الجمعة, 20 سبتمبر, 2024 , 3:19 م

أكل الغلابة فى خطر.. رغيف حواوشى من كراتين البيض.. و”صراصير النيل” بديل للجمبرى!

الوطن المصري – علاء سعد

كارثة صحية جديدة كشفها مقطع فيديو نشره شخص على أحد مواقع التواصل الاجتماعى وأحدث ضجة كبيرة بما يشير إلى انعدام الضمير، فقد أظهر الفيديو قيام عامل باستخدام كراتين البيض الفارغة فى صنع سندويتشات الحواوشى عن طريق تقطيع الكراتين إلى قطع صغيرة ونقعها فى ماء به صبغة حمراء اللون وتركها حتى تتشربه تماما ثم يتم فرمها مع بعض البهارات لتشبه شكل اللحم المفروم وتباع داخل السندويتشات بأسعار زهيدة لا تتعدى 5 جنيهات.

هذه‭ ‬الواقعة‭ ‬التى‭ ‬انتشرت‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬دفعت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسئولين‭ ‬إلى‭ ‬استنكارها‭ ‬محذرين‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬الانخداع‭ ‬بعروض‭ ‬الطعام‭ ‬الوهمية‭ ‬ذات‭ ‬الأسعار‭ ‬المنخفضة‭ ‬التى‭ ‬تتسبب‭ ‬فى‭ ‬أمراض‭ ‬خطيرة‭ ‬تهدد‭ ‬الصحة‭.‬

الدكتورة‭ ‬شيرين‭ ‬زكى،‭ ‬وكيل‭ ‬النقابة‭ ‬العامة‭ ‬للأطباء‭ ‬البيطريين‭ ‬ورئيس‭ ‬لجنة‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬بالنقابة،‭ ‬قالت‭: ‬أصبحت‭ ‬فوضى‭ ‬اللحوم‭ ‬المفرومة‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬الأمور‭ ‬التى‭ ‬تهدد‭ ‬صحة‭ ‬المواطن،‭ ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬أرغفة‭ ‬الحواوشى‭ ‬التى‭ ‬تباع‭ ‬ببضعة‭ ‬جنيهات‭ ‬تُصنع‭ ‬من‭ ‬كراتين‭ ‬البيض،‭ ‬واستنكرت‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬البعض‭ ‬بأنها‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تُصنع‭ ‬من‭ ‬لحوم‭ ‬الحمير‭ ‬والكلاب،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الكراتين‭ ‬يمثل‭ ‬خطورة‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬الصحة،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تحفظ‭ ‬فى‭ ‬مخازن‭ ‬تحوى‭ ‬الحشرات‭ ‬والقوارض‭ ‬وبقايا‭ ‬البيض‭ ‬المكسور‭ ‬بما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬سالمونيلا‭ ‬وبول‭ ‬وبراز‭ ‬الفئران‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬صبغة‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يُعرف‭ ‬مصدرها‭ ‬ومدى‭ ‬خطورتها‭.‬

وطالبت‭ ‬هيئة‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬بألا‭ ‬تكتفى‭ ‬برد‭ ‬الفعل‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬تجاوزات‭ ‬فقط،‭ ‬مطالبة‭ ‬بتفعيل‭ ‬دور‭ ‬الهيئة‭ ‬فى‭ ‬متابعة‭ ‬المطاعم‭ ‬لرصد‭ ‬الكوارث‭ ‬التى‭ ‬يتناولها‭ ‬المصريون‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭. ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬لحوما‭ ‬مفرومة‭ ‬بالأسواق‭ ‬تحتوى‭ ‬على‭ ‬خلطات‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬ولا‭ ‬تمت‭ ‬للحوم‭ ‬بصلة،‭ ‬فهى‭ ‬تُصنع‭ ‬من‭ ‬دهون‭ ‬وأحشاء‭ ‬وجلود‭ ‬وسقط‭ ‬أجنة‭ ‬ودجاج‭ ‬فاسد‭ ‬متحلل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬مصنعات‭ ‬اللحوم‭ ‬بدون‭ ‬استثناء‭ ‬صنفتها‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬وأشرس‭ ‬الأنواع‭ ‬الغذائية‭ ‬التى‭ ‬تطيح‭ ‬بصحة‭ ‬الإنسان،‭ ‬لأنها‭ ‬تسبب‭ ‬أنواعا‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬السرطان‭ ‬فضلا‭ ‬عما‭ ‬تحدثه‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬للجهاز‭ ‬المناعى‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬اللحوم‭ ‬الطبيعية‭ ‬لا‭ ‬بُد‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬لونها‭ ‬إلى‭ ‬الرمادى‭ ‬أو‭ ‬الأبيض‭ ‬الفاتح‭ ‬بعد‭ ‬الطهي،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬اللحوم‭ ‬المصنعة‭ ‬لأنه‭ ‬يتم‭ ‬إضافة‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬وصبغات‭ ‬لها‭ ‬لتعيد‭ ‬اللون‭ ‬الوردى‭ ‬الزاهى‭ ‬لها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬الخطورة‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬تتحول‭ ‬لمركبات‭ ‬خطيرة‭ ‬خاصة‭ ‬عند‭ ‬تعريضها‭ ‬للحرارة،‭ ‬والصبغات‭ ‬المستخدمة‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬تصنف‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬طبيعية‭ ‬مثل‭ ‬صبغة‭ ‬الكارمين‭ ‬فهى‭ ‬تأتى‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الخنافس‭ ‬مصنف‭ ‬عالميا‭ ‬بأنه‭ ‬صبغة‭ ‬طبيعية،‭ ‬لكنها‭ ‬للأسف‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬لا‭ ‬تنقى‭ ‬أو‭ ‬تصنع‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح،‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬تحسسية‭ ‬لبعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الأطفال‭. ‬أما‭ ‬الصبغات‭ ‬الأخرى‭ ‬المستخدمة‭ ‬فتكون‭ ‬إما‭ ‬معدنية‭ ‬أو‭ ‬كيميائية‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬فى‭ ‬مصانع‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية‭.‬، كما‭ ‬تحتوى‭ ‬هذه‭ ‬الأطعمة‭ ‬على‭ ‬مركب‭ ‬أحادى‭ ‬الصوديوم‭ ‬الجلومات‭ ‬الذى‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الإحساس‭ ‬بالطعم‭ ‬70‭ ‬ضعفا‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمذاق‭ ‬الطبيعى،‭ ‬لذا‭ ‬نجد‭ ‬الأطفال‭ ‬يقبلون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأطعمة،‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعد‭ ‬سببا‭ ‬رئيسيا‭ ‬فى‭ ‬إصابة‭ ‬الأطفال‭ ‬بفرط‭ ‬الحركة‭ ‬وعدم‭ ‬التركيز‭ ‬والتحصيل‭ ‬الدراسى‭ ‬الجيد‭ ‬بالإضافة‭ ‬للإصابة‭ ‬باألزهايمر‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬أجهزة‭ ‬الجسم‭ ‬تضررا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأطعمة‭ ‬هو‭ ‬الكبد‭ ‬والكلى‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الكبد‭ ‬بتخليص‭ ‬الجسم‭ ‬من‭ ‬السموم‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مركبات‭ ‬أقل‭ ‬سمية،‭ ‬والكلى‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬صرف‭ ‬هذه‭ ‬السموم‭ ‬خارج‭ ‬الجسم،‭ ‬وأخيرا‭ ‬يحدث‭ ‬تدمير‭ ‬للجهاز‭ ‬المناعى‭ ‬مع‭ ‬تكرار‭ ‬تناول‭ ‬هذه‭ ‬الأطعمة‭ ‬الملوثة‬، وتنصح‭ ‬بفرم‭ ‬اللحم‭ ‬فى‭ ‬المنزل‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬محلات‭ ‬الجزارة‭ ‬والنظر‭ ‬للحم‭ ‬جيدا‭ ‬أثناء‭ ‬الفرم،‭ ‬ثم‭ ‬استخدامه‭ ‬فى‭ ‬المنزل‭ ‬لضمان‭ ‬سلامته،‭ ‬وكذلك‭ ‬يجب‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الخلطات‭ ‬االبودرةب‭ ‬الجاهزة‭ ‬كونها‭ ‬تحتوى‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬المركبات‭ ‬التى‭ ‬تعطى‭ ‬المذاق‭ ‬والنكهة‭ ‬الخارجية‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مرخصا‭ ‬ومسموحا‭ ‬بتناولها‭.‬

ولم‭ ‬يمض‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬حتى‭ ‬جرى‭ ‬نشر‭ ‬فيديو‭ ‬آخر‭ ‬يحث‭ ‬المواطنين‭ ‬االغلابة‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬استاكوزا‭ ‬أو‭ ‬بديل‭ ‬للجمبرى‭ ‬بسعر‭ ‬42‭ ‬جنيها‭ ‬للكيلو،‭ ‬الذى‭ ‬حذرت‭ ‬الدكتورة‭ ‬شيرين‭ ‬زكى‭ ‬من‭ ‬تناوله‭ ‬أيضا،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬القشريات‭ ‬يعرف‭ ‬باسم‭ ‬استاكوزا‭ ‬المستنقعــات‭ ‬الحـمــــــــراء‭ ‬أو‭ ‬الاســــتاكــــوزا‭ ‬النيلى،‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬عنها‭ ‬العامة‭ ‬صراصير‭ ‬النيل،‭ ‬وقد‭ ‬دخلت‭ ‬هذه‭ ‬الاستاكوزا‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬الثمانينيات‭ ‬حينما‭ ‬أراد‭ ‬مستثمر‭ ‬أن‭ ‬يستزرعها‭ ‬لأنها‭ ‬تشبه‭ ‬الاستاكوزا‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬نموها‭ ‬وملاحظة‭ ‬شكلها‭ ‬المختلف‭ ‬ولونها‭ ‬الأسود‭ ‬ألقى‭ ‬بتلك‭ ‬الزريعة‭ ‬فى‭ ‬النيل‭ ‬لتتكاثر‭ ‬بصورة‭ ‬مكثفة‭ ‬ويحاول‭ ‬البعض‭ ‬استثمارها‭ ‬وصيدها‭ ‬وبيعها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬جمبرى‭ ‬أو‭ ‬استاكوزا‭ ‬الغلابة‭ ‬نظرا‭ ‬لرخص‭ ‬ثمنها‭.‬

وتستخم‭ ‬هذه‭ ‬الاستاكوزا‭ ‬كمقاومة‭ ‬بيولوجية‭ ‬لقواقع‭ ‬البلهارسيا،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تتغذى‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القواقع،‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬مقاومة‭ ‬مرض‭ ‬البلهارسيا،‭ ‬وكذلك‭ ‬تتغذى‭ ‬على‭ ‬مخلفات‭ ‬المحاصيل‭ ‬مثل‭ ‬مخلفات‭ ‬محصول‭ ‬الأرز‭ ‬بعد‭ ‬جمع‭ ‬الحبوب‭ ‬والتبن،‭ ‬وتهدد‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية‭ ‬فى‭ ‬النيل‭ ‬فهى‭ ‬تتغذى‭ ‬على‭ ‬زريعة‭ ‬الأسماك‭ ‬والأسماك‭ ‬الصغيرة،‭ ‬كما‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تحفر‭ ‬أنفاقاً‭ ‬يصل‭ ‬طولها‭ ‬إلى‭ ‬متر‭ ‬ونصف‭ ‬المتر‭ ‬داخل‭ ‬الأرض‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬التربة‭ ‬هشة‭ ‬وهذا‭ ‬يؤدى‭ ‬لتدمير‭ ‬الترع‭ ‬والقنوات،‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬نظام‭ ‬الرى‭.‬

وثبت‭ ‬علمياً‭ ‬احتواء‭ ‬هذا‭ ‬الكائن‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الفطريات‭ ‬والطحالب‭ ‬والبكتيريا‭ ‬مع‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬هذه‭ ‬الكائنات‭ ‬إلى‭ ‬الأسماك،‭ ‬ما‭ ‬يؤدى‭ ‬لانتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬فى‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية،‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬مكافحته‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الصحى‭ ‬يحمل‭ ‬صرصور‭ ‬النيل‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬والمعادن‭ ‬الثقيلة‭ ‬والكادميوم،‭ ‬كما‭ ‬يحمل‭ ‬بقايا‭ ‬المبيدات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬الآفات‭ ‬بالأراضى‭ ‬الزراعية،‭ ‬ولديه‭ ‬القدرة‭ ‬الفائقة‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬تلك‭ ‬الملوثات‭ ‬من‭ ‬النيل‭ ‬والمصارف،‭ ‬ثم‭ ‬تنقل‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‭ ‬مسببة‭ ‬له‭ ‬الأمراض‭ ‬الخبيثة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تغذيتها‭ ‬على‭ ‬القواقع‭ ‬التى‭ ‬يستوطنها‭ ‬طفيل‭ ‬البلهارسيا‭ ‬يجعلها‭ ‬غير‭ ‬آمنة‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الآدمي‭.‬، كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬التجار‭ ‬من‭ ‬التفنن‭ ‬فى‭ ‬غش‭ ‬الغلابة‭ ‬وتدمير‭ ‬صحتهم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استخراج‭ ‬لحم‭ ‬الذيل‭ ‬الموجود‭ ‬بالاستاكوزا‭ ‬النيلى‭ ‬وبيعه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬جمبرى‭ ‬مقشر‭ ‬أو‭ ‬استاكوزا‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬كشف‭ ‬إيهاب‭ ‬مجدى،‭ ‬مفتش‭ ‬أول‭ ‬تلا‭ ‬المنوفية،‭ ‬أن‭ ‬الغش‭ ‬الغذائى‭ ‬أصبح‭ ‬يتطور‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬وبات‭ ‬بعض‭ ‬أصحاب‭ ‬المصانع‭ ‬خصوصا‭ ‬مصانع‭ ‬بير‭ ‬السلم‭ ‬يتفنن‭ ‬فى‭ ‬استخدام‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬للغش،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نكتشفه‭ ‬أثناء‭ ‬الضبطيات،‭ ‬فالدجاج‭ ‬البانيه‭ ‬المعبأ‭ ‬بعبوات‭ ‬جاهزة‭ ‬للاستخدام‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬مفروم‭ ‬مخلفات‭ ‬الدجاج‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التوابل‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬تغليفها‭ ‬بطبقة‭ ‬خارجية‭ ‬لتكون‭ ‬جاهزة‭ ‬للتحمير‭.‬

فضلا‭ ‬عن‭ ‬غش‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الجبن‭ ‬الأبيض‭ ‬الذى‭ ‬يفترض‭ ‬أنه‭ ‬يصنع‭ ‬من‭ ‬لبن‭ ‬الماعز‭ ‬أو‭ ‬الأغنام‭ ‬لكن‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬الكميات‭ ‬الكافية‭ ‬من‭ ‬الحليب،‭ ‬أصبح‭ ‬البديل‭ ‬خلطات‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬اللبن‭ ‬البودرة‭ ‬وشرش‭ ‬الجبن‭ ‬الرومى‭ ‬وبعض‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬ومعجون‭ ‬طلاء‭ ‬الحوائط‭ ‬الذى‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬تراب‭ ‬حجرى‭ ‬وزيوت‭ ‬وغراء‭ ‬حيوانى‭ ‬ليعطى‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬لونا‭ ‬أبيض‭ ‬للجبن،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬غش‭ ‬الشاى‭ ‬والأعشاب‭ ‬الطبيعية‭ ‬الأخرى‭ ‬كالكمون‭ ‬والشطة‭ ‬بإضافة‭ ‬نسبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الأتربة‭ ‬لها‭ ‬وبعض‭ ‬الصبغات‭ ‬والنكهات‭ ‬التى‭ ‬تجعل‭ ‬المواطن‭ ‬ينخدع‭ ‬بها‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬اكتشافها،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬مؤخرا‭ ‬ضبط‭ ‬8‭ ‬أطنان‭ ‬من‭ ‬سمك‭ ‬الرنجة‭ ‬غير‭ ‬الصالح‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الآدمى‭ ‬والمصنوع‭ ‬بمادة‭ ‬الصودا‭ ‬الكاوية‭ ‬التى‭ ‬تسرع‭ ‬من‭ ‬تسوية‭ ‬السمك،‭  ‬وضبط‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬مطبوع‭ ‬مزيف‭ ‬مدون‭ ‬عليه‭ ‬صلاحية‭ ‬عامان‭ ‬وبيانات‭ ‬تجارية‭ ‬وعلامات‭ ‬لأصناف‭ ‬من‭ ‬الرنجة‭ ‬تصنع‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬نشهده‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬فالمتعارف‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬أقصى‭ ‬صلاحية‭ ‬للأسماك‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬6‭ – ‬8‭ ‬أشهر‭.‬

ولعل‭ ‬واقعة‭ ‬الكراتين‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬فى‭ ‬إثارة‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬وقيام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬البرلمان‭ ‬بتقديم‭ ‬طلبات‭ ‬إحاطة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الغش‭ ‬الغذائي،‭ ‬حيث‭ ‬حذرت‭ ‬الدكتورة‭ ‬ندى‭ ‬ألفى‭ ‬ثابت،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬فى‭ ‬طلب‭ ‬إحاطة‭ ‬موجه‭ ‬للقائم‭ ‬بعمل‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬تفشى‭ ‬ظاهرة‭ ‬الغش‭ ‬الغذائى،‭ ‬وما‭ ‬يتردد‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬بعض‭ ‬المطاعم‭ ‬باستخدام‭ ‬كراتين‭ ‬البيض‭ ‬الفارغة‭ ‬بعد‭ ‬إضافة‭ ‬مكسبات‭ ‬الطعم‭ ‬والرائحة‭ ‬حتى‭ ‬تظهر‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬لحم‭ ‬مفروم‭ ‬فى‭ ‬إعداد‭ ‬ساندويتشات‭ ‬الحواوشي‭.‬

وطالبت‭ ‬الدكتورة‭ ‬ندى‭ ‬ثابت،‭ ‬المواطنين‭ ‬بأخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأطعمة،‭ ‬كما‭ ‬طالبت‭ ‬بتكثيف‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المطاعم،‭ ‬وشنّ‭ ‬حملات‭ ‬مفاجئة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬فى‭ ‬وزارات‭ ‬الصحة‭ ‬والتموين‭ ‬على‭ ‬محال‭ ‬بيع‭ ‬منتجات‭ ‬اللحوم،‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭ ‬رادعة‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬تجاه‭ ‬من‭ ‬يقومون‭ ‬بأى‭ ‬أعمال‭ ‬غش‭ ‬غذائى،‭ ‬فأبناؤنا‭ ‬المواطنون‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬نملك‭.‬

كما‭ ‬تقدم‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬عبدالله‭ ‬زين‭ ‬الدين‭ ‬زين،‭ ‬باقتراح‭ ‬ضم‭ ‬هيئة‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬الدواء،‭ ‬ليكون‭ ‬هناك‭ ‬متابعة‭ ‬جيدة‭ ‬ورقابة‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬والمطاعم،‭ ‬وتساءل‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬فى‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬التى‭ ‬غزت‭ ‬الأسواق‭ ‬المصرية‭ ‬مدون‭ ‬عليها‭ ‬بتصريح‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬وأغلبها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬منتجات‭ ‬مصانع‭ ‬ابير‭ ‬سلمب‭.‬

اترك رد

%d