السبت, 18 مايو, 2024 , 1:25 م

رأى من الجنوب ..مصر بين الواقع والجيوبولتيكيا

بقلم : محمود جمال عبدالقادر
مصر دولة افرواسيوية تتمتع بموقع استيراتيجى فريد بسبب المعطيات والمقومات الجغرافية المتوافرة من حولها من بحرين هما اهم بحرين في العالم بسبب موقعهما بين اقدم قارات العالم القديم بالإضافة الى اعظم قناة ملاحية دولية للعالم وهى قناة السويس ثم وقوع مصر كعقدة الرباط لاكبر قارتين في العالم هما آسيا وأفريقيا اضف الى ذلك ان مصر هي الشريان الرئيسى بين الجنوب النامى والشمال المتقدم
كل هذه المعطيات الجغرافية وغيرها تجعل مكانة مصر ومهاما ومسئولياتها على الصعيد الاقليمى و الدولى صعبة للغاية مما تفرض على الدولة المصرية إثبات الذات المصرية وقدرتها على هذه المهام والمسئوليات دون تراخى او تأخر لتثبت للعالم انها جديرة بموقعها ومكانتها الإقليمية والدولية ومن هنا تبدأ قصة عنوان المقال (مصر بين الجغرافيا السياسية اى الارض والواقع الحالي والجيوبوليتيكيا اى تصور لمستقبل الدولة وقوتها من خلال جغرافية الواقع ) جامعة بين جغرافيتها السياسية وما تحتويها من عناصر لقوتها الجفرافية من موقع ومساحة وشكل وخلافها مع جيوبوليتيكية مصر وما هي تصورات الدولة المصرية لمستقبلها ومكانتها الدولية ودمج هذه السياسات بالقوة الديموغرافية لمصر وهنا السؤال الهام يطرح نفسه وهو:-
هل تعى الدولة المصرية كل هذه الرؤى لتنتقل بمصر من الوضع الراهن المتهالك الموروث الى دولة المستقبل والقوة لتتماشى مع تطلعات الانسان المصرى وحضارته الخالدة ؟؟؟؟
بالقطع الإجابة نعم اذ ان الدولة هي من صنع البشر وما قامت دول قوية ذات مكانة الا بافرادها وشعوبها والامثلة متعددة في الجغرافيا السياسية العالمية وعلى ذلك فإن مصرنا العظيمة قد خطت خطوات جادة وفعالة على ارض الواقع لتحقيق هذه الرؤى فإذا نظرنا بعين الباحث عن الحقيقة الى ما تقوم بها الدولة المصرية من مشروعات إعادة البناء الاقتصادى بالداخل سواء في مجال الطاقة او التعدين او الكهرباء او الطرق والمواصلات او الإسكان والمجتمعات العمرانية او الزراعة او في مجال صحة الانسان وتعليمه وغيرها ( ليس مجالاً لحصرها الان) نجدانها جميعاً مشروعات تمثل جسر انتقال لمصر داخلياً للدولة التي نتصورها غداً وخاصة اذا اكتملت ثمارها للمجتمع بالانتهاء منها ودخولها كاملة في دائرة الإنتاج اما عن خارج الدولة لقد سعت مصر بكل دقة لاعادة بل لفرض التوازن الجيوسياسى في العلاقات الدولية المصرية سواء مع الشرق الاسيوى او الشمال الاوربى او الغرب الامريكى او الجنوب الافريقى من خلال زيارات وتبادل في العلاقات بينها وبين دول تمثل مواقع ومراكز مهمة في كل الاتجاهات السابقة وهذا يمثل النضج التام في السياسة الخارجية المصرية واخيراً وليس اخراً ما تقوم بها الدولة من ترسيم للحدود المصرية البحرية في مياهها الإقليمية شرقاً وغرباً رغم ما نتج عنها من تعقيدات سياسية مع دول الجوار وما نتج عنها من موارد وطاقات ثم اهتمام الدولة المصرية بتغطية مياهها الإقليمية بالقوى البحرية وما تمتلكها من إمكانيات حتى لو كانت متواضعة سابقاً واهتمامها بتطويرها حاليا بالقطع البحرية الجديدة من بوارج وسفن واسلحة حديثة تسعى الدولة لامتلاكها منتبهين تماما ان هناك من ظن وقتها انه اهدار للاموال ولكن ظهرت نتائجها الان عندما تسعى الدول والقوى الإقليمية والعالمية المختلفة للتاكيد على أهمية ودور مصر فكل هذا لم يكن يحدث لولا كل هذه المشروعات وغيرها سواء على الصعيد الداخلى او الخارجي والتي وضعتها الدولة المصرية في خريطتها المستقبلية سواء ما شرعت في تنفيذها ام لم تبدأ فيها بعد كلها رسائل قوية لقوة الإرادة السياسية للدولة المصرية لتنبئنا بأن القادم هو الافضل واننا الشعب المصرى وبحمد الله وعونه أصبحت لدينا حكومات تخطط للغد وهذا ما يصنع دولة المستقبل وليس جل اهتمامها توفير الغذاء ومتطلبات الحياة اليومية ومفرداتها فحسب ولكن لبناء الدول لابد من تضحيات من الشعوب يصاحبها تخطيط جيد وتنفيذ على ارض الواقع فابحث معى هل من دول قامت ونضجت وحققت الرخاء والكيان الا بتضحيات شعوبها وهذا ما تسعى الدولة المصرية تحقيقها وهى تعلم علم اليقين ان الشعب المصرى العظيم هو من يتحمل الصعاب ويدفع كل غالى ونفيس لكل هذا وذاك ولذا اقولها وبقوة ان الدولة المصرية تدرك جيداً كيف تصل بمصر الى دولة المستقبل وبذلك اكتملت اجابتى داعين الله العلى القدير ان يجعل مصر بلد امن وامان وان يحفظها من كل شر ما ظهر منها وما بطن والله خير الحافظين .

اترك رد

%d