الجمعة, 5 يوليو, 2024 , 6:57 م

اتحاد الجاليات المصرية فى أوروبا بين مطرقة الوطنية وسندان الأخونة

 

كتب – خالد المصرى

نشرنا منذ أيام تقريرا حول ما يتردد داخل أوساط الجاليات المصرية فى الخارج وخاصة فى أوروبا عن صلة الدكتور إبراهيم يونس رئيس اتحاد الجاليات المصرية بأوروبا الجديد بجماعة الإخوان الإرهابية ، ونشرنا برفقة التقرير صورا للدكتور يونس مع أحد القيادات الإرهابية وكذا صورة تجمعه بالرئيس المعزول محمد مرسى وهو يقدم له وثيقة العهد .

وقد أحدث نشر هذا التقرير ردود فعل كبيرة داخل الجاليات المصرية فى أوروبا .. أيد ما جاء بالتقرير مصريون كثيرون ، وأعترض على ما جاء به أخرون ومن بينهم بطبيعة الحال الدكتور إبراهيم يونس الذى أرسل ردا رسميا للجريدة أكد خلاله أنه رجل وطنى وأن ولائه وانتمائه لمصر وأنه يحترم دستور بلاده وقيادته الحكيمة ، والتزاما منا بحقوق الجميع والحيادية الكاملة التى نتعامل بها مع ملف المصريين فى الخارج باعتبارنا على مسافة واحدة من الجميع نشرنا ما وصلنا من رد ، رغم أن هذا الرد لم ينفى صراحة علاقة الدكتور إبراهيم بجماعة الإخوان حيث لم يتطرق من قريب أو بعيد إلى تلك العلاقة فى رده على التقرير المنشور ولم يعلق أيضا على الصور المنشورة ، وإن بعث إلينا بصورة له مع الرئيس السيسى ليؤكد وطنيته وانتمائه للوطن .

ما لفت نظرنا من ردود أفعال الهجوم الشديد من أشخاص بعينهم علينا لمجرد تطرقنا لهذا الموضوع وكأن هناك رابط ما يربطهم جميعا لا نعلمه حتى يهبوا جميعا مدافعين ومساندين بقوة لشخص لم نوجه إليه أى إهانة ولم نتعرض لحياته الشخصية من قريب أو بعيد ، بل تناولنا فقط ما يقال داخل أوساط المصريين فى الخارج بعد عملية تسليم وتسلم رئاسة اتحاد الجاليات المصرية بأوروبا ، وما تبعه من بيانات تنكر هذه البيعة ومن بينهم بيان اتحاد المصريين فى أوروبا ، الذى نفى تماما علمه بهذا الأمر وتجاهل دعوته لهذا الحدث ، بالإضافة إلى اتحادات أخرى فى أوروبا استنكرت ما تم في غيبتها .

وقد حاول البعض تبرير التقاط صور لرئيس اتحاد الجاليات المصرية بأوروبا مع الإرهابى محمد البلتاجى ، وكذا الرئيس المعزول محمد مرسى بأنها صورا قديمة ، وبأن مرسى كان فى وقتها الرئيس الشرعى للبلاد ومن الطبيعى أن يلتقط بعض الصور معه ومع قيادات جماعته ، وفات هؤلاء أن الأمر هنا يختلف ، فقد كان يونس فى وقتها مصرى كبقية المصريين لا يتولى عمل قيادى بهذا الحجم ، أما وقد تمت مبايعته رئيساً لاتحاد الجاليات المصرية فى أوروبا فإن الأمر يختلف وكان لابد من استدعاء الماضى الذى ربما لا يزال يرتبط بالحاضر ، كما أن البعض رد على هذا التبرير بأن من يأكل على كل الموائد ويقدم فروض الولاء والطاعة ووثيقة العهد  لكل رئيس أو حاكم حتى ولو كان قيادى بجماعة إرهابية لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون مسئولا عن أى كيان يتحدث يإسم قطاع من المصريين فى الخارج خاصة فى هذا العهد وتلك الأيام التى يسعى فيها تنظيم جماعة الإخوان الإرهابى بالتعاون مع جهات أجنبية معادية للدولة المصرية لنشر الفوضى فى البلاد وضرب مؤسسات الدولة من قضاء وقوات مسلحة وشرطة إلى آخر مؤسساتنا الوطنية .

ولا يجب أن يتم تفسير حديثنا أنه لصالح شخص بعينه كان يتولى رئاسة اتحاد الجاليات ورفض تسليم الرئاسة بعد انتهاء مدته فهذا أمر نرفضه ولا نؤيده ولا ندعمه .

نحن نتعرض لقضية لا تتعلق بشخص أو كيان ولكنها تمس وطن .

كان يمكن أن ينتهى هذا الأمر سريعاً لو أن رئيس اتحاد الجاليات المصرية فى أوروبا الجديد أعلنها صراحة أنه لم يكن يوما من الأيام ينتمى أو يدعم أو يؤيد  أو يدعوا لفكر جماعة الإخوان الإرهابية ، ولكنه لم يفعل وفضل الإكتفاء بالتأكيد على وطنيته وحبه لمصر دون أن يتطرق إلى السبب الرئيسى من نشر التقرير .

كنا قد انتوينا إغلاق هذا الملف تاركين للجهات المعنية التعاطى معه بإعتبارها جهة الإختصاص ولكن الهجمة الشرسة التى أعقبت نشر التقرير من شخصيات بعينها دفعتنا إلى التعقيب على ما وصلنا من  رد .

ونؤكد مجدداً أننا لا نتهم أحد ولا حتى الدكتور إبراهيم يونس بأى اتهام – والذى نكن لشخصه كل تقدير وإحترام-  لأننا ببساطة لسنا جهة إتهام وأننا تناولنا القضية من منظور عام ( تحدثنا عن صاحب المنصب وليس شخص الدكتور إبراهيم يونس ) وهناك فارق كبير بين أن تتناول عمل عام يتعلق بمنصب ما ، وبين عمل خاص يمس شخص صاحبه أو حياته الشخصية .

وعلى الدكتور إبراهيم يونس أن يقطع الشك باليقين وأن يخرس كل الألسنة والخروج  بتصريح صريح يؤكد فيه كما سبق وذكرنا يعلن فيه صراحة ( أنه لم يكن يوما من الأيام ينتمى أو يدعم أو يؤيد  أو يدعوا لفكر جماعة الإخوان الإرهابية وأن هذه الجماعة أسالت دماء المصريين وتعاونت مع أعداء الوطن لهدم الوطن  ) وستكون الجريدة أول من ينشر هذا التصريح ونغلق هذا الملف لنتفرغ لما هو أهم وهو مواجهة الأخطار والتحديات التى تتعرض لها مصر والتى تستوجب منا جميعاً الاصطفاف الوطنى خلف قيادتنا السياسية الوطنية ودعم قواتنا المسلحة والشرطة المصرية التى تحمل على كاهلها مسئولية ( حماية وطن ).

ونتمنى نبذ جميع الخلافات التى فرقتنا وأضعفتنا فى الخارج ولنكن على قلب رجل واحد .

 

 

 

 

اترك رد

%d