الإثنين, 25 نوفمبر, 2024 , 6:03 ص
لواء بهاء البجاوي

نصر أكتوبر يستغيث

بقلم-  اللواء بهاء البجاوي

نصر أكتوبر ٧٣ من أهم العلامات البارزة فى تاريخ العسكرية المصرية.. ومن أهم المحطات فى قطار تاريخ العِزّة والكرامة للشعب المصرى ومن أهم العوامل التى غيرت فى الخريطة السياسية للشرق الأوسط بل وفى مفاهيم الحروب الحديثة..
فنصر أكتوبر أصبح فى التاريخ المصرى مثله كمثل غزوة بدر فى التاريخ الإسلامى ولا يقل عنها أهمية .. لما له من أثر سياسى وعسكرى واجتماعى ومعنوى على حياة الأمة المصرية…

وقد تلاحظ فى الآونة الأخيرة أن هناك حملات أصبحت شبه مُمنهجه ومدعومة من كارهى هذا الوطن سواء دول أو منظمات.. تحاول تشويه هذا النصر تاره وتارة أخرى التقليل من حجمه وشأنه.. بل وتخطت ذلك وبدأت فى التشكيك أساساً فى هذا النصر.. بل والأخطر أننا بدأنا نسمع بعض الأصوات الصادرة من داخل الكيان الصهيونى التى تحاول تحريف معركة أكتوبر كى تبدو وكأنها كانت انتصار لهم وليست هزيمة …. وهو أحد الأساليب المستخدم فى تزييف التاريخ..

وإذا تُرِك الأمر هكذا فإننا خلال بضع سنوات سنُفاجأ أن هناك نسبة من العرب بل ومن المصريين أيضاً ستصبح الأمور بالنسبه لهم مشوشه فيما يخص نصر أكتوبر..
لأننا نعلم مدى التفوق الصهيونى فى المجال الإعلامى ومدى حِرفيّة الأمريكان فى إستخدام مواقع التواصل وتوجيه مستخدميها وتغيير ما يعتقدونه من مفاهيم من خلال دس السُمّ فى العسل.. خاصة أن الأجيال الصاعدة تعتمد اعتماداً كلياً على الإنترنت ومواقع التواصل وما يُنّشرّ عليها من أخبار ومعلومات.. فى تكوين معتقداتهم وتشكيل المفاهيم الأساسية لديهم.. مما يجعلهم عُرضه للوقوع فى هذه المخططات، خاصة وأننا قد عانينا من اللعب بعقول الشباب واستخدامهم عن طريق مواقع التواصل لتحقيق أهداف ضد مصلحة هذا الوطن فى الفترة التى سبقت أحداث ثورة يناير وما تلاها .

وإذا كان الأمر هكذا وهو يتعلق بأغلى وأهم الانتصارات… فهل ذلك لا يستدعى أن نستبق هذه المخططات الصهيونية، ويكون لدينا الرؤية للحفاظ على أهم الأحداث التاريخية من التحريف..

لذا وفى هذا السياق أرى أنه من الضرورى أن نضع خطة مضادة لمثل هذه الحرب القذرة..
وأقترح أن تكون من أهم معالم هذه الخطة أن نستحدث مادة فى مناهج جميع السنوات الدراسية تختص فقط بالتاريخ المصرى الإسرائيلى وبالحروب التى خاضتها مصر مع إسرائيل بداية من حرب فلسطين ٤٨ حتى حرب أكتوبر ٧٣ إنتهاءً باستعادة كامل الأراضى المصرية بالانتصار الدبلوماسى فى معركة طابا.. لنُرسّخ فى أذهان جميع الأجيال هذه الحروب والتى انتهت بهذا النصر العظيم..
وبهذا نضمن أن ينشأ أبنائنا واثقين ومتأكدين من المعلومة الخاصة بهذا النصر..
وبذلك نغلق الباب أمام أى طرف يحاول العبث بعقول أبنائنا والتشكيك فى تاريخ قواتهم المسلحة..
شريطة أن تكون هذه المادة من ضمن المواد التى تدخل فى المجموع حتى نضمن اهتمام الجميع بها وتحصيلهم المعلومة باهتمام..
وحتى يصبح ذلك توثيقاً لهذا النصر العظيم بكل ما يحمله من تفاصيل وبطولات خالدة..

وفى ذات السياق أيضا.. يجب التنويه إلى استياء الغالبية العظمى من الشعب المصرى لِما أقدمت عليه الحكومة هذا العام فى احتفالات ذكرى انتصار أكتوبر.. عندما قامت بتقديم الاحتفالات الشعبية قبل يوم النصر بخمسة أيام وتأجيل الإجازة الرسمية لما بعده بيومين.. مما أحدث تشتيت لمعانى وطنية تتعلق فقط بيوم ٦ أكتوبر.. بل هناك من ضمن مظاهر الاحتفال من كان قد اعتاد أن ينظر لعقارب الساعه عندما تُشير إلى الثانية ظهراً فى هذا اليوم ويقول ( زى دلوقتى كانوا جنودنا بيعبروا القناة ).. هذا القرار الذى أثار التخوفات عند الكثيرين من أن تكرار ذلك مستقبلاً سوف يفقد خصوصية يوم ٦ أكتوبر لبريقه الذى كان ينفرد به بين باقى المناسبات والأعياد الرسمية طوال العام..

ذا وبدافع الحفاظ على رمزية نصر أكتوبر والذى هو ملك الشعب فقط وليس ملك لأى مسئول أياً ما كان.. وجب التنوية أن نصر أكتوبر أصبح وكأنه يستغيث تارةً من المخططات الخارجية لتحريفه والتشكيك فيه.. وتارةً أخرى من قرارات بعض المسئولين داخلياً والتى قد تؤدى إلى ضياع هوية ذكرى هذا النصر العظيم..

اللهم أبلغت.. اللهم فأشهد

اترك رد

%d