خبرة أبو غزالة ساهمت فى تدمير لواء مدرع اسرائيلي قبل دخوله للقنطرة
مجموعة عبد العاطى نجحت وحدها أثناء الحرب فى تدمير 72 دبابة للعدو
التمهيد النيرانى فى حرب أكتوبر تفوق على نظيره فى أى حرب أخرى
الطيران قوة النيران الرئيسية للقوات المسلحة .. والمدفعية القوة الرئيسية للقوات البرية
حكاية قصف المدفعية الكاذب فى المعركة وخطة الخداع الإستراتيجى
دور الصاعقة والمهندسين فى التمهيد لعبور القوات الى الضفة الشرقية من القناة
حوار – خالدعبدالحميد
خضنا مرحلة استنزاف ناجحة افقدت العدو الاسرائيلي توازنه وقضت على الصلف و التكبر الذى تملكه بعد 67 وقضت على اسطورة العدو الذى لا يقهر كانت حرب الإستنزاف بداية لنصر اكتوبر .. هكذا تحدث أحد أبطال سلاح المدفعية المصرية فى حرب أكتوبر اللواء أركان حرب متقاعد محمد عباس منصور لـ ” الوطن المصرى ” ، وأضاف لقد طلب الرئيس جمال عبد الناصر من مدير المدفعية اللواء عبد التواب هديب فى عام 68 بتوجيه ضربة مدفعية للعدو لرفع الروح المعنوية للقوات وللشعب ، وبالفعل وجهنا ضربة فى 8 سبتمبر .. بعدها تم التجهيز والإعداد لحرب اكتوبر المجيدة
وقال : بعد انتهاء مرحلة الإستنزاف بدأنا فى الإعداد لمرحلة حرب اكتوبر الفاصلة .. كنت مشترك وقتها مع العميد أبوغزالة وزير الدفاع الأسبق فى التخطيط للتمهيد النيرانى .
وما حدث من تمهيد نيرانى فى حرب أكتوبر كان من اعظم تمهيد نيرانى فى اى حرب من الحروب بمشاركة 2300 مدفع واستمر التمهيد النيرانى لمدة 53 دقيقة .
وأوضح أن التمهيد النيرانى يعنى توجيه ضربة قوية بالنيران تسبق اى عمليات هجومية بصفة عامة .
واستطرد قائلا : فى حرب اكتوبر بدأنا بالتمهيد النيرانى بتوجيه ضربة قوية بالنيران وقبل المدفعية كان هناك ضربة جوية مركزة
وقد بدأنا بالضربة الجوية فى أكتوبر لأن الطيران هو قوة النيران الرئيسية للقوات المسلحة ، والمدفعية هى قوة النيران الرئيسية للقوات البرية .
وأضاف اللواء عباس منصور : كان من ضمن خطة الخداع الإستيراتيجى قيامنا بتوجيه قصفات كاذبة لخداع العدو بالتمهيد النيرانى للحد الأمامى والعمق ثم الأمامى .
مدفعيتنا قامت بالقصفة الأولى على خط بارليف فى 15 دقيقة ، ثم ظلت القصفة الثانية 22 دقيقة ، حيث ضربنا فى العمق ضد مراكز القيادة والسيطرة ومحطات الردار .
وأضاف أن القصفة الثالثة كانت لمدة 10 دقائق قسمناها نصفين كل قصفة نيران لمدة 5 دقائق على دفعتين ، وبين كل ضربة والأخرى 6 دقائق قصف كاذب ” يعنى أضرب 5 دقائق وبعدين اتوقف .. العدو يعتقد اننى انتهت من الضربة فيخرج بأسلحته ومعداته ويعيد توزيع قواته ويتخلى عن حذره فأقوم بضربة أخرى لمدة 5 دقائق ، وهذا من ضمن خطة الخداع الاستيراتيجى فى الحرب .
وأكد بطل المدفعية المصرية فى حرب أكتوبر أن العدو كان يمتلك 19 نقطة قوية بها مستودعات نابالم ومجهزة بمواسير لحرق كل من يقترب من قناة السويس للضفة الشرقية .. ابطال الصاعقة والمهندسين العسكريين قاموا بدور بطولى .. نزلوا للقناة عائمين حتى الضفة الشرقية وقاموا بسد فتحات مواسيرالنابلم ونجحوا فى مهمتهم بامتياز .
ونظرا للتقديرات الخاطئة فقد قدر الروس خسائر مصر قبل الحرب بأنها ستتجاوز 70 % وخاب ظنهم وتقديراتهم .
وبدأ العبور ضربة جوبة ، ثم ضربة مدفعية ، ثم عبور القوات ووقتها رفعنا ضرب المدفعية للعمق وبدأنا فى الضرب المباشر كل منا يعلم هدفه هدفه سواء دبابة أو مركز ملاحظة .
وتذكر دور المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع الأسبق والذى كان يتولى فى حرب أكتوبر رئيس عمليات المدفعية والإدارة .. كان طنطاوى دفعتى ، ويرجع إليه الفضل فى تطوير سلاح المدفعية كما قام بتطوير المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات وكانت مفاجأة حرب أكتوبر.
ومن البطولات التى أتذكرها جيدا أن مجموعة عبد العاطى نجحت أثناء الحرب فى تدمير 72 دبابة للعدو .. ونجحنا فى حشد 78 كتيبة مدفعية .
كما تذكر موقفا للعميد عبد الحليم أبو غزالة عندما أبلغنا بأن هناك لواء مدرع اسرائيلي فى طريقه للقنطرة .. تم التعامل مع الموقف وسبقنا هذا اللواء بكيلو وبدأنا نحسب الوقت قبل توجيه ضربة إليه حتى أنه لم يبقى سوى دقيقة واحدة وقتها قال أبو غزالة اضرب .. قلنا له لسة يا فندم باقى دقيقة .. قال اضرب .. نفذ الأمر وبالفعل ضربنا وابلغونا بأنها كانت ضربات مؤثرة وأحدثت خسائر فادحة فى صفوف ومعدات العدو ، وقتها فرح أبو غزالة كثيرا وقال ” مش قلت لكم ” لقد كان صاحب رؤية وتوقع رائع رحمه الله.