الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 2:37 ص

«مسلمو المغرب».. قاتلوا إلى جانب الحلفاء ضد النازية.. وأنكرت أوروبا تضحياتهم

الجنود المغاربة فى باريس

الجنود المغاربة فى باريس

القليل من الأوروبيين وللأسف حتى العرب منهم يعرفون الدور الذي قامت به دول المغرب العربى لتحرير دول أوروبا والمشاركة الفعالة التي قام بها جنود تلك الدول في هذه الحرب، وهذا يعود إلى الإعلام الأوروبي والعالمي والمؤرخون وكتاب التاريخ الذين تجاهلوا هذا الدور البطولي وذلك لأسباب سياسية ومعنوية.

السبب السياسي:

هو أن الأوروبيين والحلفاء الذين شاركوا في الحرب لا يريدون الأفارقة أن يدونوا في التاريخ بأنهم شاركوا في تحرير أوروبا من النازية والفاشية، وهذا رغم شهادات بعض الجنرالات والسياسيين من الحلفاء وحتى من العدو الألماني آنذاك، مثل الجنرال الألماني ” كيسر لن” .

 السبب المعنوي أو السبب الديني:

هو أنه كان يكاد من العار على دول الحلفاء من الأوروبيين والأميركيين والنيوزيلنديين إذا اتضح للعالم أن تحرير أوروبا أتى على يد المسلمين، والذين كادوا فعلا أن يحرروا مدينة روما ” الفاتكان” وذلك على يد المغاربة الذين دحروا الألمان والإيطاليين في جبال كاسينوا الإيطالية ” وكان لم يبقى للمغاربة إلا 50 كيلومترا لدخول مدينة روما وتحريرها.

مساهمة الجنود المسلمين في الحرب العالمية الثانية:

بما أن تلك الدول كانت  تحت الاحتلال الفرنسي، فقد ساهمت إلى جانب الحلفاء لتحرير أوربا- و خاصة فرنسا – من الديكتاتوريات الفاشية الايطالية والنازية والألمانية، حيث وقفت البلدان العربية بجانب الحلفاء في مواجهة الدول الدكتاتورية، وقد كانت من بين هده الدول العربية تونس والمغرب وموريتانيا اللواتي كن تحت الاستعمار الفرنسي فيما اعتبرت فرنسا الجزائر أرضا فرنسية وبموجب هدا فرضت فرنسا على الدول العربية التي كانت تسيطر عليها دخول الحرب الى جانبها ولذلك جندت شباب العرب في جيشها وظلت فرنسا إلى ما بعد سقوطها بيد الألمان تسيطر على مستعمراتها.

الجنود المسلمون

الجنود المسلمون

وقد شاركت دول المغرب العربى المسلمة في الحرب العالمية الثانية لكونها قواعد استراتيجة مهمة لانطلاق العمليات العسكرية في منطقة البحر الابيض المتوسط لصد الجيوش الالمانية والايطالية عن غزو كل من شمال افريقيا وغرب اروبا خاصة فرنسا وانجلترا، وفي هذا الإطار أنزلت قوات الحلفاء بالسواحل المغربية بالدار البيضاء والمهدية يوم 8 نوفمبر 1942 .

المساهمة العسكرية الإسلامية:

التحقت فرق عسكرية مغربية من الرماة والمدفعية والهندسة بالجبهات الحربية الأمامية لقتال الفاشية والنازية في منطقة الجزائر وتونس والبحر الأبيض المتوسط، وفي الأراضي الأوروبية بدءًا بصقلية و ايطاليا ثم فرنسا وبلجيكا وألمانيا، وفي الجبال مثل جبال الألب والأودية، وأنهار السين والراين والدانوب، وفي ظروف مناخية قاسية من رد وثلوج، وقد أظهر الجنود المسلمون شجاعة حربية عالية اعترف بها الأعداء والحلفاء أنفسهم.

رغم الخسائر البشرية في صفوف الجنود، فان المشاركة المغربية الإسلامية ساهمت في تحرير أوربا من سيطرة الأنظمة الديكتاتورية الفاشية والنازية، وجسدت تضحية غالية من تلك الدول لترسيخ قيم السيادة والعدالة والحرية والسلم، ففقد جنود تونس والجزائر والمغرب الآلاف نظير مساهمتهم إلى جانب الحلفاء لتحرير أوروبا من النازية بألمانيا والفاشية بايطاليا، لكن للأسف طالهم الإهمال والنسيان، بل ولم يرحموهم حتى مرقد قبورهم، جزاء تعاونهم وتضحيتهم لبلد استعمرهم لسنين .noordafrika

المسلمون المغاربة في الحملة على ايطاليا 1943-1944:

جندت فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية الشباب المسلم من دول المغرب العربي (الجزائر – المغرب – تونس) ومن دول افريقيا جنوب الصحراء وخصوصا السنغال ( أغلب المجندين كانوا مسلمين).

أراد الحلفاء السيطرةعلى البحر الأبيض المتوسط وزيادة الضغط على ألمانيا و هو ما كانت روسيا تريده بفتح جبهة أخرى في أوروبا، لتقليل ضغط قوات الفيرماخت الألمانية على الجبهة الروسية، وبالفعل بدأت عملية باي تاون تحت قيادة القائد البريطانى مونتغومري لتحرير إيطاليا واستسلم الإيطاليون مباشرةً، لكن الفرق الألمانية ظلت تقاتل بشراسة، وهنا تجلت بطولة المقاتلين المسلمين فى غزو إيطاليا، بل إن الجنود المغاربة أوشكوا على دخول الفاتيكان.

جنود جزائريون

جنود جزائريون

استقلال دول المغرب العربى:

لما وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها وانتصر الحلفاء على االفاشيين والنازيين وبدأت الدول الأوربية في إعادة بناء وتشييد المدن والقرى المهدمة، لم تعد أي دولة تفكر في ما وعدت بها مسلمو المغرب ألا وهو منحهم الاستقلال بعد انتهاء الحرب مباشرة، وظلت تلك الدول تكافح حتى نالت الاستقلال واستعادت حريتها.

 

 

 

مقابر جماعية لشهداء المسلمين

مقابر جماعية لشهداء المسلمين

اترك رد

%d