الثلاثاء, 12 أغسطس, 2025 , 4:54 ص
الرئيس السيسي

صحوة إعلامية بعد توجيهات الرئيس .. صح النوم يا هيئة

وكأننا كنا ننتظر تدخل الرئيس السيسي شخصيا في قضية إصلاح منظومة الإعلام في مصر ، كما هي العادة في معظم القضايا الاستراتيجية .. لا تنصلح المنظومة إلا بعد تدخل الرئيس .

وبعد حالة الانفلات التي يعاني منها المجتمع وغياب دور الإعلام ، فقد تدخل الرئيس ووجه سيادته بضرورة  وضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام المصري، وذلك بالاستعانة بكل الخبرات والكفاءات المتخصصة، بما يضمن مواكبة الإعلام الوطني للتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، ويُمكنه من أداء رسالته بما يتماشى مع توجهات الدولة المصرية الحديثة والجمهورية الجديدة

وبما أننا نتحدث اليوم عن تدخل الرئيس شخصيا لإصلاح منظومة الإعلام المترهلة ، علينا أولا أن نؤكد حقيقة لا ندعي بطولة فيها وهي أننا ومنذ أكثر من ثلاث سنوات ونحن نحذر ونكتب هنا وهناك ونطالب بضرورة إصلاح منظومة الإعلام المرئي والمسموع والمقروء .

وجهنا خطابنا للمسئولين عن اختيار القيادات الإعلامية والصحفية .. ولم يستجب أو يتفاعل أحد . خاطبنا رئيسي «الهيئة الوطنية للصحافة» ، ورفيقتها في الدرب «الوطنية للإعلام» .. ولم تستجب أيا منهما أو تتفاعل ، وظلت الاختيارات عشوائية لا تخلو من المجاملات والمؤاءمات .. قلنا ذلك وأكثر ، بل رفعنا وتيرة الانتقاد إلي حد القول بأن بعض تلك القيادات المنوط بها اختيار الكوادر الإعلامية لا تصلح بالأساس للوجود في مواقعها ، باعتبار أن فاقد الشيئ لا ولن يعطيه ، وظلت الرسالة الإعلامية فقيرة مهنيا منحدرة أخلاقيا وهو أمر طبيعي ، حتي أن السيد الرئيس في أكثر من مناسبة انتقد الأداء الإعلامي صراحة ، ولكن أحدا من تلك القيادات لم يحرك ساكنا إلي أن فوجئنا أول أمس بالسيد الرئيس يستدعي رئيس المجلس الأعلي للإعلام ورئيسي هيئتى الصحافة والإعلام ليؤكد لهم صراحة أن الأداء ليس هو الأفضل ، وأن هناك كوادر صحفية وخبرات تم استبعادها لأمور بعيدة كل البعد عن المهنية ، فالمستبعدين ومعهم المهمشين أفضل بكثير من غالبية القيادات التي تتولي الآن وفشلت باعتراف الجميع في أداء مهمتها .

نقول ذلك ونحن متحررين من أي ضغوط أو حسابات أو تطلعات لأننا لم ولن نسعي لمنصب قيادي في بلاط صاحبة الجلالة ( التي كانت ) أو الإعلام الذي تراجع دوره بشدة – رغم أحقيتنا بذلك – فما يعنينا ونحارب من أجله ليس مصلحة شخصية ، ولكن .. ولكن .. ولكن مصلحة بلادنا التي تحتاج إلي أقلام وعقول وطنية لديها من الخبرة ما يمكنها من أن تكون خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية باعتبار أن الإعلام المرئي والمقروء القوة الناعمة التي تساهم في بناء دولا اذا ما أحسن توظيفه ، ويساهم في هدم دول أخري اذا ما كان الاختيار علي شاكلة ( خالتي بمبة ) لا يثمن ولا يغني من جوع .

الآن .. والآن فقط .. تحركتا الهيئة الوطنية للصحافة ورفيقتها الهيئة الوطنية للإعلام لتجهيز خارطة طريق يتم من خلالها ازاحة معظم القيادات الحالية واستبدالها بقيادات أخري تنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس .. أي أنهما لم يتحركا إلا بعد أن تصدي الرئيس السيسي شخصيا لهذا الأمر، ولم تكن مطلقا مبادرة شخصية من إحدي هاتين الهيئتين رغم أنه الدور الرئيسي لهما الذي تخليا عنه طواعية وظلا قابعين داخل الصندوق ( فكرا وعملا  )

أما نقابة الصحفيين فحدث ولا حرج .. انشغلت المجالس الأخيرة بتغيير تركيبة الجمعية العمومية للصحفيين وضخ الآلاف من الأعضاء دون التأكد من مؤهلاتهم وكفاءتهم المهنية للإنضمام إلي تقابة الصحفيين لأن هدفا واحدا كان نصب أعينهم دائما ألا وهو السيطرة الدائمة علي مجلس النقابة في ظل توقف التعيينات في المؤسسات القومية لسنوات طويلة سابقة وحتي الآن ، والآن تدفع الجماعة الصحفية ثمنا غاليا بسبب هذه التركيبة الجديدة التي تسيطر ولا تحكم .

الكاتب الصحفي خالدعبدالحميد

الآن الكرة في ملعب «الوطنية للصحافة» و«الوطنية للإعلام» وعليهما أن يقوما بدورهما واختيار قيادات صحفية وإعلامية تجمع بين الحسنيين ( الخبرة والثقة ) ومن خلال سيرة ذاتية حقيقية تكشف مدي كفاءة من يقع عليه الاختيار ، وعدم الاكتفاء بأهل الثقة الذين انحدروا بالإعلام المصري لأسفل سافلين الأمر الذي استلزم تدخل الرئيس شخصيا لإصلاح « الحال المايل » .

نحتاج الي رئيس تحرير يفكر خارج الصندوق ، يساعد أجهزة الدولة في كشف السلبيات بهدف الإصلاح وليس الهدم والتشفي،-  والابتعاد عن منهجية ( كوبي وبست )- كما نحتاج لمن  يدافع عن مكتسبات الوطن ضد من يتربصون بالدولة المصرية في الخارج والداخل لإجهاض وتشويه كل انجاز يتم في مصر  .

نحتاج إلي رؤساء قنوات فضائية ورؤساء تحرير برامج مبدعين يطرحون أفكارا غير تقليدية وبرامج تجمع شمل المصريين في الداخل والخارج .. برامج توعوية تعمل علي جذب رؤوس الأموال الأجنبية والعربية والمصرية للاستثمار في مصر ..  برامج تواجه الانهيار الأخلاقي علي مواقع التواصل الاجتماعي والذي نجح في الوصول الي قطاعات كبيرة من الشباب فانتشرت المخدرات بينهم واستفحلت البلطجة .. ليس المسئول هنا الأمن بمفرده ولكن غياب برامج التوعية يتحمل النصيب الأكبر من حالة الانفلات الأخلاقي التي يشهدها المجتمع المصري .

واحقاقا للحق فإن الوزير خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلي للإعلام ومنذ أن تولي موقع المسئولية لا يألو جهدا في سبيل إصلاح المنظومة ولكنه بمفرده لن ينجح في مسعاه ولابد من معاونين له علي نفس الدرجة من الكفاءة والوطنية .

نعتذر ان كنا قد استخدمنا في مقالنا الفاظا حادة أوانتقادات لاذعة ، ولكننا تخففنا كثيرا في اختيار الألفاظ ، مؤكدين أن الأمر ليس معركة ولا تصفية حسابات لأننا جميعا في مركب واحد وعلينا أن نتعاون لإعادة الريادة للإعلام المصري كما كان دائما .

مصر تضم الكثير والكثير من الوطنيين الذين يمتلكون أدواتهم ولديهم من الخبرة والإدارة ما يمكنهم من إعادة صاحبة الجلالة وماسبيرو إلي عهدهما .. ومصر تنتظر هذه العودة علي أحر من الجمر.

وانا لمنتظرون

بقلم – خالد عبد الحميد

نائب رئيس تحرير بأخبار اليوم

[email protected]

 

 الخبرات منعدمة.. والاختيار جريمة .. والحياد خيانة

    

 

 

اترك رد

%d