أقامة مشروعات سعودية علي الأراضي المصرية لتعويض انهيار سوق النفط
دعم الحلف السني ومواجهة الخطر الشيعي في المنطقة العربية
انتشال الإقتصاد المصري من الغرق بعد ” علقة ” الدولار وارتفاع الأسعار
8 مليارات دولار استثمارات في سيناء ومحور القناة والعاصمة الجديدة .. و20 مليارا لتوفير احتياجات مصر من البترول لمدة 5 ىسنوات
كتب – خالدعبدالحميد
حل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين ضيفا علي مصر في زيارة تاريخية بدأت الخميس الماضي وتنتهي الثلاثاء المقبل التقي خلالها شقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي كان علي رأس مستقبليه بمطار القاهرة .
جاءت الزيارة بناء علي دعوة وجهها الرئيس السيسي لخادم الحرمين الشريفين ، وقد لبي جلالة الملك الدعوة وحضر الي مصر علي رأس وفدا سياسيا واقتصاديا رفيع المستوي يناهز الـ 80 مسئولا ورجل أعمال ومستثمر .
وقد تبار المحللون والخبراء في تحليل طبيعة هذه الزيارة والهدف منها في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الأمة العربية وكثرة الفتن والمؤامرات التي تستهدف وحدة الصف العربي .
عدد من المحللين أكدوا أن الزيارة تصب في مصلحة البلدين معا ولا تقتصر فقط علي دعم مصر اقتصاديا ، حيث أكدوا في تحليلاتهم أن المملكة العربية السعودية وبعد الأزمة التي يمر بها سوق النفط العالمي وتدني أسعار البترول وقرب نضوبه ، كان لابد للمملكة أن تفكر في طرق أخري لدعم اقتصادها بعيدا عن النفط ، ففكرت في إقامة العديد من المشروعات الإستثمارية الكبري ومصانع تستطيع من خلالها توفير البديل الآمن للنفط حال تأثره وانحصاره وتراجع الكميات المستخرجة خلال السنوات المقبلة ، وكانت وجهة الإستثمارات السعودية هي مصر وهي بذلك تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ، فمن ناحية الاستثمارات فمصر آمنة لحد بعيد رغم ما يبدو من عدم استقرار مؤقت سيزول قريبا بفضل القوات المسلحة المصرية التي قاربت علي انهاء ملف الإرهاب في سيناء بعد ضرباتها الناجحة لمعاقله وقياداته ، ومن ناحية أخري رخص الأيدي العاملة في مصر اللازمة لتشغيل المشروعات السعودية ، بالإضافة الي أن مصر تعد أكبر سوقا استهلاكيا في الشرق الأوسط يمكن أن يلتهم منتجات تلك المشروعات ، ومع قرب المسافة بين مصر والمملكة والإعلان عن انشاء الجسر الذي يربط مصر بالمملكة تتعاظم الفائدة والعائد ، بالإضافة الي هدف لا يقل من الأهمية بمكان عن سابقيه وهو دعم الإقتصاد المصري بضخ مليارات من الدولارات استثمارات سعودية في شريان الإقتصاد المصري المنهك ، ومن بين الأهداف المهمة أيضا والتي تصب في مصلحة السعودية ضمان أن تظل مصر بعيدة عن ايران التي تقود حربا غير معلنة علي المملكة العربية السعودية ووجود مصر في المعادلة الي جانب المملكة يجعل الكفة متوازنة ، بالإضافة الي وجود مساع لدعم الحلف السني في المنطقة وهو المملكة ومصر وتركيا في مواجهة الحلف الشيعي الذي تقوده إيران في المنطقة ويسعي للسيطرة علي الدول السنية ومحو هويتها بدعم غير معلن من امريكا .
ومصلحة مصر من زيارة خادم الحرمين لا تقل أهمية عن مصلحة المملكة حيث يمر الإقتصاد المصري بمنعطف خطير خلف أزمات اقتصادية أخطر في الداخل لا سيما كارثة الإرتفاع الجنوني لسعر الدولار وما تبعه من ارتفاعا جنونيا في أسعار السلع والخدمات وأكبر المتأثرين بذلك هم القاعدة العريضة من أبناءالشعب المصري من محدودي الدخل .
السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أكد في أول تصريحات رئاسية صدرت عقب زيارة الملك سلمان للقاهرة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رحب خلال جلسة المباحثات بخادم الحرمين الشريفين بمناسبة قيامه بأول زيارة رسمية لمصر منذ توليه مقاليد الحكم، معرباً عما تكنه مصر قيادةً وشعباً من تقدير ومودة للعاهل السعودى وللمملكة العربية السعودية فى ضوء المواقف المشرفة التى اتخذتها إزاء مصر وشعبها. وأكد الجانبان خلال اللقاء حرصهما على أن تُشكل هذه الزيارة نقلة نوعية فى العلاقات الأخوية والتاريخية التى تجمع بين البلدين الشقيقين، وأن تدعم أواصر التعاون الثنائى فى جميع المجالات بما يساهم فى تعزيز العمل العربى المشترك فى مواجهة مختلف التحديات التى يتعرض لها الوطن العربى فى الوقت الراهن.
وفي ضوء ما يشهده العراق وسوريا واليمن من حروب أهلية وانشغال السعودية بصراعها مع إيران فإن الرياض عازمة على منع انهيار الدولة المصرية.
وقال محللون أن المملكة ستواصل تقديم بعض الدعم لمصر رغم ما تعانيه ميزانيتها من جراء انخفاض أسعار النفط العالمية.
وقالت مصادر مصرية إنه “من المتوقع أن تبرم السعودية اتفاقا بقيمة 20 مليار دولار لدعم احتياجات مصر النفطية خلال الخمس سنوات المقبلة، واتفاق آخر بقيمة 1.5 مليار دولار لتطوير سيناء”.