الجمعة, 20 سبتمبر, 2024 , 5:37 م

قائد قوات الدفاع الجوى: قادرون على حماية قدسية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها ( 2/1 )

الفريق على فهمى


أفقدنا العدو ثلث طائراته فى 72 ساعة أثناء حرب أكتوبر المجيدة

أسقطنا أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج وأجبرنا إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار

كلية الدفاع الجوى من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط

نمتلك خطة متكاملة لرفع الروح المعنوية للجنود وتأهيلهم لأداء مهامهم القتالية بكفاءة عالية

أجرى الحوار – خالدعبدالحميد

رجال لا يهابون الموت .. الوطن لديهم أغلى من الحياة .. شعارهم دائماً ” النصر أو الشهادة ” يدافعون عن سماء مصر بكل نفيس وغال .. أنهم أبطال الدفاع الجوى الذين يحتفلون هذه الأيام بعيدهم الـ 49 .

وبهذه المناسبة التقت ” الوطن المصرى ” ربان سفينة الدفاع الجوى الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى ليحكى لنا عن بطولات الأبطال ، وما طرأ على منظومة الدفاع الجوى من تطوير وتحديث فى الفرد والمعدّة :

فى البداية أكد الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى حرص القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة على تطوير وتحديث منظومة الدفاع الجوى بما يواكب أحدث نظم التسليح والتكنولوجيا فى العالم .

مؤكدا أن رجال قوات الدفاع الجوى ماضون على الطريق ومحافظون على المسيرة حتى تظل قوات الدفاع الجوى قادرة على حماية سماء مصر ومجابهة أى تهديدات أو تحديات .

كما وجه التحية لرجال الدفاع الجوى المرابضين فى مواقعهم يواصلون الليل والنهار سلما وحربا وحثهم على الاستمرار فى بذل الجهد والعرق فى التدريب واليقظة التامة .

السيد قائد قوات الدفاع الجوى .. تحتفل قوات الدفاع الجوى كل عام فى الثلاثين من شهر يونيو بعيد الدفاع الجوى … نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على أسباب إختيار ذلك اليوم ؟      

صدر القرار الجمهورى رقم (199) الصادر فى الأول من  فبراير 1968 بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة وتحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات ( فانتوم ، سكاى هوك ) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ ..ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الإستنزاف تمكنت تجميعات الدفاع الجوى صباح يوم 30 يونيو 1970 من إسقاط عدد (2) طائرة فانتوم ، عدد (2) طائرة سكاى هوك وتم أسر ثلاث طيارين إسرائيلين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى عدد (12) طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه إسبوع تساقط الفانتوم

وإتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام1970 عيداً لها ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لإسترداد الكرامة ومنع طائرات العدو من الإقتراب من سماء الجبهة المصرية

نسمع دائما أثناء الإحتفال بعيد قوات الدفاع الجوى كلمة (حائط الصواريخ) ..نرجو من سيادتكم توضيح معنى هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط ؟

حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة .

هذه المواقع تم إنشائها وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها .

وقد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوى

بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع

بالمدفعية المضادة للطائرات ، ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده ، وقام رجال الدفاع الجوى بدارسة بناء حائط الصواريخ بإتباع أحد الخيارين :

الخيار الأول : القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام وإحتلال مواقع ميدانية متقدمة

دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات .

الخيار الثانى : الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها ( إسلوب الزحف البطئ ) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق وإحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له وهكذا وهو ما إستقر الرأى عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم إحتلالها دون أى رد فعل من العدو  وتم التخطيط لإحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة ، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى ، وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى ، ومنع العدو الجوى من الإقتراب من قناة السويس .

فخلال خمس أشهر ( إبريل ، مايو ، يونيو ، يوليو ، أغسطس) عام 1970 إستطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج مما أجبر إسرائيل على قبول ( مبادرة روجررز ) لوقف إطلاق النار إعتباراً من صباح 8 أغسطس 1970 لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات وتضع فى عام 1970 اللبنة الأولى فى صرح الإنتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973 .

الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع .. نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء .. كيف قام الدفاع الجوى  المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973 .

إن الحديث عن حرب أكتوبر 73 لاينتهى وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى كافة الأحداث .

وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوى فى هذه الحرب ..ولكى نبرز أهمية

هذا الدور فإنه يجب أولاً معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور حيث بدأ مبكراً التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا … والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة …

لقد بدأ رجال الدفاع الجوى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير وإستعادة الأرض والكرامة فى أكتوبر 1973 من خلال إستكمال التسليح لأنظمة جديدة لرفع مستوى الإستعداد القتالى وإكتساب الخبرات القتالية العالية خلال فترة وقف إطلاق النار..وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام – 3 (البتشورا) وإنضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970  وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ (سام-6 ) فى عام 1973.

وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من إستطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى (الإستراتوكروزار)  صباح يوم 17 سبتمبر 1971 وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل مساحة مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية وإقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية ..وفى اليوم الأول للقتال فى السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى أخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى ، توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من

 الطيارين .. وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الإقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم  … وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجنى سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين .

وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بهم .. وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها ..ثقيلة بدمائها ) .

تعتبر منظومة  الدفاع الجوى المصرى من أعقد منظومات الدفاع الجوي في العالم حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة .. نرجو إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة ؟

تتكون منظومة الدفاع الجوى من عناصر إستطلاع وإنذار وعناصر إيجابية ومراكز قيادة وسيطرة تمكن القادة على كافة المستويات من إتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدو

من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى كافة ربوع الدولة طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها .

ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى إشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشتمل على أجهزة الرادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والانذار ، بالاضافة الى عناصر المراقبة الجوية وعناصر ايجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية .

يتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال هدفه فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنه .

ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى ، بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة

والذى يشمل على الآتى :

 التكامل الأفقى : ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة.

التكامل الرأسى : ويتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد .

السيد قائد قوات الدفاع الجوى .. تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى الذى يعتبر أحد الركائز الهامة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية … كيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى .

تحرص قوات الدفاع الجوى على إمتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من آداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علميه يتم إتباعها فى القوات المسلحة بالإستفادة من التعاون العسكري مع الدول الشقيقة / الصديقة بمجالاته المختلفة من خلال ثلاث مسارات:

المسار الأول :

التعاون فى تنفيذ التدريبات المشتركة مثل [ التدريب المصرى الأمريكى المشترك ( النجم الساطع ) ، التدريب اليونانى المشترك ( ميدوزا – 8 ) ( اليونان) ، التدريب البحرى المصرى / الفرنسى المشترك ( كليوباترا -2019) ، التدريب المصرى الأردنى المشترك (العقبة -5) ( الأردن ) ] لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول .

ونظرا للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى تسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات ( التدريب ، التطوير ، التحديث ، … ) معنا مثل جمهورية باكستان ، مملكة البحرين ، ويتم التحرك فى هذه المسارات طبقاً لتخطيط

المسار الثانى :

التعاون فى تأهيل مقاتلى قوات الدفاع الجوى من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المصرى المتميزين للتأهيل بالعلوم العسكرية الحديثة بالمعاهد العسكرية المتميزة بالدول الشقيقة والصديقة .

كما يتم تأهيل ضباط الدفاع الجوى لعدد من الدول بالمنشآت التعليمية لقوات الدفاع الجوى المصرية وبما يساهم فى تبادل الخبرات والإعداد المتميز للفرد المقاتل .

المسار الثالث :

التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً فى خطة محددة ومستمرة .

اترك رد

%d