بقلم د. غالي أبو الشامات
الشعب المصري على مرّ العصور يُضرب به المثل في الصمود والكرامة.. لم تنحنِ قامته رغم التحديات، بل ظلّ وفيًّا لأرضه، متمسّكًا بعاداته وتقاليده، يجمع بين الطيبة والشجاعة، وبين روح الدعابة والجدّية حين يقتضي الموقف.
المصريون شعب عريق، يحمل في داخله حضارة آلاف السنين، وفي الوقت نفسه قادر على التأقلم مع كل مرحلة جديدة من التاريخ.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت مصر قفزات تنموية ملحوظة على المستويات كافة، فمن البنية التحتية التي شملت مشاريع قومية كبرى مثل شبكة الطرق والعاصمة الإدارية الجديدة وتطوير الموانئ، إلى الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي جذبت الاستثمارات ورفعت من تصنيف مصر كوجهة إقليمية واعدة، مرورًا بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وتحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة، وصولًا إلى برامج التحول الرقمي وتطوير منظومة التعليم والبحث العلمي.
القيادة في مصر اليوم تمثّل عامل الحسم في رسم هذا المسار، حيث استطاعت بحكمة وإرادة صلبة أن تُعيد لمصر هيبتها الإقليمية ودورها التاريخي كقوة مركزية في المنطقة.
القيادة المصرية لا تكتفي بإدارة الحاضر، بل تضع رؤية إستراتيجية للمستقبل، تقوم على بناء دولة حديثة قوية، تستثمر في الإنسان قبل البنيان، وتعمل على تحقيق التوازن بين الانفتاح الاقتصادي والحفاظ على الأمن القومي.
لقد أثبتت القيادة أن مصر قادرة على مواجهة الأزمات العالمية والإقليمية بروح المبادرة لا بردود الفعل، وأن صوتها في المحافل الدولية مسموع ومحترم، لأنها تنطلق من ثوابت وطنية ومصالح عليا واضحة، تجعلها دائمًا في صف الاستقرار والتنمية.
تملك مصر موقعًا استراتيجيًا فريدًا، حيث تربط بين قارات ثلاث: آسيا، أفريقيا، وأوروبا.
قناة السويس وحدها تجعلها محورًا عالميًا للتجارة، وسياسيًا تمثّل مصر لاعبًا محوريًا في ملفات الإقليم من الوساطة في قضايا السلام إلى دورها في الاتحاد الأفريقي ومكانتها في العالم العربي، ما جعلها دائمًا «بوابة الشرق والغرب»، وركيزة استقرار في منطقة تعصف بها الأزمات.
مصر ليست مجرد دولة ذات تاريخ طويل، بل هي قلب المنطقة النابض.؟ شعبها الأبي هو سر قوتها، وقيادتها الحكيمة هي بوصلتها نحو المستقبل، وتطورها المستمر يعزز مكانتها، وموقعها الفريد يمنحها وزنًا لا يمكن تجاوزه.
مصر اليوم تمضي بخطى واثقة لتكون مركز ثقل سياسي واقتصادي وثقافي في الإقليم والعالم.
تحية حب ووفاء لجمهورية مصر العربية الحبيبة في كل زمان و مكان، تحية حب لهذا الشعب الأبيّ و تحية احترام و تقدير للقيادة المصرية كافة.