو المتداول – الذي تحدث فيه عن الأهلاوية والتعليم- تم اجتزاؤه والتلاعب به لإظهاره بعيدا عن سياقه.
وأوضح أبو الفتوح أن حديثه كان: « مداعبة غير مقصودة بعد المباركة بكأس السوبر بين شخصين» مقدما الاعتذار والاحترام والتقدير للنادي الأهلي وجماهيره العظيمة .
وأضاف قائلا : “سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال من قام بنشره حيث أنني لم أقصد الإساءة إلى جماهير الأهلي الغفيرة المحترمة”.
وفي نهاية اعتذاره جدد يحيى أبو الفتوح تأكيده على أنه لم يقصد مطلقًا الإساءة إلى جماهير النادي الأهلي، التي أكد أن عددا كبيرا من أفراد عائلته وأهله وأصدقائه ينتمون إليها، مشيرا الي أن الاحترام المتبادل سيظل هو الأساس في كل تعاملاته.
سرعة إصدار بيان الاعتذار من المفترض أن ينهي الأمر عند هذا الحد فنحن لسنا أنبياء معصومين من الخطأ ، ولن نرضي أن نكون جلادين أو متنمرين للنيل من قيمة وقامة هذا الرجل الذي كان لديه من الشجاعة في أن يبادر علي الفور بالاعتذار .. ومن منا بلا خطيئة .
الشاهد هنا أن ردود الأفعال خرجت عن السياق وأخذت أكبر من حجمها ، وأعتقد أن هذا الحدث الذي أطلقنا عليه مجازا في بداية هذا المقال ( جلل ) من باب السخرية ، فهو لا يستحق هذا التجييش ، فمصر لديها من القضايا والمشكلات ما يستلزم أن نجيش اهتمامنا وأقلامنا وصفحاتنا من أجله ، لا أن نستغل هذا الخطأ لإحداث فتنة بين أبناء الشعب الواحد والوقيعة بين جماهير الأهلي والزمالك ، المستفيد الوحيد منها هم المتربصين بالدولة المصرية .
بني وطني مشجعي الأهلي والذي أشرف أن أكون واحدا منهم ، ومشجعي الزمالك الذي أعتز به كناد وطني منافس شريف لفريقي : لا ينبغي أن أذكركم بأن الهدف ليس رد كرامة جماهير الأهلي أو رد الإهانة التي وجهت إليهم ، ولكن الهدف أبعد من ذلك بكثير ويعمل عليه أهل الشر منذ وقت طويل بعد أن فشلوا في الوقيعة بين عنصري الأمة المصرية المسلمين والمسيحيين .
الهدف الوقيعة وبث الفتنة بين جماهير أكبر ناديين في مصر وأفريقيا لضرب الجبهة الداخلية صمام أمان الدولة المصرية ، وللأسف بعض الموتورين يتم استخدامهم أدوات لتحقيق هذا الهدف الخبيث ، وللأسف ينساق إليهم بعض اخوتي من مشجعي الناديين .
لقد هالني الإجراءات التي أعلن المسئولين في النادي الاهلي ( الكبير ) اتخاذها ومن بينها تقديم بلاغ للنائب العام وتقديم شكوي رسمية لرئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء ضد يحي أبو الفتوح الذي اعتذر ، والأغرب من ذلك التصريح الغريب الذي نسب إلي أحد المسئولين الكبار في النادي الأهلي – نادي القرن الأفريقي – بأن شركاته ستسحب ودائعها وأرصدتها من البنك الأهلي المصري – وهو أحد أكبر بنوك الدولة المصرية – وستوقف تعاملاتها مع البنك.
إلي هذا الحد وصل الأمر .. وهل بهذا التصعيد الخطير سوف تكون إدارة الأهلي قد حافظت علي كرامة النادي وجماهيره ؟!
دائما مجلس إدارة الأهلي يتعامل مع مثل هذه القضايا بذكاء وحكمة ووطنية ، فماذا حدث في هذه القضية؟
القضية ليست قضية أبو الفتوح والنادي الأهلي .. القضية قضية شعب ودولة وقيادة وجيش أعلن تحديه للنازيين الجدد الطامعين في الأرض المصرية وخيراتها .. تلك هي القضية التي يجب أن نراها وأن نجيش أنفسنا لإجهاضها.
الجبهة الداخلية رأس الحربة في تماسك الدولة المصرية ، ولن يتم تفتيت الدولة وانهيارها من بوابة الرياضة ، ولن تكون جماهير الأهلي والزمالك وقود هذه المعركة ، ولن نسمح أن يكون أبوالفتوح ضحية لهذه المؤامرة الخبيثة
استيقظوا وانتبهوا وكونوا علي دراية بما يحاك للدولة المصرية من مؤامرات حرب الجيل الرابع .
اللهم بلغت .. اللهم فاشهد
———————————–
كاتب المقال : رئيس تحرير الوطن المصري – نائب رئيس تحرير بأخبار اليوم
