الوطن المصري – ناريمان خالد
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، عمق العلاقات والروابط التاريخية التى تجمع جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وشعبيهما الشقيقين، منوها بمشاعر الود والأخوة التى تكنها مصر لدولة الإمارات الشقيقة وشعبها بقيادة الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة.
جاء ذلك فى كلمة الدكتور مصطفى مدبولى التى ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة فى الاحتفال الذى أقامته سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مصر العربية بمناسبة عيد الاتحاد الـ51 للإمارات، وحضره عدد كبير من الوزراء وكبار رجال الدولة، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ، وأعضاء السلك الدبلوماسى المعتمدين لدى مصر، وكبار الصحفيين والإعلاميين، والفنانين، ورجال الدين الإسلامى والمسيحى.
ونقل رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات بمناسبة اليوم الوطنى الإماراتى الذى يتم خلاله الاحتفال بذكرى قيام الاتحاد الذى تأسس عام 1971 تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأكد رئيس الوزراء أن المشاركة فى احتفال دولة الإمارات بالعيد الـ 51 هى أبلغ تعبير عن عمق ومتانة العلاقات الأخوية الراسخة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والعلاقات العريقة والاستراتيجية بين البلدين على كافة المحاور السياسى والاقتصادية.
وثمن رئيس الوزراء مواقف دولة الإمارات الشقيقة الداعمة لمصر والمساندة لها فى كافة المجالات وعلى كافة الاصعدة ،مقدما الشكر باسم كل مصرى للإمارات قيادة وشعبا عل ما تقدمه من دعم لمصر يسهم فى تعزيز قدرتها على مواجهة التحديات ،وتابع قائلا:وهذا ليس بغريب على الأشقاء والذى يترجم علاقات قوية وراسخة بين البلدين والتى أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذى يتمتع بحب وتقدير كل مصرى بمواقفه التاريخية المشهودة ووقفه إلى جانب مصر.
وأضاف أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة يحظى بنصيب الأسد فى مجالات التعاون بين مصر والإمارات، لافتا إلى أن تلك المشروعات أسهمت فى دفع عجلة التنمية بجمهورية مصر العربية وتلبية متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والارتقاء بمستوى معيشة المواطن.
وأشار مدبولى إلى أن الأسبوع الماضى شهد توقيع اتفاقيات الطاقة المتجددة التى يتم تنفيذها على أرض مصر بالتعاون مع أحد الشركات الإماراتية للاستثمار تقدر قدرتها 1000 ميجا وات، وتضخ استثمارات أجنبية تقدر ب 945 مليون دولار، وخلال مؤتمر المناخ بشرم الشيخ كوب 27 تم توقيع مذكرات تفاهم مع شركات إماراتية لتنفيذ طاقة مشروع الرياح بقدرة 10000 ميجا وات وضخ استثمارات أجنبية بقيمة 12 ألف مليون دولار ويوفر 17 ألف فرصة عمل مباشر.
كما أكد مدبولى أن التاريخ سوف يسجل بكل فخر للشيخ زايد رحمه الله أنه الرجل الذى غرس التوجه نحو مصر بكل الحب والتقدير وتعهد العلاقات الإماراتية المصرية بالعناية والرعاية ونتج عنها علاقات بالغة التميز.
من جهتها، قالت سفيرة الإمارات لدى القاهرة مريم خليفة الكعبى إن دولة الإمارات ومصر ترتبطان بعلاقات تاريخية وثيقة تستند إلى الوعى والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية، التى شهدتها وتشهدها المنطقة، مشددة على أهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة ترسخ الأمن العربى والإقليمى والتى أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من خلال قناعة راسخة بمكانة مصر ودورها المحورى فى المنطقة.
وأضافت الكعبى أن العلاقات الثنائية اليوم بلغت تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس عبدالفتاح السيسى ذروتها، بعد أن شهدت تطورًا كبيرًا ونوعيًا فى كافة المجالات، حتى أصبحت النموذج الأبرز للعلاقات العربية العربية القادرة على مواجهة جميع التحديات فى مختلف المجالات.
وشددت على أن الإمارات ومصر تمكنتا من بناء علاقات اقتصادية قوية ترتكز على محورين رئيسيين، وهما التعاون التنموى والتعاون التجارى والاستثمارى، وتطوير شراكات ناجحة، سواء على المستوى الحكومى أو على صعيد القطاع الخاص.
ولفتت الكعبى إلى أن مصر تعد شريكا تجاريا استراتيجيا للإمارات فى المنطقة، فيما تأتى الإمارات ضمن أهم الشركاء التجاريين لمصر.
وعلى صعيد الاستثمارات تأتى الإمارات فى طليعة الدول المستثمرة فى مصر، حيث بلغ عدد الشركات نحو 1485 شركة فى مختلف المجالات الاقتصادية الاستراتيجية كالاتصالات والسياحة والقطاع المالى والمصرفى والقطاع العقارى والبنية التحتية والموانئ، إلى جانب الزراعة والتجارة والصناعية وغيرها.
وتوجهت الكعبى بالتهنئة لجمهورية مصر العربية على النجاح الذى حققته من خلال رئاستها للدورة الـ 27 لمؤتمر الأمم المتحدة المعنى بتغير المناخ فى مدينة شرم الشيخ، وخاصة الاتفاق على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، وقالت” إن استضافة مصر لـ COP27 واستضافة دولة الإمارات لـ 28 COP المقبلة فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين فى مجال العمل المناخى والبيئى، ودعم خطط البلدين لتحقيق التنمية المستدامة.
وقالت الكعبى” إنه خلال العام الماضى 2021 احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة باليوبيل الذهبى لتأسيسها،موضحة أنه منذ ذلك التاريخ بدأت الدولة فى العمل من أجل خمسين عامًا جديدة من التطور والازدهار، وفى سبيل تحقيق ذلك الهدف السامى أقرت الإمارات وثيقة مبادئ الخمسين”، وهى عشرة مبادئ تمثل مرجعاً للدولة خلال الخمسين عاماً القادمة، حيث ترسم المسار الاستراتيجى لدولة الإمارات فى المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية لتعزيز أركان الاتحاد.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات أطلقت حزمة مشاريع ومبادرات استراتيجية محفزة على التنويع الاقتصادى بعيدا عن النفط، حيث توفر زخما للاستثمار فى الاقتصادات الرقمية فضلا عن القطاعات القائمة على الذكاء الاصطناعى والثورة الصناعية الرابعة، ومنها إطلاق برنامج الإمارات الوطنى للفضاء وتأسيس قطاع العلوم والتكنولوجيا ونقل المعرفة والتعاون الدولى.
وشددت الكعبى على أن التقدير فى شتى بقاع العالم قد ازداد للأجندة المستقبلية لدولة الإمارات وقيمها الراسخة، وذلك نتيجة المبادرات مثل معرض إكسبو 2020 دبى ومتحف اللوفر أبوظبى، والاتفاق الإبراهيمى للسلام، ووثيقة الأخوة الانسانية، علاوة على العديد من المبادرات الأخرى.
وقالت الكعبى إن دولة الإمارات أصبحت حاضنة لقيم التسامح والسلم والأمان والتعددية الثقافية، إذ تضم أكثر من 200 جنسية، ينعمون بالحياة الكريمة والاحترام وبممارسة شعائرهم الدينية، حيث كفلت قوانين دولة الإمارات للجميع العدل والمساواة وجرمت الكراهية والعنصرية.
ونوهت إلى أن المبدأ التاسع من المبادئ العشرة للخمسين عاما القادمة يؤكد التزام دولة الإمارات بالمساعدات الخارجية والتى تنطلق من مبدأ إنسانى، والتى لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة، وعلى مدى مسيرة امتدت خمسين عاما، قدمت دولة الإمارات مساعدات خارجية بقيمة 322 مليار درهم إماراتى؛ لتصل إلى أكثر من 175 دولة ومنطقة جغرافية حول العالم.
وأشارت الكعبى إلى أن دولة الإمارات ترتبط بعلاقات عميقة ومتميزة مع كافة الدول؛ ما يعزز ويعكس مبادئها القائمة على الانفتاح والشراكة وبناء الجسور والعمل على ترسيخ السلام والمصالح المشتركة للدول والشعوب، وبما يسهم فى تحقيق الأمن والسلم الدوليين، وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، مشددة على ضرورة تعزيز ثقافة التسامح والانفتاح وتمكين المرأة وإعلاء الحداثة والعقلانية، والتى لا تتعارض مع قيم الإسلام السمحة.