وكالات – الوطن المصري
أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى، إنَّ بضع مئاتٍ من جنود مشاة البحرية الأميركية (المارينز) المُزوَّدين بالمدفعية الثقيلة جرى نشرهم في سوريا استعداداً لمعركة طرد تنظيم داعش من معقله في الرقة.
وتُعَد عملية نشر القوات مؤقتة، لكنَّها تُمثِّل إشارةً على توجُّه إدارة ترامب نحو منح وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قدراً أكبر من المرونة فيما يتعلَّق باتِّخاذ القرارات الروتينية في المعركة ضد داعش.
وقال مسؤولون أميركيون لوكالة “رويترز”، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس كذلك نشر ما يصل إلى 1000 جندي أميركي في الكويت كقوة احتياطية في الحرب على تنظيم داعش في سوريا والعراق، مع تسارع وتيرتها.
وأضاف مسؤولون يؤيدون هذا الخيار الذي لم يعلن من قبل، إنه يتيح للقادة الأميركيين على الأرض قدراً أكبر من المرونة للاستجابة بسرعة للفرص التي قد تسنح فجأة، والتحديات التي قد تطرأ في ساحة المعركة.
وسيمثل هذا الخيار خروجاً على ما جرت عليه العادة في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما، وذلك لأنه سيترك للقادة المحليين القرارَ النهائي في نقل بعض هؤلاء الجنود الاحتياطيين المرابطين في الكويت إلى سوريا أو العراق.
وذكر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، أن القادة العسكريين المُحبَطين مما اعتبروه دوراً محدوداً لهم في إدارة المعركة في ظل حكم الإدارة السابقة، إدارة أوباما، طلبوا مزيداً من الحرية لاتِّخاذ القرارات اليومية بشأن ما هو أفضل لمحاربة العدو.
وقال المسؤول، الذي لم يكن مُخوَّلاً بمناقشة عملية نشر القوات علناً، إنَّ جنود المارينز الذين انتقلوا إلى داخل سوريا ينصبون مدافع الهاوتزر لتكون جاهزة لمساعدة القوات المحلية السورية.
وتأتي التحرُّكات الأخيرة للقوات في أعقاب النشر المؤقت لعشرات من قوات الجيش مؤخراً في ضواحي مدينة منبج السورية، وهو ما وصفه البنتاغون بأنَّه مهمة “طمأنة وردع”.
وقال البنتاغون إنَّ القوات، التي كانت ترفع الأعلام الأميركية وتتحرَّك في عربات مُدرَّعة ضخمة وثقيلة، موجودة هناك من أجل نزع فتيل التوتر في المنطقة.
وبدا أنَّ القوات كانت هناك أساساً لضمان تركيز المقاتلين الأتراك ومجموعات المعارضة السورية على محاربة داعش، بدلاً من محاربة بعضهم البعض.
وفي ظل القيود الحالية التي وضعتها إدارة أوباما، يمكن للجيش استخدام ما يصل إلى نحو 503 من القوات الأميركية في سوريا. لكنَّ الجنود المؤقَّتين لا يُغيِّرون موازين القوى على الأرض.
وبعث قادة البنتاغون بخطة جديدة لهزيمة داعش إلى البيت الأبيض في نهاية الشهر الماضي، فبراير ، وتضمنت الخطة استراتيجية من الأرجح أن تزيد أعداد القوات الأميركية في سوريا، بهدف تمكين المقاتلين السوريين الذين سيتولون معركة الرقة، وإسداء النصح لهم بصورةٍ أفضل.
وأعد الجيش الأميركي عدة خياراتٍ من أجل المعركة في سوريا، تتضمَّن زيادة الدعم المدفعي، ومزيداً من مروحيات الأباتشي، وحملةَ تدريبٍ أكثر قوة.
ويقول مسؤولون أميركيون إنَّ معركة الرقة ستبدو شبيهةً بدرجة كبيرة بالمعركة في العراق المجاور، حيث تقاتل القوات المحلية من أجل استعادة السيطرة على مدينة الموصل الواقعة شمالي البلاد من داعش. فبينما كانت القوات تستعد للانتقال إلى الموصل، أقامت الولايات المتحدة قواعد خارج المدينة لاستخدامها كمراكز دعمٍ لوجيستي ونقاط لنصب المدفعية الثقيلة.