كتب- خالد المصرى
كلمات ليست بالكلمات ، وإن صح القول فهى طلقات موجهة نحو الهدف بدقة ، لم يحتاج مُطلقها إلي تدريبات علي فن التصويب حتي يصيب الهدف.. لم يحتاج إلي دراسة في فنون العسكرية والرماية بالذخيرة الحية.. كل مؤهلاته أنه جلس مع نفسه وأدرك سريعا حقيقة ما يدور حوله بعد مشهد تابعه عبر التلفاز من مسلسل “الاختيار” كان كفيلا بإحداث ثورة وانفجار بركان داخل صاحب الطلقات التي أصابت قلب الإرهابيين .
أتدرون من هو القاتل هو الطفل إسلام محمد أسامه إبن العاشرة من عمره الذي جلس ليشاهد مسلسل “الاختيار” الذي يجسد شخصية إبن القوات المسلحة المصرية المقدم أحمد منسي البطل الذي استُشهد وهو يدافع عن أرضه وعرضه وأهله في سيناء.. تفاعل الطفل مع ما شاهده من أحداث.. “قسوة إرهابيين .. وشجاعة بطل” .. فجأة دبت قوة فى قلب وجسد طفل العاشرة ذهب إلى غرفته مسرعا.. جلس على مكتبه الصغير بحجم صغر سنه.. بحث عن سلاحه القاتل “قلم رصاص وورقة” وبدأ في إطلاق رصاصاته من منصته وبندقيته.. وجاءت الطلقات التي اخترقت قلب الإرهابيين.. كتب إسلام قائلا :
” ممكن يا رب لما أكبر أكون زي منسي .. مش أنا يا رب بحبك وبصلي وبأّكل القطط وبساعد الغلبانين والفقرا .. وانت بتحب ده .. انا كمان نفسي تعمل لي اللي بحبه وأكون زي منسي راجل وافرّح ماما ومصر كلها ..عشان خاطري وافق .. بحبك يا رب
“اسلام محمد اسامه”
لقد جاءت هذه الكلمات رصاصات فى قلب كل من خطط ودبر ونفذ أعمال إرهابية ضد مصر والمصريين .
إسلام بعد رسالته الموجزة التي قال فيها كل شيئ وعبر فيها عن رغبات مكبوتة عجز أصحابها عن التعبير عنها.. تحدث نيابة عن المصريين بدون سند وكالة وبدون اذن من ولي أمره .
تخيلت نفسي قاضيا في محكمة في الجنايات ويقف أمامي الطفل “إسلام”.. المتهم بقتل الآلاف من الارهابيين والممولين والداعمين ودار هذا السيجال بينى كقاض وبين المتهم :
ما اسمك……. ؟
إسلام محمد أسامه
وكم سنك…….. ؟
عشر سنوات
أنت متهم بكتابة رسالة تحريضية ضد “الإرهابيين” .. ما قولك فيما هو منسوب إليك ؟
أعترف بأنني كتبت هذه الرسالة علشان الناس الوحشين دول قتلوا منسي وناس كتير فى جيشنا وعايزين ياخدوا أرضنا .. ولو كنت كبير شوية كنت حاربتهم وقتلتهم ودافعت عن بلدى .. مش مهم أموت .. المهم بلدى تعيش
كيف كتبت هذه الرسالة وهل تفهم معناها ؟
كتبتها بعد ما شوفت اللى بيعملوه الإرهابيين فينا وموتوا عساكر وضباط وهم صايمين فى رمضان فى سيناء .. حسيت إنهم مش بنى أدمين ولا مسلمين .. مش دريت بنفسى دخلت أوضتى وكتبت جواب لربنا طلبت منه أنى ادخل الجيش لما أكبر وأبقى زي منسى راجل بيدافع عن بلده ومش مهم أموت لأنى هكون شهيد فى الجنة عند ربنا
أنت متهم بقتل الإرهابيين مع سبق الاصرار والترصد لأن ما كتبته قتل كل الإرهابيين الذين يسعون الي خلق جيل من الشباب فاقدا للهوية والوطنية واذا بك تضرب كل هذه المخططات وترد برسالتك النارية علي كل أعداء الإنسانية .. ما قولك فى ذلك ؟
أعترف بقتل كل هؤلاء علشان دول ناس وحشة بياخدوا فلوس علشان يموتونا ويسرقوا أرضنا .. ومش ندمان .
الحكم ..
حكمت المحكمة ببراءة البطل الصغير الذي ألهب برسالته قلوب المصريين ورفع رأسهم لعنان السماء وبعث لنا من خلال ما كتبه رسالة طمأنة على الأجيال القادمة وأنها لن تفرط فى الأرض وستواصل المعركة ضد الإرهاب إلى أن يتم القضاء عليه وتطهير الأرض الطيبة من الخبث .