أجرى الحوار – خالدعبدالحميد
رجال لا يهابون الموت .. الوطن لديهم أغلى من الحياة .. شعارهم دائماً ” النصر أو الشهادة ” يدافعون عن سماء مصر بكل نفيس وغال .. أنهم أبطال الدفاع الجوى الذين يحتفلون هذه الأيام بعيدهم الـ 49 .
وبهذه المناسبة التقت ” الوطن المصرى ” ربان سفينة الدفاع الجوى الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى ليحكى لنا عن بطولات الأبطال ، وما طرأ على منظومة الدفاع الجوى من تطوير وتحديث فى الفرد والمعدّة :
سيادة الفريق : فى ظل التطور الهائل فى تكنولوجيا التسليح الذى يشهده العالم الآن كيف يتم تأهيل طلبة كلية الدفاع الجوى لمواكبة هذا التطوير ؟
تعتبر كلية الدفاع الجوى من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ، ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد هذا الدورليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة .
ونظراً لما يمثلة دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على قوات الدفاع الجوى والتى تتعامل دائماً مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة فإننا نعمل على تطوير الكلية من خلال مسارين
المسار الأول :
تطوير العملية التدريبة وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية بالكلية وتطويعها
طبقاً لإحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوى والخبرات المكتسبة من الأعوام السابقة بالإضافة إلى إنتقاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين فى المجالات المختلفة .
المسار الثانى :
تزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم فى مجال التدريب العملى وفى هذا المجال فقد تم تزويد الكلية بفصول تعليمية لجميع أنواع معدات الدفاع الجوى مزودة بمحاكيات للتدريب على تنفيذ الإشتباكات مع الأهداف الجوية كذا تم تجهيز الفصول والقاعات الدراسية
بدوائر تليفزيونية مغلقة وشاشات عرض حديثة وتم تحديث وتطوير المعامل الهندسية بالكلية فضلاً عن تنفيذ معسكرات تدريب مركز لطلاب السنة النهائية للمشاركة فى الرمايات الحقيقية لأسلحة الدفاع الجوى بمركز التدريب التكتيكي لقوات الدفاع الجوى .
أدى التطور الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادرالحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى معظم دول العالم .. فما هو الحل من وجهة نظر سيادتكم للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى ؟
فى عصر السماوات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة و تعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءاً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الإستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية .. بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها بإستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها
ولكن هناك شئ هام وهو ما يعنينا في هذا الأمر هو فكر إستخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر .
والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية ( الفانتوم ) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الإستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من إستطلاع القوات غرب القناة بإستخدام إسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل ( وهو تحقيق إمتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة ) ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير إسلوب إستخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة .
السيد قائد قوات الدفاع الجوى ..أكدت خبرات الحروب المصرية أن سر نجاح القوات المسلحة يكمن فى العنصر البشرى فماذا أعددتم سيادتكم للإرتقاء بآداء الجندى المقاتل علميا وبدنيا ونفسيا ؟
بادرت قوات الدفاع الجوى وبمساندة قوية صادقة من القيادة العامة للقوات المسلحة فى التحديث و خلق أنماط جديدة في العنصر البشري من خلال رعاية تامة لمراكز التدريب وللجنود المستجدين منذ لحظة وصولهم وحتى نقلهم إلى وحداتهم بعد إنتهاء فترة التدريب الأساسى بمراكز التدريب وذلك من خلال إستقبال ورعاية الجندى لبناء شخصيته العسكرية طوال فترة خدمته الإلزامية بالقوات المسلحة وحتى عند استدعاءه بعد نهاية فترة التجنيد ولتحقيق ذلك فإنه يتم التخطيط بعناية تامة لإستقبال الجنود فى مراكز التدريب منذ لحظة إلتحاقهم بالقوات المسلحة من خلال إعداد التجهيزات اللازمة للتدريب من معلمين أكفاء وفصول تعليمية مزودة بأحدث وسائل التدريب وقاعات الحواسب المتطورة .. وكذا معامل اللغات الحديثة بالإضافة إلى المقلدات التى تحاكى معدات القتال الحقيقية لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب وترشيد إستخدام المعدات الحقيقية وتنفيذ الإلتزامات الرئيسية أثناء فترة التدريب وتوفير كافة التجهيزات الإدارية والمعيشية الحضارية من أماكن إيواء وميسات للطعام وقاعات ترفيهية مع إعداد أماكن لإستقبال أسر الجنود المستجدين أثناء الزيارات الأسبوعية … ويتم تنفيذ ذلك كله فى إطار خطة متكاملة تصل إلى أدق التفاصيل بما يحقق رفع الروح المعنوية للجنود وتأهيلهم لأداء مهامهم القتالية بكفاءة عالية .
أذاعت قناة DMC الفضائية حلقة خاصة عن فريق قوات الدفاع الجوى المشارك فى مسابقة السماء الصافية بدولة الصين والذى أستطاع الحصول علي المركز الثاني علي مستوي العالم نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على ذلك ؟
تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على المشاركة فى مسابقات المباريات الحربية والتى تمثل محاكاة حقيقية للحرب لإعطاء الثقة لمقاتليها فى ظل مشاركة أقوى دول العالم التى تمتلك منظومات دفاع جوى متقدمة والتي تتمثل في دولة ( الصين/ روسيا / بيلاروسيا / أوزباكستان / باكستان/ فنزويلا ) .
وكانت مسئولية كبيرة خاصة أن العالم سوف يحدد إستعدادنا القتالى وقدرتنا على حماية سماء مصر من خلال أدائنا فى هذه المسابقة ومن هنا كان الحافز الحقيقي للتدريب الجاد .
فى البداية تم إنتقاء عدد من الضباط والدرجات الأخرى الحاصلين على مراكز متقدمة فى فرق مكافحة الأرهاب الدولى والقتال المتلاحم ورماية الصواريخ المحمولة على الكتف لدخول معسكر إعداد لمدة ستة أشهر فى مركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى وبعد تدريب لمدة ثلاثة أشهر تم تصفية المتسابقين وإختيار أحسن (18) مقاتل لدخول المسابقة .
تم التدريب يومياً على رفع معدل اللياقة البدنية وإجتياز ميدان الموانع الذي تم إنشاءه بنفس مواصفات الميدان المقام عليه المسابقة بالصين وتم إستكمال مرحلة التدريب على الرماية بالصواريخ المحمولة علي الكتف عن طريق إستخدام مقلدات الصواريخ فى معهد الدفاع الجوى بالأسكندرية ثم التدريب على مرحلة تنفيذ الرماية الفعلية بالأسلحة الصغيرة والصواريخ المحمولة على الكتف فى ميدان الرماية بمركز التدريب التكتيكى للدفاع الجوى والتى كانت من أهم أسباب تحقيق أعلى النتائج فى الرماية الحقيقية .
وقد أستطاع فريق الدفاع الجوى الحصول على المركز الثانى علي مستوي العالم بعد الدولة المنظمة (الصين) وكان آداء الفريق المصرى مبهر ومتميز بشهادة جميع القاده والفرق المشاركة فى المسابقة .
وقد إنتشر علي شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) تسجيل فيديو لإصابة رماية صاروخ محمول على الكتف على هدف صاروخى مبتعد وتم تدميره بدقة متناهية وقد سجلت تلك الرماية فى أرشيف المسابقة علي إعتبار أنه تدمير مثالي لم يسبق حدوثه ( رقم قياسي ) والذى أعتبره تكليلاً لجهود قيادة الدفاع الجوي للإرتقاء بمستوى الفرد المقاتل .
السيد قائد قوات الدفاع الجوى .. يعد الإهتمام بالجانب المعنوي شرط ضروري للإرتقاء بمستوي أداء مقاتلى قوات الدفاع الجوي ..ماذا تقدمون سيادتكم في هذا الجانب لأبنائكم المقاتلين ؟
تولي قيادة قوات الدفاع الجوي الإهتمام الكامل لرفع الروح المعنوية لمقاتلي الدفاع الجوي في جميع مواقعه المنتشرة على كافة ربوع الوطن وتوفير سبل الإعاشة الكريمة وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة .. الميسات المتطورة .. ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود ..إلى جانب الرعاية الصحية التى تقدمها جميع مستشفيات القوات المسلحة لرجال قوات الدفاع الجوى..وكذا تنظيم رحلات الحج والعمرة .. وكذلك توفير أماكن متميزة لضباط الصف وعائلاتهم بمصايف ونوادى 6 أكتوبر للقوات المسلحة .
و فى إطار تنفيذ توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة بالإهتمام بالرعاية الإجتماعية للحفاظ على الحالة المعنوية العالية لمقاتليها وأسرهم تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على التحديث والتطوير المستمر للمنشأت والخدمات بدور الدفاع الجوى فى ( القاهرة ، الإسكندرية ، مطروح ) ، كما تم إستكمال منشأت القرية الرياضية لقوات الدفاع الجوى بإفتتاح الفندق الجديد وحمام سباحة أوليمبى وبما يساهم فى دعم المنشآت الرياضية الأولمبية بجمهورية مصر العربية ومخطط الإنتهاء قريبا من إنشاء المرحلة الأولى لدار الدفاع الجوي بالعاصمة الإدارية الجديدة ذلك الصرح الذى يعتبر قيمة مضافة لدور ونوادي القوات المسلحة .
سيادة الفريق .. توصف قوات الدفاع الجوي دائماً بأنها درع السماء القادر علي صد أي عدوان جوي مهما علا شأنه أو تنوعت طائراته .. نريد من سيادتكم رسالة طمأنة للشعب المصري عن قوات الدفاع الجوي من حيث القدرة والكفاءة ؟
أود أن أطمئن الشعب المصري أن قوات الدفاع الجوى ..القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية تمتلك القدرات والإمكانيات القتالية وبما يُمكنها من مجابهة العدائيات الجوية الحالية والمنتظرة وتأمين الأهداف الحيوية بالدولة ومسرح العمليات للقوات المسلحة على كافة الإتجاهات الإستراتيجية ، وأن مقاتلى قوات الدفاع الجوى المرابضين فى مواقعهم بجميع أنحاء الجمهورية يواصلون العمل ليلا ونهارا سِلماً وحرباً لحماية قدسية سماء مصر الغالية ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها .. لتظل رايات الدفاع الجوى عالية خفاقة تحت قيادة الفريق أول / محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى وفى ظل الزعامة الحكيمة للسيد رئيس الجمهورية الرئيس / عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة