السيسى : نتطلع لمزيد من نفاذ المنتجات المصرية إلى السوق الألماني وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين
ميركل لـ السيسى : ندعم مسار الإصلاح الاقتصادي فى مصر ..ونحيى نجاحاتكم فى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية
الرئيس يرحب بعقد الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المصرية الألمانية فى فبراير المقبل فى مصر
المستشارة الألمانية : مصر شريك مهم جدا في حل الكثير من القضايا السياسية بمنطقة الشرق الأوسط
رؤساء الشركات الألمانية : مصر مؤهلة لأن تكون مركزاً إقليمياً لتداول ونقل الطاقة فى الشرق المتوسط
تقرير – خالدعبدالحميد
نتائج عديدة على صعيد السياسة والاقتصاد والأمن أسفرت عنها الزيارة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ألمانيا، واستمرت أربعة أيام (من 28/10- 31/10/2018 ).
ويقول تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات، إن الزيارة تضمنت برنامج عمل مكثف، انقسم إلى شقين، الأول زيارة دولة إلى المانيا، حيث عقد الرئيس سلسلة لقاءات سياسة هامة، جاء في مقدمتها قمة مصرية المانية جديدة مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عكست اتفاقاً وتوافقاً ازء العديد من القضايا الحيوية فى المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية ومكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية، كما عقد الرئيس لقاءات ثنائية مكثفة مع رئيس جمهورية المانيا، ومع رئيس البرلمان الألمانى (البوندستاج) فى المقر التاريخي للبرلمان، فضلا عن لقاءات ثنائية مع رئيس مؤتمر ميونخ للامن ومع وزراء الخارجية، والداخلية، والاقتصاد والطاقة، والتعاون الإنمائى.
وفي الجانب الاقتصادي من الشق الثنائي تم عقد مائدة مستديرة للرئيس السيسى مع عدد من الشركات الألمانية، سواء التى لديها استثمارات فى مصر أو التى ترغب فى الدخول للسوق المصرية، واستهدفت تلك اللقاءات الدخول فى شراكة استثمارية قوية مع هذه الشركات بما يتيح نقل وتوطين التكنولوجيا الألمانية المتقدمة وزيادة فرص العمل فى مصر وتعريف هذه الشركات بالفرص الاستثمارية فى مختلف القطاعات المصرية.
اما الشق الثاني من الزيارة فتمثل في مشاركة الرئيس السيسي فى أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا فى إطار مجموعة العشرين، والتى دعت إليها المستشارة الألمانية للعام الثاني على التوالي ، وضمت 11 بلدا هى (مصر، المغرب، تونس، إثيوبيا، رواندا، بنين، كوت ديفوار، غانا، غينيا، السنغال، توجو، بالإضافة إلى جنوب أفريقيا باعتبارها العضو الأفريقى فى مجموعة العشرين).
كما شارك الرئيس «السيسى» فى أعمال القمة غير الرسمية للاستثمار فى أفريقيا، بحضور السيدة «ميركل» ورؤساء الدول والحكومات أعضاء مبادرة الشراكة وشركات القطاع الخاص.
ويضيف تقرير هيئة الاستعلامات، إن زيارة الرئيس السيسي لبرلين جاءت في وقت بالغ الأهمية لكلا البلدين حيث جاءت قبل شهرين من بدء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في مطلع 2019، كما تتزامن أيضا مع بدء العضوية غير الدائمة لألمانيا في مجلس الأمن الدولى.
وقد أكدت المستشارة الألمانية دعم بلادها لمسار الإصلاح الاقتصادي الذي تنتهجه مصر، مشيدة بما تحقق من إنجازات على هذا الصعيد، كما أكدت المستشارة الألمانية حرص الشركات الألمانية على تكثيف التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة وزيادة أنشطتها في مصر، وتعزيز الاستثمارات القائمة، مشيرة إلى ثقتها فى أن التعاون بين البلدين سيشهد مزيدًا من التقدم فى مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة.
وعلى الصعيد الامنى تطرقت المباحثات كذلك إلى عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، خاصة مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، حيث استعرض الرئيس فى هذا الإطار النجاحات التي حققتها مصر لترسيخ الأمن والاستقرار استناداً إلى مقاربة شاملة في الحرب على الإرهاب تسعى من خلالها إلى علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الأيديولوجيا والفكر المتطرف وقطع التمويل عن التنظيمات الإرهابية. كما عرض سيادته الإنجازات المصرية بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر منع انطلاق أي مراكب تقل مهاجرين من الشواطئ المصرية باتجاه أوروبا منذ سبتمبر 2016، فضلاً عن استضافتها لملايين اللاجئين على أراضيها.
وقد أكد الرئيس فى هذا الإطار” أن استدامة نجاح هذه الجهود تتطلب مزيداً من التعاون مع مصر، ومساعدتها فى تلبية الاحتياجات اللازمة لتطوير قدراتها فى هذا الصدد”وقد أعربت المستشارة الألمانية عن تقدير بلادها للجهود المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى أن مصر نجحت فى التعامل مع هاتين الظاهرتين وحققت فيهما نجاحات كبيرة، وأكدت ميركل استعداد بلادها لتعزيز التعاون مع مصر فى هذا المجال.
كما استعرضت المباحثات عددا من الملفات الإقليمية خاصة الملف الليبى والأزمة فى سوريا، حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوي التنسيق وتقارب الرؤى بين البلدين فيما يخص تلك الملفات، كما شددا على أهمية تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى حلول سلمية لمختلف تلك الازمات، مع الحفاظ على مفهوم الدولة ودعم مؤسسات الدولة الوطنية، بما يحقق الاستقرار لشعوب المنطقة. كما تم التشاور حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة، مستندة إلى القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة.
وقال الرئيس : “تم التشاور حول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة مستندا إلى قرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة “.
ومن جانبها أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن مصر شريك مهم جدا في حل الكثير من القضايا السياسية بمنطقة الشرق الأوسط .. مشيرة في هذا الصدد إلى أن مصر وألمانيا يدعمان المواقف التي تساعد على تهدئة الأوضاع في سوريا.
كان للملفات الاقتصادية والاستثمارية نصيب كبير فى جدول أعمال زيارة الرئيس لألمانيا، حيث التقى بالسيد بيتر ألتماير وزير الاقتصاد والطاقة الألماني.
وخلال اللقاء أشاد الرئيس بالتطورات التى تشهدها العلاقات المصرية الألمانية خاصة على الصعيد الاقتصادى، مرحباً بعقد الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المصرية الألمانية المشتركة، والمقررة فى فبراير المقبل فى مصر بمشاركة الوزير الألماني، وتطلع مصر لأن يرافقه وفد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين الألمان للتعرف على الفرص الاستثمارية في مصر في مختلف القطاعات.
كما أكد الرئيس أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام المقبل 2019، تعد فرصة مواتية لتعزيز التعاون مع الحكومة والشركات الألمانية لدفع مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا.
وأشار الرئيس إلى التطورات الإيجابية التي شهدها قطاع الطاقة المصري مؤخراً وجهود تحويل مصر لمركز إقليمي لتداول ونقل الطاقة، موضحاً سيادته ما تتيحه تلك التطورات من آفاق كبيرة للتعاون بين الجانبين بما فى ذلك الطاقة الجديدة والمتجددة.
ورحب الرئيس بتنامي العلاقات التجارية والاقتصادية المصرية الألمانية، خاصة وأن مصر تعد ثالث أكبر شريك تجاري لألمانيا في الشرق الأوسط، مشيراً إلى التطلع لمزيد من نفاذ المنتجات المصرية إلى السوق الألماني، بما يساهم فى تعزيز التبادل التجاري بين البلدين.
وقد أشاد وزير الاقتصاد والطاقة الألماني بالتطورات الإيجابية التى شهدتها مصر خلال السنوات الماضية على مختلف المستويات، وما تمثله مصر من شريك هام لألمانيا، مؤكداً التزام بلاده بتطوير الشراكة مع مصر، في ضوء ما تتمتع به من مكانة متميزة وثقل إقليمي كبير.
وخلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع وزير التعاون الاقتصادي والإنمائي الألماني “جيرد مولر” اشاد الرئيس بدورية انعقاد الاجتماع السنوي للجنة التعاون الاقتصادي والإنمائي بين مصر وألمانيا منذ عام 2016 بالتناوب بين القاهرة وبرلين، ومعرباً عن التطلع لأن تسهم تلك الاجتماعات في تعميق وتطوير آفاق التعاون المشترك في المجال الإنمائي.
كما استقبل الرئيس الرئيس عبد الفتاح السيسى في اليوم الرابع والاخير من الزيارة ” أندرياس شوير” وزير النقل والبنية الرقمية الألماني… وأكد الرئيس خلال اللقاء تطلع مصر للتعاون مع الجانب الألماني والاستفادة من خبراته الرائدة فيما يتعلق بدعم الجهود المصرية لتحديث قطاع السكك الحديدية ورفع جودتها وقدرتها الاستيعابية وتعزيز نظم حماية السكك الحديدية
كما التقي الرئيس السيسي مع عدد من رؤساء كبرى الشركات الألمانية، بحضور وزير الاقتصاد والطاقة، ووزير التعاون الاقتصادي والإنمائي الألمانيين.معرباً عن تقديره لدور للشركات الألمانية، والتى يعمل عدد منها فى مصر منذ أكثر من مئة عام، كشريك في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحرص مصر علي استمرار وتطوير تلك الشراكة التي نعتز بها، خاصة خلال المرحلة الحالية من البناء والتنمية، مع اقتراب قيمة التبادل التجاري عام 2017 من 6 مليار يورو، وتزايد الاستثمارات الألمانية في قطاعات الطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وصناعة السيارات، وهو ما يستوجب مزيدا من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.
وأشاد رؤساء الشركات الألمانية من جانبهم بما تحقق من نتائج على صعيد الاصلاح الاقتصادي فى مصر، مشيرين كذلك إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار فى منطقة الشرق الاوسط وأفريقيا، مما أهلها لكى تكون جاذبة الاستثمارات الخارجية.
كما أشادوا بالتطورات التى شهدتها مصر على صعيد قطاع الطاقة، مؤكدين أن تلك التطورات تؤهل مصر لكى تصبح مركزاً إقليمياً لتداول ونقل الطاقة فى شرق المتوسط أخذاً فى الاعتبار موقعها الجغرافى الاستراتيجي.
وخلال اجتماع الرئيس السيسي مع رجال الأعمال والمستثمرين الألمان على المائدة المستديرة التي شارك بها رؤساء ومستثمرون من كبريات الشركات الألمانية أكد المهندس مارتن هيرنكنشت رئيس شركة “هيرنكنشت” الألمانية المتخصصة في صناعة ماكينات حفر الأنفاق، إن هناك تعاونا مع مصر في معدات البناء والأنفاق، معربا عن فخره بهذا التعاون. مشيرا الى ان مشروع محور قناة السويس، أبهر العالم كله، وأن الجميع في السابق كانوا يعتقدون أنه من المستحيل أن يتم هذا المشروع في الوقت المقرر له، إلا أنه أصبح واقعا.. متابعا: “هناك أيضا مشروع سيمنس الذي يعد أكبر مشروع للطاقة في مصر وأصبح واقعا بالفعل، ولا أستطيع سوى أن أقول إلا أن مصر بالفعل تستحق رئيسا بحجم وعقليه الرئيس السيسي”. وأكد رئيس الشركة: “نعمل مع مصر منذ 20 عاما، و أن المهندسين المصريين على درجه كبيرة من المهارة “
كما تضمنت لقاءات الرئيس الاقتصادية ايضاً استقبال “رالف ريشمان” الرئيس التنفيذي لشركة “تيسنكروب” لصناعة الأسمدة…حيث اعرب الرئيس عن تقديره لنشاط مجموعة “تيسنكروب” العالمية فى مصر خاصة فى مجال تطوير التعاون فى مجال تصنيع الأسمدة، وذلك على ضوء تزايد الطلب المحلي والعالمى على منتجات الأسمدة…فيما أكد الرئيس التنفيذى لشركة “تيسنكروب” على حرص الشركة على تطوير التعاون مع مصر فى ظل ما تشهده من تحسن فى الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذى تبلور مؤخراً فى التعاون مع شركة أبو قير للأسمدة.
في الشق الثاني من الزيارة شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في اليوم الثالث من زيارته لبرلين في الجلسة الختامية لقمة مبادرة مجموعة العشرين حول الشراكة مع أفريقيا، وذلك بحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعدد من القادة الأفارقة. حيث أكد الرئيس السيسي في الجلسة أن “مصر أقرت استراتيجية تنموية تتسم بالشمول والتنوع، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وهي رؤية مصر 2030، التي تتضمن العديد من البرامج والأهداف الرامية إلى وضع مصر ضمن أكبر ثلاثين اقتصادا عالميا بحلول عام 2030.
وأوضح الرئيس السيسي أنه تم تنفيذ برنامج وطني طموح للإصلاح الاقتصادي، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي ودعم شركاء التنمية، يشمل حزمة من الإصلاحات المالية والنقدية والتشريعية لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وإزالة العقبات التي تعوق عمل القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب، وهو ما يتسق مع المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا. .
وأكد الرئيس “أن مصر تواصل بكل عزم، تنفيذ سلسلة من المشروعات التنموية الكبرى منذ عام 2014، من أجل دفع معدلات النمو وتوفير فرص العمل وخفض نسبة البطالة وتحفيز الاستثمار، وبالتزامن مع ذلك، تتحرك للتوسع في مشروعات الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، وأبرزها المفاوضات الجارية للربط الكهربائي بين أفريقيا وأوروبا عبر قبرص واليونان، كما يجرى الإعداد لتصبح مصر مركزا إقليميا لتداول وتجارة الغاز والبترول علي نحو يدعم التنمية الاقتصادية، ويتيح المزيد من الفرص لضخ الاستثمارات في هذه الصناعة”.
وعلى هامش “القمة الثانية لمبادرة مجموعة العشرين للشراكة الاقتصادية مع أفريقيا” شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مراسم التوقيع علي مذكرة التفاهم مع شركة سيمنز للتعاون مع الحكومة المصرية في مجال التصنيع والتدريب المهني. ووقع المذكرة عن الجانب المصري وزيرا التجارة والصناعة والتربية والتعليم، وعن الجانب الألماني الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز العالمية. ويستهدف الاتفاق الذي تم توقيعه تحقيق تطور ملموس في مجالات المناطق الصناعية، التشغيل الآلي، والتكنولوجيا الرقمية في المصانع، والتعليم والتدريب، إلى جانب توفير الطاقة وحلول السلامة وحماية البيئة.
و خلال أعمال “منتدى الاستثمار” تحت رعاية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، وبحضور عدد من الرؤساء الأفارقة، ورؤساء العديد من الشركات الألمانية الكبرى، عرض فيلم قصير عن التعاون بين شركة “سيمنس” الألمانية وما قدمته من مشروعات في مصر. وأوضح الفيلم، أنه تم تسليم ثلاث محطات عملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية التي تقدم خدمات يستفيد منها 45 مليون مواطن، وفق أحدث المواصفات العالمية، بمعدل إنجاز غير مسبوق علي مستوى العالم أضاف 14.4جيجاوات للشبكة القومية للكهرباء في زمن قياسي حوالي عامين.