الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 2:09 ص
أبو الشامات

..ويسألونك عن الحب

غالى أبو الشامات

بقلم / غالي أبو الشامات

الحب.. ما هو الحب؟ و كيف نعبر عن الحب؟

الحب هو ذلك الإمتحان الذي يتسارع الجميع لخوضه دون مذاكرة و يحسبونه سهلاً و بسيطاً.. الحب يا سادة ليس سهلاً و لا بسيطاً بل مسؤولية كبيرة و عظيمة.

ان تكون مسؤول عن روح ناتج عنها أرواح هي مسؤولية كبيرة جداً جداً جداً.

الحب هو عطاء بلا حدود، فكيف يكون سهلاً؟ الحب هو الصدق، فكيف يكون سهلاً في زمن الكذب؟

الحب هو الصراحة، فكيف يكون بسيطاً في ظل هذا الخداع؟

الحب هو الوفاء، فكيف يكون سهلاً في زمن الغدر؟

الحب هو تلاقي الروح و هو اعظم احساس في الوجود و هو أصدق و أنبل قضية منذ قيام الدنيا وحتى قيام الساعة.. الحب موجود في الدين، في الوطن، في العائلة، في الصداقة، و أهم شيء الحب بين الزوجين. يقول جان بول سارتر: “في الحب واحد و واحد يساوي واحد.”

الله سبحانه و تعالى عندما خلق أول البشر (ادم و حواء) خلقهم بصفتهم زوجين، لا صديقين و لم يخلقهما بصفة ام او بصفة أب، بل خلقهما بصفتهما زوجين و بعدها صفة الأم و الأب و العائلة اكتملت، و لكن اساسها كان الزواج.

ثمرة الحب هي الزواج، و اذا لم يثمر الحب عن زواج فهو مضيعة للوقت و للمشاعر و للأحاسيس.

قال عليه الصلاة و السلام: “ما رأيت للمتحابين مثل النكاح” (الزواج) بلغتنا العامية اليوم.

أتكلم عن الزواج لان المجتمع و الزمن مقصر جداً في أهمية هذا الارتباط، إلى أن جعلوه مواد تعليمية او نصائح عائلية، او برامج تلفزيونية.

أيها الناس، كيف يكون الزواج شي عادي بالنسبة إليكم والناتج عن الزواج هي البشرية جمعاء، لأن من دون زواج لن يزداد عدد البشر من ايام نبي الله ادم.

زواج الصالونات و زواج المصلحة و زواج المادة و زواج المظهر الخارجي جعلنا ننتج جيلاً اقل قوة و اقل ثقافة و أقل أخلاق من الأجيال السابقة.

الأخلاق و التربية يا سادة تأتي بدايةً من المنزل المكون من زوجين، لذلك أصل التربية و العلم يأتي نتاج الزواج.

الزواج من غير حب موجود بل هو الأغلبية، و هذا النوع من الزواج يأتي مصلحة أو من قبل المجتمع او تدخل العائلة.

الحب هو الاستقرار النفسي و العاطفي و هذا الاستقرار يجعل الانسان أكثر فاعلية في المجتمع و اكثر سعادة و إنتاجية.. الحب هو الطمأنينة والحضن الدافئ، هو الرحمة و الملجأ، الحب هو الاهتمام بكل تفصيلة. يقول الشعار نزار قباني: ” اذا كنت لا تتقن الاهتمام، إياك ان تتحدث عن الحب.”

الراحة النفسية أهم شيء لزيادة الانتاج و السعي لتحقيق الأحلام.

يقول عباس محمود العقاد: ” حافظ على من تحبه، عاتبه إن اردته، اهتم بجميع تفاصيله، الحب إحساس قبل ان يكون كلمات.” فعلاً، حافظوا على احبتكم، لعلنا لا نلقاهم بعد اليوم، فالموت حق. 

يقول جبران خليل جبران: “الحب كلمة من نور خطّتها يد من نور على صفحة من نور.” و يقول أيضاً: “الثقة أسمى مراتب الحب، أن تثق بشخص يعني ان تعطيه بلا تردد مفاتيح قلبك.” 

الحب لا يأتي الا بالسلام، حتى في أوقات الخصام.

ليس فقط المهم بداية الحب بل استمرارية العمل من اجل هذا الحب ان يثمر علاقات طبيعية و صحّية في المجتمع، فبعدها يخرج مجتمع حنون، واعي، مُسالم، هادئ، مُتزن عقلياً و عاطفياً، عنده دافع للعمل و العلم و التسامح و المغفرة.

أنواع الحب عديدة، فهناك حب الزوجين، حب الأم و الأب، حب العائلة، حب الصداقة، حب العمل، حب الوطن، إلخ…

فالجندي عنده حب الأرض، و السياسي عنده حب الوطن، و الموظف عنده حب العمل، إلخ…

أصبحنا ننظر إلى الحب على انه خيّال، و أصبحنا نراه في الأفلام بدل ما نراه واقعاً أمامنا. تحول المشهد و اصبح عدد من السياسييّن عندهم حب الفساد، و الموظف حب المحسوبية، و البشر حب الأنانية.

يجب ان نُعلم أولادنا الحب، و كم هو جميل و راقي و واقعي. يجب علينا نبذ الكراهية و الأنانية و الحقد و الحسد. 

يجب ان نتعلم الحب، و نتعلم كيفية الحفاظ على الحب، و نتعلم كيفية الدفاع عن الحب و كيفية الصراحة في الحب و كيفية الاهتمام بمن نحب.

يقول جلال الدين الرومي: “الحب لا يكتب على الورق، لان الورق قد يمحوه الزمان، و لا يحفر على الحجر لان الحجر قد ينكسر، الحب يوصم في القلب و هكذا يبقى الى الأبد.

اترك رد

%d