« لا صوت يعلو فوق صوت الاصطفاف الوطني» .. شعار لابد أن يرفعه ويتبناه كل مواطن مصري في تلك الظروف العصيبة والدقيقة التي يمر بها الوطن الذي يتعرض لمحنة وتهديدات حقيقية بسبب موقف مصر الرافض لسيناريو التهجير ودفع الفلسطينيين دفعا لاقتحام حدود أراضينا في سيناء .
اشتد الخطب وصدرت التعليمات لخفافيش الظلام وأدوات أجهزة المخابرات المعادية بإحراق مصر واشعار النار في عدد من المنشآت لإثارة الفوضي وإرهاب المواطنين وبث الفتنة بين الشعب وقيادته بزعم أن هذه الحرائق من فعل الحكومة لبيع المواقع المحترقة لمستثمر أجنبي
لن أتحدث اليوم عن الجيش المصري المسلح بالإيمان وقدرته في الذود والدفاع عن الوطن ، فهو أمر نثق فيه كامل الثقة .
كما لن أتحدث عن زعيم مصر الذي حرم نفسه من كل ملذات الحياة ومباهجها وتفرغ لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الدولة المصرية منذ أن اعتلي كرسي الرئاسة في 2014.
حديثي اليوم عن الشحن المعنوي وسلاح الوعي وكيف يتم تجهيز الجبهة الداخلية لما هو قادم والذي قد يكون حربا وشيكة مع إسرائيل أحد وكلاء أمريكا في المنطقة بعد أن زاحمتها مؤخرا دولا أخري كانوا أشقاء فأصبحو وكلاء لأعداء مصر والأمة العربية .
هل فعلا يقوم الإعلام المصري بواجبه في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الدولة المصرية ؟ .. لا أعتقد أنه يقوم بدوره ربما عن جهل بطبيعة المرحلة أو لأن ( القماشة ) الإعلامية فقيرة مهنيا إلي الحد الذي لم تعد تستوعب أن مصر تخوض حربا منذ سنوات ، وهم في ثبات عميق .. يتعاملون مع المنصب والمهنة بأنها مصدر رزق فقط وليست رسالة إعلامية ووطنية ، فتحولت معظم القيادات الإعلامية والصحفية إلي سكرتارية لا تمتلك أدوات يمكن أن تعتمد عليها الدولة في رفع الوعي لدي المواطن المصري ودعم الاصطفاف الوطني ، بل والأدهي من ذلك موافقتهم علي تقديم برامج توك شو تلعب في نسيج الوطن وتهييج الجماهير وإثارة الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد .
وحتي أكون صريحا في وقت يستلزم منا كل الصراحة وعدم دفن الرؤس في الرمال .
نطرح سؤال .. ما هو دور الهيئة الوطنية للإعلام بتشكيلها القديم والجديد ؟ ماذا فعلت في مواجهة حالة الترهل الإعلامي .. هي لم تتحرك لضبط ( الحالة الإعلامية ) إلا عندما جاءها توجيها رئاسيا بأن هناك أعمالا فنية تهدم القيم الاجتماعية والانسانية للمجتمع المصري .
ما هي خطة الهيئة الموقرة لتوعية الشعب المصري بالأخطار التي تتعرض لها الدولة المصرية .. هل وضعت خطة لتوعية الشعب وتغيير الخريطة البرامجية واستدعاء الأعمال الفنية الوطنية علي شاشاتها لتجهيز الجبهة الداخلية ورفع درجات الوعي المجتمعي ؟ .. لم يحدث .
مصر تمر بظروف استثنائية خطيرة تستوجب من الهيئة الموقرة استخدام مشرط الجراح دون وضع أدني اعتبار إلي كلمات وشعارات من قبيل الحرية والديمقراطية وما شابه ذلك من كلمات تستخدم في الوقت الخطأ وضد دولا بعينها .. نحن لسنا ضد الحرية ولا الديمقراطية ولكن هناك من يعبث بها ويستخدمها في غير موضعها .
والحق أقول أن إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة هي الوحيدة التي تحمل علي عاتقها هذا الدور الوطني لتوعية الشعب ببطولات قواتنا المسلحة من خلال الندوات واللقاءات التي تنظمها ، والأعمال الفنية الوطنية التي تنتجها .
من العيب أن تتخلف الهيئة الوطنية للإعلام عن دورها الوطني الذي يجب أن تقوم به .. هل تنتظر توجيها جديدا من رئيس الجمهورية حتي تمارس دورها كما حدث في موضوع الفنان سامح حسين ، واذا كانت الهيئة تنتظر من يفكر لها ويخطط لها ويكشف لها دورها ، فلماذا هي موجودة في موقعها لإدارة الإعلام المصري ، ولماذا يتم تخصيص مئات الملايين من الجنيهات سنويا مكافآت وحوافز لأعضاء لا يعملون .. اليس في ذلك إهدارا للمال العام.
الخطب جلل .. والحياد في زمن الحرب خيانة .
كلمتي لمن يختار القيادات الإعلامية والصحفية علي حد سواء .. هل فعلا سعادتك ومعاليك وحضرتك تختار المسئول المناسب في المكان المناسب أم أن المواءمات والمصالح والتوازنات لا زالت تحكم الاختيار والنتيحة رسالة إعلامية ( مترهلة وضعيفة مهنيا ) لم يرضي عنها الرئيس ولا المرؤسين .. الكل يهاجم الإعلام .. ومصر دائما هي التي تدفع الثمن .
أناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يتبني هذه القضية الخطيرة والتدخل فيها بنفسه كما عودنا في معظم القضايا وعدم تركها لأحد .. قضية اختيار قيادات إعلامية مهنية وطنية هي قضية أمن قومي لأن بناء الجبهة الداخلية ورفع الوعي لدي المصريين من صميم عمل الإعلام .. وفاقد الشيئ لا يعطيه.
حمي الله مصر وزعيمها وجيشها وشرطتها وأجهزتها الوطنية من كيد الكائدين ومكر الماكرين..
خالد عبد الحميد
نائب رئيس تحرير (أخبار اليوم)