السبت, 18 مايو, 2024 , 11:17 م

العميد رضا صلاح الدين لـ ” الوطن المصري ” قطعنا رأس الحية في جبل الحلال

 

دمرنا 4 طائرات للعدو وعطلنا مطاري رمانة وبالوظة في حرب تحرير سيناء 73

بطولة جندي مسيحي .. داهمه المرض وأصر علي العبور واستشهد دفاعا عن أرضه

 

 

حوار – خالدعبدالحميد

تمر علينا الذكري الـ 35 لتحرير أرض الفيروز سيناء ، وفي كل عام في مثل هذا اليوم نتذكر بطولات الأباء والأجداد الذين سطروا بدمائهم الذكية أروع ملاحم البطولة والفداء والتضحية .

شباب مصر اليوم يحتاجون الي التعرف علي المزيد من القصص البطولية للجيش المصري وكيف استطاع أن يهزم المستحيل ويحطم خط بارليف أكبر ساتر ترابي في التاريخ .

“الوطن المصري” التقت أحد أبطال العبور العظيم ليحكي لنا عن أيام خالدة في تاريخ مصر:

التقينا العميد رضا صلاح الدين حنفي بسيم ضابط توجيه الكتيبة 662 دفاع جوي من مصابي حرب اكتوبر والذي أكد قائلا : حرب تحرير سيناء ملحمة كلما تذكرتها وتذكرت أحداثها لا اتخيل أنها وقعت بالفعل وأننا انتصرنا علي العدو المحتل ، مشيرا الي أن الكتيبة 662 كانت الوحيدة اللي عبرت من الغرب الي الضفة الشرقية للقناة ، وتمركزنا بجوار مطاري رمانة وبالوظة وصلنا يوم السابع من أكتوبر ، وقتها كانت تخرج طائرات العدو من مطار رمانة لتقصف قواتنا وكانت مهمتنا وقف هذا القصف حتي تتمكن قواتنا من التوغل داخل سيناء ونجحنا في اسقاط  طائرتين للعدو بصاروخين وهو ما تسبب في تعطيل مطار رمانة لأكثر من 3 ساعات ، وقد تفاجأ العدو بضرب الطائرتين ومن مسافات قريبة وهو ما أصابهم بالذهول ، كما تمكنت الكتيبة من ضرب طائرتين أخريين خرجا من مطار بالوظة ، ونجحنا في تعطيل عمل المطارين الي أن تمكنت قواتنا من الدخول والتمركز في مواقعها دون تهديد من طيارات العدو .

وظل العدو يبحث عن موقع الكتيبة حتي عثر علي مكان تمركزنا وفوجئنا بأكثر من 20 طائرة للعدو تحلق فوقنا وتم قصفنا من كل اتجاه واستشهد وقتها معظم أفراد الكتيبة ولم يتبقي منها سوي ثلاثة أو أربعة أفراد من إجمالي 40 ضابطا ومجند  .. كنت أنا واحدا من الناجين وأصيبت في قدمي ونقلت الي مستشفي الحلمية العسكري للعلاج

وتذكر العميد رضا صلاح الدين واقعة حدثت أثناء حرب التحرير قائلا : كان لدينا في الكتيبة جندي مسيحي يدعي يونان مسعد تاوضروس و كان هذا الجندي من أمهر السائقين الذين كانوا يقودوا عربات الصواريخ .. قاد  يونان عربة محملة بصاروخين ونجح في توصيلهما للقاذف في أسرع وقت وزمن قياسي وهو  7،9 من الثانية ولم يسبقه أحد في العالم  من قبل في تخطي هذا الزمن القياسي .

وفي أحد الأيام وأثناء عبورنا للضفة الشرقية فوجئت وأنا اتفقد قواتي بأن درجة حرارة الجندي يونان مسعد مرتفعة جدا ووصلت لـ 40 درجة ، طلبت منه البقاء في المؤخرة وعدم العبور معنا نظرا لحالته الصحية ، الا أنه أصر علي العبور معنا وبكي عندما طلبت منه البقاء في المؤخرة .. قلت له : بالأمر لا تذهب و مش هتعدي معانا ، الا أنني فوجئت به وقد عبر معنا للضفة الشرقية ودخل سيناء مع باقي أفراد الكتيبة رغم حرارته المرتفعة .. واجهته ثانية فكان رده : يا فندم ده اليوم اللي كنت مستنيه من سنين طويلة ليه تحرمني منه ، وقاد عربته واستشهد علي الجبهة وهو يدافع عن وطنه .

وتذكر لحظة عبور كتيبته للضفة الشرقية قائلا : عدينا القنال مساء 7 اكتوبر .. عدينا علي اللقم البراطيم الخاصة بالكوبري بعد أن تم قصفه من العدو لعرقلة دخولنا للشرق .

كان لدينا معنويات لا يمكن وصفها وكانت كلمة الله أكبر تزلزلنا من الداخل وتمنحنا قوة حديدية .. عدينا وسط ضرب مكثف من مدفعية العدو ولم نهاب الموت ، فقد وصل الجنود وقتها لحالة شحن معنوي طوال حرب الإستنزاف لا توصف وكنا أكثر شغفا لخوض حرب استراداد الأرض والكرامة.

وعندما دخلنا سيناء وجدنا أننا في نزهة حيث شاهدنا جنود العدو بعضهم تم محاصرته من قوات الصاعقة المصرية ، والبعض الأخر فر هاربا .. حدث ذلك يوم السابع والثامن من أكتوبر .. وكان في مقدورنا محو اسرائيل من الوجود ولكن تم وقف اطلاق النار .

وحدث بعد يوم 13 أكتوبر أحداثا كادت تقلب الموازين عندما وصل مدد كبير للعدو من أمريكا علي الجبهة ، لم يقابله مددا بالمثل لنا من روسيا وحدثت الثغرة .

وتذكر أيضا واقعة الكلب صاحب الفضل عليهم وقال : كان معي في الكتيبة ضابطا كان مسيحيا أيضا ، وكانت هوايته تربية الكلاب وفوجئنا به يحضر الكلب معه أثناء المعركة ، وحدث قصف بالمدفعية علينا ، فنزلنا لحفرة الا أن الكلب هرول مسروعا وخرج من الحفرة ليستقر في حفرة أخري وطلب الضابط مغادرة الحفرة الأولي فورا والإختباء في الحفرة التي نزل اليها الكلب وبالفعل فعلنا ، وما هي الا لحظات وتم ضرب الحفرة الأولي لينقذنا الكلب من موتا محققا ، وعندما سألت الضابط قال أن الكلب يسمع صوت الدانة قبل اطلاقها وهو ما حدث بالفعل ليهرب من مكان سقوط القذيفة .

وأضاف بطل الدفاع الجوي قائلا : القوات المسلحة لن تفرط في شبر واحد من الأرض

وقد نجحت قوات إنفاذ القانون مؤخرا في تنظيف جبل الحلال من الإرهابيين

وتم القضاء علي كل جيوب الارهاب ورأس الحية في جبل الحلال والأن تتم عملية تطهير باقي الجيوب

وبالتوازي مع تطهير سيناء من الإرهابيين ، بدأت التنمية في أرض الفيروز في شمال سيناء وقريبا ستكون سيناء مصدر خير ورزق لكل المصريين

اترك رد

%d