عثرت بعثة آثار ألمانية على مجموعة من أقدم النقوش الصخرية، تعود لعصور ما قبل التاريخ في منطقة أسوان جنوبي مصر. النقوش وجدت في موقع كان في الماضي مقابر لنبلاء المصريين القدامى.
أعلن الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار المصري، الكشف عن مجموعة من النقوش الصخرية تعود لعصور ما قبل التاريخ بمنطقة مقابر النبلاء في أسوان؛ وذلك أثناء أعمال التنقيب التي تجريها بعثة جامعة بون الألمانية بالموقع. وأكد الدماطي في بيان صحفي على أهمية هذا الكشف والذي يعد دليلاً واضحاً على أن هذه المنطقة كانت مأهولة من قِبل إنسان عصور ما قبل التاريخ، لافتاً إلى أن هذه النقوش تعد من أقدم النقوش الصخرية التي عُثر عليها بالموقع حتى الآن.
وأضاف الدماطي أن وجود مثل هذا النقوش المبكرة يشير إلى أن المنطقة قد نالت من الأهمية ما دفع إنسان تلك الفترة أن ينحت الرسوم المقدسة على صخورها، الأمر الذي يؤكد أنها لاتزال تحمل في طياتها الكثير مما لم يتم الكشف عنه بعد. من جانبه قال محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة إن البعثة تمكنت من الكشف عن أكثر من 15 نقشاً من عصور ما قبل التاريخ، هي عبارة عن رسومات لحيوانات برية من بقر ووعول جبلية وغزلان وبعض الرسومات تمثل الطقوس ذات الطابع الديني عبارة عن طيور النعام وبعض الزرافات.
وأفاد د. عمرو الهواري مدير البعثة الألمانية العاملة بالمنطقة أن هذه الرسوم التي تم اكتشافها مؤخرا تمثل طقوساً خاصة بالصيد بما يفسر المغزى منها حيث تعتبر دليلا على تمكن الإنسان من الطبيعة البرية وسيطرته عليها كما أنها تساهم في نفس الوقت -حسب معتقداته- في تسهيل عمليات صيد الحيوانات البرية التي كانت تمثل مصدر الغذاء الأساسي للإنسان في هذه الفترة.
وفي سياق متصل صرح نصر سلامة مدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة بأن البعثة مستمرة في عملها بموقع مقابر النبلاء غرب أسوان في محاولة للكشف عن مزيد من الرسومات والمنحوتات الصخرية، خاصة وأن أعداد الرسومات المكتشفة تزداد يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن الموقع اشتهر بوجود مقابر النبلاء من حكام إقليم أسوان من عصر الدولتين القديمة والوسطى.