كتبت – عايدة رضوان
أنا حماتك مدوباهم اتنين، مش عارفه زهقانة ليه خليني معاك نتسلى شوية ماتخفش مدام الشابة مننا محافظة على نفسها مايهمهاش”.. عبارات لطالما كان لها وقعها على المشاهدين، فهي عبارات اشتهرت بها أشهر حماة على الشاشة المصرية، فرغم القسوة التي لطالما تجسدت في أدوارها إلا أنها كرهت التراجيدية وعشقت الكوميديا والرقص والغناء، وكانت مثالًا للتضحية بعيدًا عن شاشة التلفاز وخشبة المسرح .
ماري منيب .. في ذكرى وفاتها الـ 47، الحماة القاسية والأم الحانية .. ماري منيب
«ماري منيب»
ولدت ماري سليم حبيب نصر الله، الشهيرة بـ ماري منيب، في الـ 11من فبراير عام 1905م، في إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق، وبنهاية عامها الأول جعرت مع أسرتها إلى مصر، وسكنت حي شبرا الكائن بمدينة القاهرة، توفي والدها وهي في الثانية عشر من عمرها، لتبدأ ماري مسيرتها يتيمة.
بدأت ماري، مسيرتها بالعمل كراقصة في ملاهي روض الفرج، حيث اشتهرت برقصة “القلل”، التي تضعها على رأسها، بدلًا من “الشمعدانات”، ثم اتجهت إلى العمل المسرحي، وانضمت إلى العديد من الفرق المسرحية، منها:” فرقة فوزي الجزايرلي – علي الكسار – أمين عطا الله – وبشارة واكيم”.
«ماري ولقب منيب»
في عام 1918م، سافرت ماري منيب إلى الشام، لتقدم عروضًا مسرحية هناك، وكان قد انضم للفرقة وقتها، الفنان الكوميدي فوزي منيب، لتنشأ بينهما قصة حب، أسفرت عن زواجهما، لينجبا ولدين، هما:” فؤاد، وبديع”، وابنه واحدة، ولقبت ماري منذ ذلك الوقت، بـ ماري منيب.
«ماري بين الهجر والتضحية»
رغم قصة الحب التي جمعت بين ماري وفوزي إلا أنه هجر ها، كي يتزوج من الممثلة نرجس شوقي، أثناء رحلته إلى الشام، ما شكل صدمة للفنانة ماري منيب، ورغم انفصالهما، وزواجها من المحامي فهمي عبد السلام، زوج شقيقتها التي توفيت كي تتمكن من تربية أولاد أختها، إلا أنها ظلت حمل لقب “منيب” .
تركت ماري الفرقة التي كانت قد جمعت بينها وبين منيب، لتنتسب إلى فرقة يوسف وهبي، حيث شاركت في مسرحية “بنات الريف”، ولكنها لم تواصل العمل مع هذه الفرقة، لأنها لم تحب الأدوار التراجيدية التي كانت سمة من سمات مسرح رمسيس في تلك الفترة.
«الكوميدية والحماة القاسية»
في عام 1935م، التحقت ماري منيب بكل ما تحمل من خفه إلى فرقة “الريحاني”، والتي قيل أنها انسجمت معها إلى أبعد الحدود لعشقها اللا محدود للأدوار الكوميدية والرقص والغناء، وقد قدمت أوبريتات منها:” العشرة الطيبية، 30 يوم في
السجن، عريس في إجازة، إستنى بختك، إلا خمسة، النساء ما يعرفوش يكذبوا، وأم رتيبة”.
اشتهرت ماري، من خلال مسرح “الريحاني” بتقديم دور الحماة القاسية، حين لقبت باسم “أشهر حماة” في السينما المصرية، وتلتها كل من:” ميمي شكيب، وزوزو شكيب”، وفي عام 1941م، وبعد وفاة الريحاني، وقفت بجوار بديع خيري، لاستكمال مسيرة الريحاني، وقدما سويًا مسرحية “إلا خمسة”، كما قدمت ما يزيد عن مئة فيلم أولها عام 1934م، في فيلم “ابن الشعب”، وآخرها في العام 1969 م، في «لصوص لكن ظرفاء»، مع عادل إمام، أحمد مظهر، ويوسف فخر الدين، وهو الفيلم الذي يعد آخر أعمال الفنانة مارى منيب على شاشة السينما، وذلك قبل وفاتها يوم 12 يناير لعام 1969م.
«رحيل ماري واعتناق الإسلام»
ساءت الحالة الصحية لـ ماري منيب، ودخلت المستشفى إثر ذلك، حين كانت تؤدي دورًا في مسرحية «إبليس»، وتحاملت على نفسها حتى شعرت بالإغماء، كي ترحل عنا في تاريخ الـ 21 من يناير 1969م.
ويذكر اعتناق ماري منيب الإسلام عقب زواجها من زوج أختها المتوفية، لتمسى “أمينة”، كما أنها جدة المطرب الراحل عامر منيب .